يُعتبر وجود وزارة للدفاع في البنية والتشكيلة الحكومية لأي دولة معاصرة في العالم اليوم مسألة بديهية مفروغ منها لاتخضع للمناقشة والمسائلة ، حيث تكون هذه الوزارة المتمثلة بالجيش والقوات المسلحة وتشكيلاتها المختلفة المسئولة المباشرة عن حماية هذا البلد أو ذاك والدفاع عنه في لحظة الأعتداء عليه من قبل اي دولة أخرى . ولهذا لا يمكن في اي حال من الأحوال ومهما كانت هذه الدولة مسالمة وليس لديها مشاكل مع اي دولة أخرى ان تتخلى عن تشكيل وزارة الدفاع للإغراض المذكورة أعلاه .
وفي مقابل ذلك ظهرت دعوة إنسانية وتحالف عالمي جديد يسعى الى تشكيل وزارة او هيئة مستقلة او منظمة للسلام ( ( Department or Ministry of Peace في كافة البلدان تُعنى باشاعة ثقافة السلام ولغة التسامح ومنطق الحوار المرن وفهم الاخر المختلف وتعميق وتنسيق أواصر التعاون بين الأمم والثقافات المختلفة وتغليب منهج العقلانية الموضوعي الهادئ على مناهج العنف والتخريب والدمار واللامعقول والاخذ بأسلوب الحوار والانفتاح والتعاون بدلا من ثقافة التهميش والاقصاء والالغاء والتناحر التي تستشري في عالمنا المعاصر حيث الحروب والنزاعات والصراعات تفتك بالانسان وتعمل على تدميره وتحطيم ذاته والقائه في عالم من الضياع والاغتراب والمجهول.
وقد أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 25 بتاريخ 10 نوفمبر 1998 هو يوم من اجل ثقافة السلام وعدم العنف ضد أطفال العالم وعلاوة على ذلك، أعلنت الجمعية في قرارها 53 سنة 1999 والمتضمن برنامج عمل متكامل وشامل من أجل ثقافة السلام.
وفي سنة 2000 أنشئت مؤسسة ثقافة السلام من اجل الإسهام في بناء وتدعيم ثقافة السلام من خلال التفكير، والبحوث، والتعليم، والعمل من اجل تحقيق هذا الغرض. وقد تابعت المؤسسة بنشاط تنفيذ إعلان وبرنامج عمل الأمم المتحدة فيما يتعلق بثقافة السلام .
ووفقا لهذه المعطيات تم تشكيل تحالف عالمي يُعنى بصورة أساسية بقضية السلام وتحت اسم ( The Global Alliance for Ministries and Departments of Peace ) يعمل بصورة جوهرية على الدعوة والعمل على تأسيس وزارة للسلام في بلدان الدولة المشاركة في التحالف العالمي فضلا عن الدول والحكومات الأخرى في بقية أرجاء العالم .
وهذا التحالف العالمي يضم منظمات وأفراد ومؤسسات من 33 دولة ( وهي بازدياد
مستمر) وأهمها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا واستراليا والبرازيل وكندا والدانمرك وفرنسا والهند وايطاليا واليابان وهولندا ونيوزيلندا وباكستان و فلسطين ورومانيا وجنوب إفريقيا واسبانيا والسويد ..
مستمر) وأهمها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا واستراليا والبرازيل وكندا والدانمرك وفرنسا والهند وايطاليا واليابان وهولندا ونيوزيلندا وباكستان و فلسطين ورومانيا وجنوب إفريقيا واسبانيا والسويد ..
وقد انعقد أول مؤتمر لهذا التحالف في لندن بتاريخ 19 تشرين أول 2005 التي أعلن فيها انطلاق المبادرة العالمية لتشكيل وزارت وأقسام السلام في العالم وقد حضر المؤتمر وفود عدة من عدة دول , ثم عُقد في كندا المؤتمر الثاني في حزيران عام 2006 وقد حضرت وفود من 18 دولة ، ثم أعقب ذلك المؤتمر الثالث في اليابان فى أيلول عام 2007 بوجود 12 دولة ، وقد تاجل هذه السنة المؤتمر الرابع الذ كان من المؤمل ان يُعقد في استراليا لاسباب خاصة أما في سنة 2009 فسيكون في كوستاريكا .
