لعلنا نتذكر جميعا يوم ان رقص بوش الصيف الماضى فى الرياض بعد حضوره الاحتفال بالعيد االستين لانشاء الكيان الصهيونى الغاصب ،حينها رقص بالسيف المهدى له من ملك السعودية (عبدالله) وكيف خرصت كل الاصوات الوهابية التكفيرية فلم تكفر اوحتى تلم خادم الحرمين واخوته ،لكن اليوم نجد هذة الجوقة الوهابية فى المملكة وخارجها تهاجم منتظر الزيدى صاحب اشهر واشرف حذاء عربى فىالتاريخ المعاصر الحذاء الذى القى على المجرم بوش فى بغداد الاحد الماضى .هل تدرون لماذا تهاجم الجوقة الوهابية المتسعودة(الزيدى) ؟ تقول بياناتهم المفضوحة: لسببين الاول لانه شيعى وهم يكفرون الشيعة والثانى لانه من المقاومه وهم لايحبونها ويفضلون عليها السلام المدنس وحوار الاديان مع بيريز وليفنى وصفقات السلاح التى لاتستعمل مثل صفقات اليمامة واخواتها .ان هذا الموقف السعودى من المقاومة العربية يدفعنا الى تأمل مانشرته الصحافة العالمية والاسرائلية موخرا عن كراهية ال سعود للمقاومة الفلسطينية وبخاصة الاسلامية منها. فمن المعروف سلفاً أن إسرائيل هى التى تكره الشيخ رائد صلاح قائد الحركة الإسلامية فى فلسطين (1948)، ولكن المفاجأة هى أن تكون السعودية هى الكاره الجديد لهذا الشيخ المقاوم ، هذا هو ما كشف عنه موقع فيلكا الإسرائيلى، ودعونا نقرأ سويا ما نشره هذا الموقع قبل أيام وتحت عنوان “استهداف سعودى للشيخ رائد صلاح من خلال تعاون السعوديين مع إسرائيل “، وجاء فى الخبر أن المنظمات السعودية الوهابية التابعة للنظام السعودى بدأت منذ عدة شهور بتمويل شخصيات فلسطينية متعاملة مع الأجهزة الإسرائيلية السرية وذلك لإنشاء جمعيات خيرية ودينية ودور نشر ومكتبات فى الوسط العربى داخل إسرائيل. الاتفاق بين السعودية وإسرائيل جاء على خلفية مواجهة النشاط الذى يقوم به الجناح الشمالى فى الحركة الإسلامية بقيادة رائد صلاح وهو الموصوف بحامى الأقصى من قبل أتباعه، الرجل لم تسكته اتهامات الشين لشئون تتعلق بالمسجد الأقصى فى القدس، فارتأى الطرفين بأن أفضل السبل لتحطيم قوته داخل المجتمع العربى فى إسرائيل تكمن فى مواجهته بسلاحه الدينى ولكن بنكهة وهابية سعودية والحركة الإسلامية بالعموم ليست حركة حديثة بل ذات عمق وبنى قوية- رغم تأثرها بحادثة الانقسام- وتعود نشأتها إلى السبعينات بفعل احتكاك أبنائها بأنصار جماعة الإخوان المسلمين فى الضفة الغربية وتأثرهم بفكر الإمام حسن البنا مؤسس الجماعة، وبفعل دراسة قياداتها فى جامعات الضفة الغربية، تبلور البعد التنظيمى عندهم، وجدير بالذكر أن الحركة الإسلامية فى الداخل فى بدايات انطلاقتها وحماستها قامت بتشكيل خلية عسكرية أطلق عليها “أسرة الجهاد” نسب إليها العديد من الأعمال الجهادية وأدى اكتشافها إلى صاعقة فى إسرائيل، ورغم تأثر نشأة الحركة وامتدادها بفعل الضربات الموجهة لقياداتها ، إلا أن خروج قادة الحركة فيما بعد ساهم فى التفاف جماهيرى قوى حولهم وأخذت الحركة بعد ذلك مسارا اتسم بالحذر والانشغال بالمجالات الدعوية والاجتماعية ، وممارسة خصوصية استراتيجية بتجنب العمل الإيجابى ضد إسرائيل، وبالمقابل كان توجهها الاجتماعى ناجحا وملفتا واستطاعت تأسيس الجمعيات الخيرية وإقامة العشرات من المخيمات الشبابية الصيفية، وكذلك بناء وإصلاح العشرات من المساجد وافتتاح عدد من المعاهد والمستشفيات والمدارس، وإقامة العديد من المظاهرات والاعتصامات المواكبة لأحداث الضفة الغربية وخاصة انتفاضتى 1987م و 2000م.
كل ذلك أدى على استقطاب مضطرد ومتسارع وثقة عالية بطروحات الحركة التى حاربت بقوة الفساد الأخلاقى الذى انتشر بين الشباب الفلسطينى فى الداخل، ووقفت بصلابة ضد كل مظاهر “الأسرلة” وتعزز بالمقابل الشعور الدينى والوطنى.
فى هذا السياق جاء الدور السعودى فالسعودية التى تزعم كونها حامية الحرمين الشريفين تفرط من خلال علاقاتها الخاصة مع امريكا واسرائيل باولى القبلتين (المسجدالاقصى) وتعادى المقاومة العربية بجناحيها القومى والاسلامى وعداؤها لايتوقف عند فلسطين والشيخ رائد صلاح اوعند حركتى الجهاد الاسلامى وحماس بل يمتد الى لبنان وافغانستان والعراق ومن هنا اتت حملتهم ضد حذاء (الزيدى) وتكفيرهما له وللمقاومة العراقية .ان هذة الحالة من العداء للمقاومة العربية تجعلنا نسأل /الا توجد احذية فى الرياض؟