أسامة عبد الرحيم *
عفواً سيدي القارئ لا أستطيع السيطرة على قلمي الذي يقفز طرباً بين أصابعي، فالحدث دلالته أكبر بكثير مما اتصور، لذا سأحاول جاهداً أن التقط أنفاسي وأكبح زمام قلمي، الا أنني سأكون عفوياً كما فعل الصحفي منتظر الزيدي مراسل قناة “البغدادية”، فلن أغرق المقال في البلاغة فحذاء منتظر المقاوم –بارك الله في ساعده- أسكتني وأعجزني عن الكلام.
بأبي أنت وأمي أيها الصحفي العراقي الحر لا زال في الأمة أحرار مثلك، والله رفعت يا سيدي بحذائك رأس أمة مرغ قادتها رأسها في الوحل الأمريكي، كم من غيظ في قلوبنا نفست عنه بحذائك الطاهر الذي لم يعرف نفاق المالكي وعمالة حكومته، بكل المقاييس احتل الصحفي العراقي لقب بطل 2008 واشجع وانبل رجل في العالم.
رفعت ساعدك يا منتظر – سلمت يمينك- لا لتلوح لرأس الاحتلال وقواد العالم بل لترشقه بحذائك الذي إختصر كلام كثير يحتدم في قلوبنا وغلاً شفيته بقذيفتك، نعم هذا هو الحوار الحضاري الذي يليق بأمثال هذا “الكلب” كما وصفته.
الحدث باغت بوش وتابعه المالكي وهما يتصافحان إبتهاجاً فوق أشلاء العراق، فالجرذ الأمريكي إعتاد على حفاوة العرب بقاتلهم ومحتل بلادهم، إعتاد على موائدهم ورقص حريمهم ومصافحة أميراتهم وتقبيلهم أحياناً، إعتاد على رقص العرصة العربية والتلويح بالسيف تهديداً ووعيداً وتقبل الصقور والهدايا.
إلا أن حذاءك يا منتظر أعاده الى أرض الحقيقة مجردة بكل بساطة، فخرقت صيحتك يا بطل “هذه قبلة الوداع يا كلب” أذن الجرذ الذي لم تعتاد إلا عبارة “ثانك يو بوش..والله ما جصرت الله يعطيك العافية”..!
فوجئ الجرذ “بفردة” الحذاء الأولى التي طاشت وأصابت الجدار، ثم أتبعها البطل بالثانية التي اضطر الجرذ للانحناء -أمام الكرامة العربية- لتفاديها، بينما أسرع كرزاي العراق يحمي ولي نعمته بذراعه محاولا صد الحذاء الذي لطم العلم الأمريكي المعلق خلف بوش.
وبالتزامن مع إلقائه “فردة” الحذاء الأولى قال البطل الذي حضر المؤتمر كمراسل لقناة البغدادية العراقية السنية: “هذه قبلة الوداع من الشعب العراقي أيها الكلب”، وعندما لم تصب “الفردة” الأولى بوش بادره الزيدي بالحذاء الثاني صارخا: “وهذه من الأرامل والأيتام والأشخاص الذين قتلتهم في العراق”، الله أكبر والعزة لله..”وما رميت إذ رمين ولكن الله رمى”.
بفضل حذاءك أيها البطل رأي سكان الكرة الأرضية الجرذ الأمريكي يرتجف خلف منصة المؤتمر لتفادي القذيفة الثاني، وإن كان الجرذ وتابعه المالكي يستحقان بوزن سبع سموات احذية مثل حذائك الذي لم يخشى في الحق لومة لائم.
إلا أن الخصيان الأمنيون العراقيون لم يفوتوا فرصة إثبات ولائهم فتكالبوا علي البطل يحللون دولاراتهم، ويوسعونه ضرباً واقتادوه الى خارج الغرفة بإشارة من “كرزاي” العراق، وهو يقاوم ويصرخ بلسان كل العرب الأحرار من المحيط إلي الخليخ “أخرج يا كلب” .
أيها البطل نحن نطالب كل المؤسسات الصحفيـة والإعلامية العربيـة بالتضامن معك حتى إطلاق سراحك وعدم تعرضك للقتل، ونطالب الصحفيين العرب بوقفات تضامنية في مقرات نقاباتهم يخلعون أحذيتهم ويضربون بها العلم الأمريكي حتى الإفراج عن الصحفي العراقي الحر.
ونطالب المالكي -كرزاي العراق- بالإفراج عن الصحفي البطل تماشيا مع الديمقراطية التي شُنق الرئيس صدام حسين على أعتابها ووعد بها الاحتلال الأمريكي الشعب العراقي المحتل.
ختاماً أرجوا من الله ألا تفبرك لهذا البطل مكيدة يقتل على إثرها، وأطالب الشعوب العربية أن تحذوا حذوه وان تجعل أحذيتها على أهبة الإستعداد فليس بوش وحده من يستحق السحق بالنعال..!
كما أطالب بإحلال صورة حذاء البطل مكان صور أصحاب الفخامة والجلالة والسمو في كافة العواصم العربية ويكتب تحتها شعار ” لا زال في كرامتنا بقية”، وإحلال مسمى ” الجزمة العربية” بديلاً عن ” الجامعة العربية”،
وأتوجه للبطل منتظر في محبسه بما قاله شاعرنا الشعبي:” كده فل الفل وعال العال..بذراعك قلت اللي ما يتقال”..!
وأتوجه للبطل منتظر في محبسه بما قاله شاعرنا الشعبي:” كده فل الفل وعال العال..بذراعك قلت اللي ما يتقال”..!
ـــــــــــــــ
*كاتب وصحفي مصري