بقلم : ميساء البشيتي
لا تلمني في هواك فضياء روحك كان يبرق في ظلمة روحي المعتقة من عتمة السنين ويقودني كما يقود ضوء الشمس أقدام الكفيف نحو بدايات
كنت أتحسس الأشياء من حولي فتضيء عند ملامسة أكفي لها وتتوهج في احتراق مهيب ليصل لهيبها في ذروة احتراقه أعماق روحي فتلين لك كما تلين عناقيد الذهب وتنحني أمامك كما تنحني أعواد الياسمين .
كنت أغمس قلمي بالشهد وأنقش حروف اسمك على مساحات قلبي المقفرة فتزهر فيها رياحين الحب وتفوح من جنباتها روائح المسك والعنبر .
خلت نفسي في حينها أني دلفت الجنة وأني تلك الحورية _ حوريتك _ التي تتماوج طربا ً وتتهادى غنجا ً على حفيف همساتك وندى أنفاسك الحبلى
بأجنة الغرام .
بدأت أتذوق حلاوة الشهد المنسكب في روحي والمتسرب إلى شراييني الظمأى وبدأت أنفاسي تجذب إلى مآقيها نحل البراري وفراشات الزهر .
لكن ضياء نورك بدأ يخفت من حولي فلم يعد ينير لي موطئ القدم وغدت الأشياء حين أتحسسها أشد صقيعا ً من ثلوج مهجورة في أعالي القمم .
وانطفأت جذوة اللهيب في روحك وبهت في عينيك ذلك البريق الذي ألهب روحي فتمددت مساماتها خارج خارطة الجسد وخارج حدود الزمن .
غلف صقيعك روحي وألتف على عنقود الأمل ، مزقه ومُزقت خلايا الروح حزنا ًوكمدا ًوانبعثت شظاياها تحطم مرايا الأيام من حولي وتكسر أعواد الزنابق وتعري أغصان الشجر .
لملمت شظايا روحي المبعثرة عند أول نوبة من نوبات الأنين وأودعتها جسدي قبرا ً لها ليقاوم عنها الآم فراقك المرةّ ويصد عنها زخات الدموع وثورات الغضب ونقشت بالعلقم على مسامات جسدي : هنا ترقد روحي فدعوها بسلام ولا توقظوها فشظاياها إن ثارت تفتك بكل البشر .