رائده الشلالفه
اعلامية/الاردن
بعد المشهد الساخن الذي أتحفنا به الصحفي العراقي منتظر الزيدي فيما هو يطوح بحذائه نحو الرئيس الامريكي المنتهية ولايته جورج بوش، كم نحتاج لبطل آخر ليوضح ويغدق في الشرح للرئيس “المنتهي” بوش ويخبره ماذا يعني أن يطال الحذاء رأس المرء كما يترجمها ويقول بها الموروث العربي!!
وأن يهمس في أذنه عما تعنيه مجرد فكرة أن يطال النعل رأس الرجل الحر و”الابيض”.
في العام 2003، كنا مجموعة من الزملاء العاملين في صحيفة “الشاهد” الاسبوعية الاردنية، وفي يوم الاصدار وكان يوم أربعاء، اختار صديقنا مدير التحرير اسامة الراميني مانشيت رئيسي للغلاف تحت عنوان (البسطار العراقي يسحق رؤوس المارينز) لنستفق بعد بضع ساعات من توزيع الجريدة وإذ بعراق النخيل قد سقط!!
ذات غصة انتهك الجسد العراقي، واستمرئ الموت المجاني أرصفة بغداد، وتلفع الصمت بالانفجارات في موات افترش الارض والسماء على حد سواء.
خذلتنا الكلمات والمانشيتات وراح العراق.
أبكيتنا منتظر بقبلتك الوداعية حين اجتمع القوم على رأسك وقد أخفوا تقاطيع وجهك تحت ثورتهم العفنة وقد تكالبوا عليك.
أبكيتنا منتظر ونحن نرى أنه لا زال فينا رجلا حرا بحجمك ايها الثائر الحر وقد ولدتك ماجدة عراقية عرفت طعم النخيل حين كان رطبا..
منتظر..
أي شجاعة تلبستك وأنت تهم بخلع نعالك وتهم به نحو من استباح عراقك وعراقنا؟
أي وجع فينا خلفت وقد آثرت أن تكون كبش الفداء بعد أن اخترت أن تكون سفير الملايين من الشعوب المقهورة التي حلمت يوما أن تنفث نار قهرها بوجه الشيطان الاكبر بوش كما فعلت أنت..
“فرح الأجراس يأتي من بعيد.. وصهيل الفتيات الشقر
يستنهض عزم الزمن المتعب(…)
أي إلهي ان لي أمنية
ان يسقط القمع بداء القلب
والمنفى يعودون الى أوطانهم ثم رجوعي
أيا إلهي
– أن لي أمنية أخرى وأخيرة
ان يسقط الخونة في عقر العراق
ولمنتظر
صهيل فرح
ودموعي..-