وكان من ثمار هذه المؤتمرات تشكيل التحالف العالمي للشباب الذي انطلق في مؤتمر وقمة فكتوريا ، والتحالف الافريقي للسلام الذي تشكل بواسطة الوفد الذي حضر مؤتمر اليابان الذي انعقد سنة 2007 لكي يوسع ويُنسق مشروع وزارات السلام في افريقيا .
وهذه المجاميع والمنظمات التي توجد في هذه التحالف تقسم الى ثلاثة أنواع وفقاً لدرجة فاعلياتها في قضية السلام :
1_ مرحلة فاعلة.
2_ مرحلة التخطيط.
3_ مرحلة الاستكشاف.
وقد وجهت لي دعوة رسمية للانضمام الى هذا التحالف العالمي فقبلت ذلك بعد ان اطلعت عبر الحوارات مع السيد مايك مدير مشاريع التحالف العالمي للسلام الذي تعرفت عليه بواسطة الصديق الأمريكي أيرون ممثل تحالف الشباب في أمريكا والآنسة كورينا منسقة معهد السلام الروماني ، أقول اطلعت على ميثاق التحالف العالمي وأهدافه ومشروعاته فاقتنعت بأهميته وقبلت الانضمام لهم حيث بدأت ومنذ أواسط عام 2007 تأسيس مشروع تأسيس مبادرة وزارة السلام في العراق الذي نعتقد يقينا انه من أكثر بلدان العالم بحاجة الى ثقافة السلام والحوار والاستقرار وقد وجهت لي دعوات رسمية لحضور مؤتمر اليابان واستراليا ومؤتمرات وندوات ونقاشات أخرى في لندن وأمريكا بالإضافة إلى المؤتمر
العالمي الرابع الذي سيعقد السنة القادمة في كوستاريكا كما قام الاخوة في التحالف العالمي بارسال اي ايميل يصلهم من العراق اليه من اجل الانضمام تحت مظلة مشروع وزارة السلام في العراق .
العالمي الرابع الذي سيعقد السنة القادمة في كوستاريكا كما قام الاخوة في التحالف العالمي بارسال اي ايميل يصلهم من العراق اليه من اجل الانضمام تحت مظلة مشروع وزارة السلام في العراق .
ولأن العراق وشعبه قد عاش الارهاب والقتل والظلم لعشرات السنين وذاق طعم الحروب لهذا فهو أجدر من غيره ان تنطلق على ارضه مشروع وزارة السلام التي تعمل من اجل السلام وحل النزاعات في المناطق الساخنة فيه ونسعى فيه أيضاً إلى تعميق الصلة بين مختلف ألوان الأطياف المختلفة داخل البلد الواحد وتوطيد الوحدة الوطنية وتعزيز دور السلام ، ذلك يُجدر بنا في العراق ان نولي هذا المشروع الأهمية الكبرى التي يستحقها.
وهكذا يصبح من غير الممكن أن يتواجد هكذا تحالف عالمي ولا يكون العراق او ممثل عنه سواء كان مستقل أو غير مستقل موجوداً فيه يشرح فيه وجهة نظر العراق فما يتعلق بقضايا السلام ومفاهيمه وفضاءاته ومحاربة الارهاب بكل أشكاله وكيف واجهه العراق في السنوات التي تلت سقوط النظام السابق ، فتأسيس هكذا وزارة يمكن ان يساهم على نحو أكثر في تحقيق أهدافها الستراتيجية التي تتركز في ترويج ثقافة الحوار وتعزيز عملية قبول الرأي الآخر وأشاعة مبدأ الشفافية في التعامل ونبذ العنف ولغة السلاح والكراهية والتحريض وترسيخ مبدأ إن العراق هو وطن الجميع بمختلف شرائحه وأطياف وأديانه وطوائفه مادام هنالك مشتركات وطنية وإنسانية تربطهم وتهدف إلى نشر أفكار السلام وروح التسامح والتعاون والانتقال السلمي للسلطة في ظل دولة المؤسسات وبناء الأطر التنظيمية والسياسية بشكل ديمقراطي.
