الكاتبُ للنص ليس عراقيا بالضرورة فهو جزائري حتى النخاع ،لكنّه يحمل همّ إخوانه من العراقيين الذين ذاقوا الأمرّين ،وتربطه علاقات حميمية بهؤلاء بحكم الدّين واللغة والوطن . لم يزر العراق يوماً ،ليس تنكرا لفضل العراق ،وإنما لم تسقه الأقدار لذلك، فلربما سيزوره يوماً ومن يدري؟عندما يتحرر العراق وتعود المياه إلى مجاريها ،فيزوربذلك قبرالصحابة ومن حملوا أسمائهم وقُتلوا من بعدهم جيلا بعد جيل ،سواء كانوا قادة أو كانوا مجرد جنود.
وقبل أن يزور مُحدثكم هذا البلد الصّامد صمود الجبال ، بودّه أن يعود إليه أبناؤه المهجّرون قصراً، ولكن لابأس فهانحن نزور العراق كل يوم ، من خلال عمل العراقيين المجاهدين أوالأقحاح عبر الفضائيات أو مواقع الأنترنت .لايحتاج الموضوع إلى مقدّمات فالحلال بين والحرام بين ،وليست هناك متشابهات في الحرب على العراق واحتلال الأمريكيين له ،إلاّ لمن أراد أن يعيش عيشة الخنثى فلاهو ذكر ولا هو أنثى،أو أراد أن يعيش بين الظلام والنور والشمس ساطعة.
لقد لُقّب المُحتلُ بالمُحرّر ولُقّب المجاهدون أصحاب الأرض بالإرهابيين ،هي هكذا الديمقراطية الأمريكية والحضارة الإنسانية في عصر وابوشاه .كانت وقفة الصحفي العراقي منتظر الزيدي مراسل قناة البغدادية في وجه المحتل الغاشم جورج بوش ورجمه له بالحذاء وهو يعقد ندوته الصحفية في بغداد، قبل مغادرته البيت الأبيض بعد أيام ،كتعليق الوسام له،ولأن الوسام عادة يأتي كنتيجة منطقية ومكافئة ينتظرها صاحبها بعد انتهاءه من عمله،فإن ماقام به الصحفي هو النتيجة الحتمية لبوش إن في الدنيا أو الآخرة، وماتلقّاه من هذا الصحفي هو رمز وتعبير سخط في هذه الدنيا حمله كرسالة نيابة عن الملايين من البشر.
ما إعتاد عليه الناس هو أن الوسام يكون وسام الشرف ،خاصة وأن الملوك والرؤساء العرب علّقوا لبوش أحلى الأوسمة والنياشين المنمقة بالذهب ،كان آخرهم خادم البيتين
نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بالمقاس الحقيقي |
، لكن هذا الصحفي العراقي الشهم أراد أن يُعلق لبوش وسام الذل والإنكسار ، فاختار له حذاء، وأتمنى أن يكون هذا الوسام لقباً يضاف في المحافل الدّولية إلى كلّ الطغاة والبغاة ّ والمستبدين ويُسمَّى حذاء الذّل ،حتى يرتدع هؤلاء الجبابرة من ظلمهم وجبروتهم ويريحون الشعوب من قهرهم.
إن الحذاء رغم أن له فوائد كثيرة ،إلا أنه غير لائق في ضرب الأمثال، ومن أراد أن يحتقر إنسانا ،قال له أنت لاتساوي كعب حذاء ، ويقال كذلك أنت حذاء فلان وأنت حذاء علاّن… فالحذاء تطأه الأقدام في النهاية حتى ولو كان من صنع الذهب ،ويكفي بوش أن رماه الصحفي العراقي بالحذاء فهو إحتقار له، يشبه احتقار الذبابة التي عكّرت صفو المالكي عندما خطب في البيت الأبيض وظلت تطارده تلك الذبابة حتى اظطر المصور تحويل الكاميرا إلى نواب الكونقرس للتصفيق ليرتاح المالكي بنشّها .
إن حرية التعبير التي مافتئ البعض ترديدها خاصة من المطعّمين بفيروس الغرب، تعرّت اليوم بسبب قذف منتظر الزيدي لبوش أكثر،خاصة وأنها تذكرنا بإعدام صدام حسين رحمه الله، الذي أحيى العراقيون والعرب والمسلمون ذكراه يوم نحر العيد، وعلينا أن نطرح السؤال في النهاية للمالكي والطلباني والبرزاني ومن معهم من الحكّام وحواشيهم ، ماذا يساوي قذف صحفي عراقي لرئيس إحتل بلده أمام محاولة إغتيال مجموعة من المتمردين على النظام العراقي والعاملين لح
ساب دولة أخرى وهم في حالة حرب كانت سببا في إعدام صدام كما روى النظام الجديد في العراق المعين من طرف بوش ، أيها المدافعون عن حرية التعبير؟
ساب دولة أخرى وهم في حالة حرب كانت سببا في إعدام صدام كما روى النظام الجديد في العراق المعين من طرف بوش ، أيها المدافعون عن حرية التعبير؟