تظاهر المئات من العراقيين في بغداد، الاثنين مطالبين بإطلاق سراح الصحفي العراقي منتظر الزيدي، الذي قام برمي فردتي حذائه صوب الرئيس الأمريكي جورج بوش خلال مؤتمر صحفي مشترك الأحد، مع رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي في العاصمة بغداد.
ونقلت مصادر إعلامية أن المظاهرة انطلقت من مدينة الصدر باتجاه ساحة الفردوس ببغداد للمطالبة بإطلاق سراح منتظر الزيدي فورا.
وأضافت المصادر أن عدداً من المتظاهرين توجهوا صوب نقابة الصحفيين العراقيين شمالي بغداد، وهم يحملون لافتات تؤيد تصرف الزيدي، وفق ما نقلته وكالة الأنباء العراقية.
بموازاة ذلك أنبرى عدد من المحاميين العرب والعراقيين للمرافعة عن الصحفي الذي وصفوه بـ”البطل” لفعلته، مناشدين المنظمات الحقوقية الدولية للضغط على السلطات العراقية للإفراج عنه.
وكان الزيدي قد رمى الرئيس الأمريكي بحذائه خلال مشاركته بمؤتمر صحفي عقده الأخير ورئيس الوزراء العراقي، وذلك تماشياً مع الديمقراطية وحرية التعبير.
وكانت فردة حذاء الزيدي الأولى قد مرت بمحاذاة رأس الرئيس الأمريكي، الذي تنحى عنها، فيما هرعت حشود وانقضت على الرجل، ثم نقلته إلى غرفة مجاورة.
أما فردة الحذاء الثانية فأصابت العلم الأمريكي خلف جورج بوش، دون أن تسقطه.
وفيما سمع صوت الصحفي وهو يصرخ في غرفة مجاورة، قال بوش مازحاً “مقاس حذائه 10 لمن يرغب في أن يعرف.”
واستفاضت وسائل الإعلام الغربية في تفسير المعاني الرمزية لإلقاء الحذاء في وجه آخر في الثقافة العربية، وكذلك الجلوس متقاطع الأقدام أمام شخص آخر، مشيرة إلى أن هذا الأمر يعد إهانة عن العرب، رغم أن ألقاء الحذاء في وجه آخر تعد إهانة عند جميع الشعوب.
وتطرقت إلى ما فعله العراقيون عقب سقوط بغداد عام 2003 وقيام عشرات العراقيين بضرب رأس تمثال الرئيس العراقي الراحل صدام حسين بالأحذية.
غير أن بوش تقبلها بصدر رحب، وخصوصاً أنها جاءت في أعقاب التوقيع على الاتفاقية الأمنية بين بغداد وواشنطن.
ووصفت تقارير صحفية الحادثة بأن نهاية تدخل بوش في العراق كانت كبدايتها، وأنها تميزت بالفوضى والغضب، في إشارة إلى إلقاء الصحفي الحذاء على بوش.
فيما نقلت أن الصحفي تابع توجيه الإهانات اللفظية، وأنه نعت بوش، الذي قام برابع زيارة وآخرها للعراق، بـ”الكلب”.
وفي وقت لاحق، طالبت قناة “البغدادية” الفضائية العراقية بالإفراج الفوري عن مراسلها منتظر الزيدي الذي رمى الرئيس الأمريكي بحذائه.
وقالت القناة في بيان بثته الأحد “تطالب البغدادية السلطات العراقية بالإفراج الفوري عن مراسلها منتظر الزيدي تماشيا مع الديمقراطية وحرية التعبير التي وعد بها العهد الجديد والسلطات الأمريكية العراقيين بها.”
وأضاف البيان “وإن أي إجراء يتخذ ضد منتظر الزيدي إنما يذكر بالتصرفات التي شهدها العصر الدكتاتوري وما اعتراه من أعمال عنف واعتقالات عشوائية ومقابر جماعية ومصادرة الحريات الخاصة والعامة.”
وطالبت القناة المؤسسات الصحفية والإعلامية العالمية والعربية والعراقية بالتضامن مع الزيدي للإفراج عنه.