مبادئ وأهداف الوزارة :
1. السعي لاشاعة وترويج ثقافة السلام والتسامح والانفتاح على الاخر وفهم المختلف عنّا وتجسير الهوة بين مختلف المكونات والاطياف المختلفة سواء على الصعيد الداخلي او الخارجي.
2. الايمان بالتعددية الفكرية والسياسية والدينية ودولة القانون والدستور والتداول السلمي للسلطة .
3. رفض جميع أشكال العنف والتطرف في العقيدة والفكر والممارسات العملية في المجتمع .
4. الايمان بمبدأ الحوار الديمقراطي الشفاف وحرية الكلمة والتعبير.
5. تبني بمبدأ الحوار المفتوح وعقد الاجتماعات والندوات العامة لمعالجة القضايا الوطنية والعربية والعالمية سلمياً.
6. السعي للدفاع عن حقوق الإنسان في كافة المجالات.
7. الانفتاح على الشباب والحث على مشاركتهم في كافة الانشطة باعتبارهم قاعدة المستقبل لأي بلد ، ودراسة كافة السبل التي تساعد الشباب على دمجهم في المجتمع الديمقراطي الجديد.
8. العمل على نشر الديمقراطية ومساعدة المجتمع العراقي على تقبلها والانخراط فيها وحمايتها وتطويرها وذلك عن طريق إعداد الأجهزة والبرامج الخاصة بذلك.
9. إحياء وإدامة فكرة الحوار بين الأديان والعمل على تنشيطها وتفعيلها وفقاً لبرامج عملية واقعية .
10. تشخيص الجذور التي تسبب وتنتج العنف في المجتمع كالفقر والبطالة والتربية والصحة والتعليم والبيئة وغيرها ووضع الحلول والاليات والبرامج المناسبة لأجتثاث هذه الظاهرة من المجتمع .
11. التركيز على خلق منهج انساني لتربية الفرد قائم على فهم ثقافة السلام والايمان بها من اجل التطبيق الفعلي لها.
آليات العمل في وزارة السلام العراقي:
1. إنشاء موقع إلكتروني وباللغتين العربية والانكليزية ينشر من خلاله نشاطات المنظمة ومفاهيم ثقافة السلام.
2. السعي لعقد مؤتمرات لنشر مبادئ السلام والبرامج العملية لذلك .
3. تصميم ملصقات جدارية ونشرات تبين منهاج وأفكار المنظمة لدعم السلام في المجتمع العراقي.
4. أقامة ندوات وورش عمل لأقناع الجمهور باهمية اشاعة ثقافة السلام فضلا عن الايمان بان السلام في أي مجتمع له مردود على الاستقرار الإقليمي والعالمي.
5. التعاون مع جميع الجهات الرسمية وشبه الرسمية والمنظمات المدنية المحلية.
6. التنسيق مع جميع وسائل الإعلام في نشر الوعي وثقافة السلم.
7. بناء جسور التعاون وتبادل الخبرات مع المنظمات الدولية والاقليمية .
8. المشاركة الفعالة في المؤتمرات المحلية والدولية.
كما تامل الوزارة وتسعى الى تاسيس معهد او مركز للسلام يهتم بتحقيق الأهداف الرئيسية التالية :
1. إعداد الدراسات والبحوث التي تتمحور حول قضايا السلام والارهاب والعنف من مختلف الأبعاد السياسية والاقتصادية والعسكرية.
2. دراسة وتحليل ظاهرة السلام وابعادها النفسية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية على الفرد والمجتمع .
3. تقديم خبرة المعهد واستشاراته الى المؤسسات المعنية بالسلام الاجتماعي والامن الوطني .
4. دراسة التأثيرات المختلفة لاستشراء ظاهرة العنف والتحديات الجديدة التي تواجه السلام العالمي والاقليمي والمحلي.
5. إعداد شبكات استراتيجية من المفكرين والقادة والمفكريين العالميين في مجال السلام .
ملاحظة:
المشروع مفتوح للنقاش وتبادل الاراء والمقترحات التي من الممكن اثرائه وتعميقه وأيصاله الى مرحلة عالية من النضج .
مهند حبيب السماوي
رئيس مباردة وزارة السلام في العراق