من الذي أهين في واقعة الحذاء بوش أم ….؟
بقلم : زياد ابوشاويش
عبر الصحفي العراقي منتصر الزيدي عن مشاعر الغضب التي تجتاح كل نفس عربية أبية من وجود هذا الكاذب بين ربوعنا رغم أنوفنا وعن الرفض المطلق للوجود الأمريكي في بلادنا كما كان خاتمة لعهد أمريكي فاسد بكل المقاييس. ولعل الدرس الأهم في رأيي لتهاطل الحذاء فوق رأس بوش في حفل الإعلان عن توقيع اتفاق الإذعان والانتداب الأمريكي أنه أي الحذاء لكل من أيد أو برر أو صمت أو ساعد الغزو الأمريكي للعراق الشقيق وأمن له المرور والدعم اللوجستي كما الجغرافيا والممرات والطرق بكل أصنافها، فهل يخجل هؤلاء ويعلنوا أسفهم أم سينتظرون كبوش نزول الأحذية فوق رؤوسهم؟. إن هذا الحدث الهام يذكرنا بتلك الأحذية الفلسطينية التي انهالت على رأس المجرم شارون يوم تدنيسه للمسجد الأقصى.
الرئيس الأمريكي يوزع اتهاماته وأباطيله ذات اليمين وذات الشمال فمرة يهدد سوريا وأخرى يهدد إيران وثالثة السودان ، ورابعة وخامسة وسادسة.. ولا يتورع عن سوق الأكاذيب لتبرير عدوانه السافر على كل قيم الحق والعدل الإنسانية، ويصر على إنهاء ولايته المظلمة والدموية بالمزيد من التعالي وتصنع المجد لينتهي به المطاف في مواجهة حذاء مواطن عربي صادق العزم على قول الحقيقة له، وليصرخ الحذاء بأي ذنب أضرب؟ ولو سأل المواطن الأمريكي نفسه لم هذا الفعل الغريب من مواطن عراقي من المفترض أن إدارة بوش أعادت له الحرية وحررته من الديكتاتورية وغير ذلك من هرطقات حكومته وتلفيقاتها فسيجد الحقيقة العارية أمامه ليس فقط في أكاذيب تبرير العدوان والهمجية التي مارست بها حكومته احتلالها للعراق وتدمير كل البنى التحتية وحل الجيش وسرقة تاريخه وآثاره بل سيجد أيضاً عمق المشاعر العربية المناهضة للظلم الأمريكي والرافضة لأي وجود له فوق أرضنا حرباً أو سلماً.
إن سياسة الولايات المتحدة الأمريكية لا تترك للمواطن العربي أي خيار سوى هذا النمط من الردود المعبرة عن وجدان كل إنسان محترم على سطح الكرة الأرضية.
وفي الجانب الآخر من الصورة فقد كشف هذا الحادث الكبير والتاريخي عن حقيقة الاتفاق الأمني بين أمريكا وحكومة المنطقة الخضراء ليس فقط من تصريحات قائد القوات الأمريكية في العراق والتي قال فيها بأن قواته ستبقى في المدن حتى بعد دخول الاتفاقية حيز التطبيق بل حين اندفع الضباط الأمريكيون من خلف المنصة وظهروا فجأة بين جمهور الصحفيين في ثياب مدنية مع قلة قليلة من الضباط العراقيين وهو ما يشي بحقيقة المعادلة في هذه الاتفاقية المهينة لكل مواطن عراقي ناهيك عن العربي. ربما يكون مفيداً لأصدقاء أمريكا تمعن ما جرى بشكل تفصيلي ومعمق فقد يجدوا طريقاً أكثر صوابية لصداقة تسلم كل أوراق أمتنا لدولة استعمارية تعتدي على حرماتنا وأملاكنا بذرائع كاذبة وتجد منهم من يقبل ويصدق ويتفهم ويتعاون فهل سيبقى الأمر كما هو بعد الحادثة المعبرة؟ تحية لمنتصر الزيدي في هذا اليوم الأغر… وللحديث بقية.
زياد أبوشاويش