لم تكن حادثة قذف الرئيس الأمريكى جورج بوش بفردتى حذاء صحافى عراقى أمرأ عادياً بالنسبة لكثير من الأردنيين، حيث أصبحت حديثهم وشغلهم الشاغل، واستقبلوها بالكثير من الثناء والترحاب. فبعدما نقلت المحطات الفضائية الحادثة بدقائق، تبادل الأردنيون الرسائل الخلوية والاتصالات الهاتفية التى حثوا فيها بعضهم البعض على متابعة الحادثة الحدث، فيما أرسلت مئات الرسائل الإلكترونية التى تحمل اللقطة التى تظهر الرئيس الأميركى بينما كانت فردة حذاء الصحافى الأولى تطير باتجاهه.
وتصدرت صور بوش وهو يحاول تفادى الحذاء صدر صفحات الصحف الأردنية.
وكان الصحافى منتظر الزيدي، الذى يعمل مراسلاً لقناة البغدادية الفضائية التى يديرها معارضون لرئيس الوزراء نورى المالكي، قام بقذف الرئيس الأميركى بفردتى حذائه خلال مؤتمر صحافى كان يعقده مع المالكى وصرخ الصحافى فى وجه بوش قائلاً “هذه قبلة الوداع من العرقيين يا كلب”.
ووصف محمد صادق “56عاما”، وهو صاحب متجر فى العاصمة الأردنية، عمان، الحادث بإنه “الأروع على الإطلاق .. بوش يستحق ذلك لقد دمر العراق .. والصحفى الذى قام بهذا العمل هو رجل شجاع”.
وتابع “اتصل بى أحد أبنائى وطلب منى أن أتابع محطة الجزيرة الفضائية لأمر مهم ففعلت لأرى أروع مشهد رأيته فى حياتى .. بوش يقذف بالأحذية العراقية.. الله كبير”.
وقال خليل أبو إصبع “22 عاما”، طالب جامعي، “ما حصل أمر مثير للغاية وأنا معجب بشجاعة الصحافى العراقى رغم أنى أشعر بالأسف لمصيره .. اعتقد أن ما حدث هو أصدق تعبير عما يحمله الشعب العراقى والشعب العربى لبوش .. سياساته الحمقاء أدت إلى قتل الآلاف العراقيين الأبرياء وتدمير العراق وتهديد دول المنطقة كما انه يصر على سياساته المنحازة لإسرائيل التى تقتل وتجوع الشعب الفلسطينى بشكل يومى ممنهج”.
ويقارن أمجد على “33 عاماُ”، موظف بنك، بين حادثة قذف الرئيس الأميركى بالحذاء، وحادثة إسقاط تمثال صدام حسين من ساحة الفردوس فى بغداد بعيد ساعات من احتلالها فى عام 2003، حيث انهالت الأحذية على التمثال، وقال إن “بوش من يستحق أن تنهال عليه الأحذية وليس صدام .. بوش رجل مجنون أحرق العالم بسياساته الحمقاء وجنون العظمة المصاب به، نحمد الله أن نهاية عهده كانت بهذه الصورة”.
فى المقابل، تقول معالى فؤاد “26 عاماً” ” كان المشهد مضحكاً للغاية ولكنه يحمل الكثير من المعاني، فأقوى رجل فى العالم يقذف بحذاء صحافى عراقى على مرأى ومسمع من العالم اجمع”، معربة عن اعتقادها بأن الصحافى العراقى “وكغيره من ملايين العرب يشعرون بنقمة كبيرة على الرئيس الأميركي”.
عبد الرحمن عساف “40 عاماً”، رجل أعمال، قال بحماسة بالغة مخاطباً الصحافى العراقى “سلمت يداك يا منتظر الزيدى فقد عبرت عما يجيش فى صدورنا تجاه هذا المجرم.. لقد رفعت رؤوسنا جميعاً بينما كان بوش يطأطىء رأسه خوفاً من الحذاء”.
ومن جانبها، اختارت ديما الفاعورى ” 23 عاماً “، طالبة جامعية، أن تستعيد صور سجناء سجن “أبو غريب” فى بغداد، والذى تم الكشف عن عمليات التعذيت مارسها جنود أميركيون بحق معتقلين فيه، وقالت “لن انسى ما حييت صورة الجنود الأمريكيون وهم يدوسون بأحذيتهم الثقيلة رؤؤس السجناء.. وعلى الباغى تدور الدوائر”.
واستقبلت المواقع الإلكترونية مئات التعليقات على الحادثة، حيث أشادت معظم هذه التعليقات بالصحافى العراقى ووصفته بالبطل ودعت إلى تكريمه.
وفى حين كانت بعض التعليقات عبارة عن نكات أطلقها بعض الصحافيين، ومنها انه “لن يسمح للصحفيين بدءاً من الآن بحضور المؤتمرات الصحافية إلا حفاة”، وأخرى تقول أن “مصنعى الأسلحة الأميركية بدأوا بتصنيع سلاح مضاد للأحذية”.
كما اقترحت تعليقات أخرى عرض حذاء الصحفى للبيع بالمزاد العلنى مؤكدة انه سيباع بالملايين.
وتسود فى أوساط الأردنيين، ومن بينهم غالبية من أ
صول فلسطينية، حالة كبيرة من الغضب على الإدارة الأميركية ورموزها وعلى رأسهم الرئيس الأميركى جورج بوش، بسبب موقفها المساند لإسرائيل، وزادت حدة النقمة الشعبية الأردنية على الإدارة الأميركية فى أعقاب احتلال وغزو العراق.
صول فلسطينية، حالة كبيرة من الغضب على الإدارة الأميركية ورموزها وعلى رأسهم الرئيس الأميركى جورج بوش، بسبب موقفها المساند لإسرائيل، وزادت حدة النقمة الشعبية الأردنية على الإدارة الأميركية فى أعقاب احتلال وغزو العراق.