مسابقة ملكات الجمال التي يتابعها الكثير منا على شاشات التلفزيون والتي تقام في معظم دول العالم تقريبا مرت بصمت كبير في العراق وبالتحديد في مدينة بغداد. ففي نادي الصيد ملتقى النخبة والطبقة الراقية بمنطقة المنصور ببغداد اقيمت مؤخرا مسابقة ملكة الجمال ضمت عددا من المتنافسات على عرش الجمال.
ارتدت المشاركات في المسابقة ملابس غربية أكثر من من ان تكون شرقية كالتنورات وأحذية (البوت) الطويلة فيما ارتدت أخريات بناطيل الجيز و (البدي) ولم تكن من بين المشاركات من تلبس الحجاب او تضعه على رأسها. شاركت المتنافسات على لقب ملكة الجمال بزي واحد ولم يغيرن ما لبسنه طوال مدة المسابقة فلم يكن هناك ثوب للسهرة او للسباحة خلال المسابقة. فهذه المسابقة الأولى لملكة جمال التي تقام في بغداد منذ عام 2003.
وضمت لجنة التحكيم خمسة محكمين ثلاث نساء ورجلين كانوا يجلسون على طاولة أمام حلبة استعراض المتنافسات، من دون ان يتضح ما اذا كانت لجنة التحكيم قد اعتمدت المعايير العالمية المتبعة في مسابقات ملكات الجمال عادة. اختارت لجنة التحكيم بعد مشاورات في ما بينهم الآنسة شيماء عارف 17 سنة لتكون ملكة الجمال وهي ترتدي بنطلون جينز وحذاء بكعب عال.
حاولت شيماء كبح مشاعرها والوقوف صامدة فاردة قامتها عند إعلان النتيجة إلا أن حمرة الخجل والدهشة بدت واضحة على محياها فهي لم تتصور ان تكون الملكة من بين اللواتي شاركن بالمسابقة. بقرار اللجنة اختيار شيماء ملكة للجمال ضجت القاعة بالتصفيق والصفير من ذوي شيماء وأصدقائها نزلت شيماء وعانقت امها بعد ان اختفت الابتسامة من وجهها وبدأ الحاضرون بمغادرة القاعة متفادين الازدحام الذي يمكن ان يحصل.
وحين نزلت ملكة جمال بغداد من على خشبة المسرح قامت ام شيماء بنزع التاج من رأس ابنتها ووضعته في حقيبتها ومن ثم غطت رأسها بغطاء لتهم هي الأخرى بالخروج مصطحبة ابنتها الفائزة بلقب ملكة الجمال بصمت لتشق طريقها الى السيارة والملكة تنظر الى الارض من دون كلام. لحظات لا تتكرر تمر بصمت ومشاهد تنتهي بصمت.