الرياضة الفلسطينية ما زالت تحبو ولم تتجاوز الفرق الفلسطينية مستوى فرق الحارات .. وذلك امر مفهومة اسبابه ودواعيه، فالشعب منهمك في عدة انواع من الصراعات، صراع ضد العدو الصهيوني ، واخر داخلي مدمر، وثالث صراع من اجل الحياة، ورابع صراع ضد القيم العتيقة القبلية والعشائرية، وخامس ضد القيم والاعراف المحافظة ، وسادس ضد المفاهيم التي تعتبر ان الرياضة نوع من التسلية الفارغة التي تهبط بمكانة من يمارسها مقابل الاعلاء من الممارسة السياسية والانتماءات الحزبية واعلاها الاستعداد للموت في ساحات المعارك غير المتكافئة.
ولذا فان الرياضة مثلها مثل غيرها من الفنون كالفن التشكيلي او التمثيل او الموسيقى تواجه ازدراء اجتماعيا وسياسيا ، مما يؤدي الى عزوف الشباب والشابات عن الانخراط في ممارستها .
بالاضافة الى ذلك ضعف المؤسسات الرياضية والبنية التحتية من ملاعب ومسابح وساحات عامة ، عدا عن ضعف الامكانات المالية، وندرة المدربين .
وللاسف الشديد فان الاحزاب والقوى السياسية لم تولي الرياضة ادنى اهتمام، ولم ترى فيها وسيلة من وسائل النضال والكفاح على عدة مستويات ، وتجاهلوا تماما مقولة ان العقل السليم بالجسم السليم.
بينما كان من المفروض ان تحظى الرياضة لهذا السبب بالذات “العقل السليم بالجسم السليم” باهتمام خاص لدورها في الارتقاء العقلي ومن ثم الفكري، مما يؤهل من يمارسها للابداع في كافة المجالات السياسية والفكرية والثقافية والجماهيرية، الامر الذي يحصن عقول من يمارسون الرياضة ويمكنهم من مواجهة فكر الجهالة والتطرف والتزمت.
وكان يجب على القوى الوطنية الديمقراطية ان تبدي اهتماما بالغا في الرياضة، واعداد الشباب رياضيا ضمن جهودها في مواجهة الافكار المتخلفة، وكان من شان ذلك محاصرة الدجل والتضليل الذي تمارسه حماس في اوساط الشباب وتتمكن من خداعهم واقناعهم بانها تماس كفاحا وطنيا يسعى لحقيق اهدافهم الوطنية، فمن يمتلك عقلا سليما يستطيع ان يكشف بسهولة الاهداف الحقيقية لحماس، ويستطيع ان يحصن غيره ضد الافكار المتطرفة، ويستطيع ان يكون مواطنا فعالا بشكل ايجابي، يساهم ببناء مجتمع حي عصري حديث.
الفرصة ما زالت قائمة فالصراع ما زال ضاريا وعيى كل الاصعدة، مما يفرض على القوى والفصائل الوطينية، وخصوصا على الحكومة الفلسطينية والسلطة ان تولي الرياضة اهتماما خاصا، وعلى المؤسسات الاقتصادية ورجال الاعمال والمثقفين والقادة السياسيين ان يعملوا على تغيير المفاهيم السائدة حول الرياضة خصوصا والانشطة الحضارية الاخرى عموما، وان يشجعوا الفرق الموسيقية والغنائية حتى يبنوا مجتمعا متكاملا حيا حديثا، ومن المؤكد ان ما يوفره هذا الاهتمام من مناخات امام الشباب والشابات يحصنهم من الهجمة الهمجية لدعاة الافكار المتطرفة والمتخلفة التي مكنت حماس من النفاذ الى اوساط الجماهير وتحقيقها اختراقات واسعة.
فمواجهة دعاة امارة طالبان الحمساوية تتطلب اهتماما واسعا بكل جوانب الحياة وحث الشعب على الاهتمام بكل اشكال الابداع .. وتقديم الحوافز والدوافع للاهتمام بدنياه حتى يكون جديرا بان خليفة لله في الارض، لان اشاعة الاوهام والخرافة .. والوعود المضللة سوف يؤدي الى تفاقم الاوضاع من سيء الى اسوأ.
ان النضال او الكفاح الوطني وبالتالي المقاومة ليست هي صواريخ كالالعاب النارية وجثث وتوابيت .. وجنازات .. ان مقاومة المحتل تتم بعشرات الاشكال من الاساليب النضالية ، على طلائع الشعب الفلسطيني المؤمنين بالديمقراطية ابداعها ووضع البرامج لتنفيذها وخلق حالة شعبية من الالتفافحولها والتفاعل لتتطويرها والارتقاء بها .. وحشد كل الطاقات لتصعيد المقاومة باشكالها ووسائلها المختلفة.
بهذا الاسلوب يحصن الفلسطينيون جبهتم الداخلية ويعززوا الوحدة الوطنية بين الفصائل الوطنية الديمقراطية، ويعيدون دعاة الظلام الى جحورهم وكهوفهم ، ويفشلوا غزواتهم البربرية.
ابراهيم علاء الدين