ضحى عبد الرحمن
كاتبة عراقية
سيادة الرئيس بوش أعرف حقا مقدار الخزي والعار الذي تشعر به وانت تتلقى فردتي حذاء تطيران فوق رأسك على جناح من أجود الجلود العراقية، وان كان هناك عتب وتقصير فمرجعه العملاء من العراقيين الذين زودوك بكل المعلومات الاستخبارية عن العراق وشعبه وأسلحته تناسوا ان يقدموا لك المعلومات اللازمة عن مفهوم الكرامة والشهامة والغيرة وهذا هو الذي جعلك حساباتك خاطئة لذلك لم تتخذ التدابير الاحترازية وأنت تهان داخل أحصن قلاعك ( المنطقة الخضراء) التي تحرسها كل شياطين الأنس والجن الأرض بمختلف جنسياتها، ظنا منك صحة الصورة التي رسمها لك العملاء بأن العراقيين سيستقبلونك أنت وقواتك بالرياحين ويفترشون الأرض لك بالسجاد الأحمر وستهتف حناجر الرجال بمديحك وتزغرد النساء بمطلعك، لكن ماذا ترجو من العملاء فقد ظهرت الصورة على حقيقتها ولكن بعد أيش بعد خراب هيبتك .
لقد قدر الله ان تجري إهانتك بطريقة علنية بالصورة والصوت يشهدها العالم كله وأنت تعد ما تبقى لك من أيام معدودات في البيت الأبيض، ففي كل زياراتك السابقة كنت كالخفاش تجيء وتغادر دون ان يعلم أحد بها بما فيهم عملائك في الحكومة العراقية من رئيس الجمهورية فنازلا ولم تختلط بغير حفنة العملاء لذلك لم تتعرف على حقيقة مشاعر العراقيين تجاهك وحتى زيارتك السابقة للأنبار فقد هيئوا لأستقبالك مجموعة من العملاء وعناصر الأمن والحمايات الخاصة وأوهموك انهم من سكنه الأنبار وأنطلت عليك الدبلجة.
لا أريد ان أتحدث لك عن الواقعة فأنت كنت هدفها الأول وشهدت كل تفاصيل القصف المداسي من البداية لحد النهاية وستعرف مشاعر العراقيين بشكل خاص ومشاعر بقية الخلق منك عن طريق وسائل الاعلام المختلفة وستلعن حظك الاسود الذي جعلك في هذا المأزق, ناهيك عن موقفك تجاه شعبك وحزبك وادارتك واسرتك بل حتى كلبك بارني الذي سيشبعك نبحا. وقد نبهتك حرمك المصون مرارا وتكرارا بأن تتوقف عن أخطائك وتفاهاتك لكن دماغك الثقيل كان يغلق أبوابه أمام كل من يكاشفك الحقيقة ويفتحها على مصراعيها أمام الكذب والتزييف فكما يقال المثل العربي” على نفسها جنت براقش”.
سأترك الواقعة جانبا وأحدثك عن الحذاء وأزودك بمعلومات عنه طالما انه سيصبح رفيقك طوال مسيرة حياتك حتى القبرغير مأسوف عليك، الحذاء له عدةة معاني في اللغة العربية وهو أسم للفعل أحتذى يحتذي أحتذي وتتحدد معانيه وفقا لاشكاله ونوعياته منها المداس والخف والقندرة والصندل والوطاء والمركوب والجزمة والبسطال والنعال والشحاطة والكالة والبابوج والقبقاب والبوت والشبشب وغيرها من الاسماء أما الذي ضربت به فندعوه الحذاء أو القندرة ويدعى من يضرب به “تقندر” أي ان سيادتكم قد ” تقندر”، ولا اخفيكم بأن للحذاء مكانة كبيرة في الادب العرب فلا يوجد صنف من صنوف الأدب إلا وكان للحذاء فيه موضع ففي الأمثال يقال “الشبشب والقبقاب عملوا الأثنين أصحاب” وأيضا ” رجع بخفي حنين” وهذا المثل يضرب لمن هو مثل حالك للأشارة الى الإنسان الذي يضيع أغلى ما عنده في سبيل أمور تافهة، وهناك أمثال أخرى عديدة. وفي الشعر هناك قصائد تمجد الحذاء وهو بحاله الفقير فكيف سيكون الأمر وقد تلقاه رئيس أكبر دولة في العالم أترك التقدير لسيادتكم ومن هذا الشعر:-
تبحث عن حذائها الرخيص
في بلاطنا الثمين …
وعند شقيقة لها مذبوحة
كانت تسمى حارة الياسمين
وآخر بهذه المناسبة:-
أراك فتحت ذخرا يا حذائي وأخرجت اللسان بلا حياء
وأعلنت التمرد بعـــــد عمر فقدت اللون فيه من الشفاء
أما أنت الذي صان رجلي من الادران دوما في خلائي
ولدينا الكثير من الحكايات التي تشبه قصة السندريلا التي فقدت حذائها في أدبكم ومنها (حذاء أبو القاسم الطنبوري) وهي تتحدث عن النحس مثل النحس الذي لازمكم في زيارتكم هذه للعراق! أوعد سيادتكم بترجمتها لا حقا الى لغتكم وأرسالها على عنوانكم ان أستطعت الحصول عليه. ولدينا العديد من الكتب والدراسات منها ” رمزية القدم والحذاء في الأدب والفن” لخريستو نجم نشرته الدار العربية للموسوعات عام 2007 وأنصح سيادتكم بإقتناء نسخة منه لتعرف مقدار المصيبة التي لحقت بكم! و لدينا فزورات حول الحذاء منها كيفية تفسير جملة ” أكل الطالب حذاء شيخه” والحل كي لا أتعب سيادتكم وانت في هذه الحالة الصعبة ان الحذاء من معانيه(بجانب) فسترى كم يختلف المعنى! ولدينا العديد من
النكات احكي لكم واحدة منها عسى ان تساعدك في وضعكم المزري ” رأئ بريص صديقا له في المستشفى نائما على السريروهو يئن من أوجاعه فقال له ” خير ماذا جرى لك ؟ فأجابه: كالعادة نعال” والبريص نوع من السحالي التي تعيش داخل البيوت والمحلات. ولدينا تقاليد تخص الحذاء منها لا يصح ان يكون الحذاء في وضع مقلوب مما يقتضي تعديله، كما انه يستخدم كحرز ضد الحسد والشياطين من أمثالك وأوغادك لدرء شرورهم، وعندما تدخل بيت جديد تقدم حذائك الأيمن ويليه الأيسر رغبة في التبارك. كما لا يجوز دخول الأماكن المقدسة محتذيا وانما تودعه لدى ( الكشوانية) . وضربك الحذاء بالأرض دلالة على عدم تزحزحك عن موقفك، لكن رفعه بالهواء يعني تهديدا بإهانة المقابل، والحذاء لا يجوز أن تصف به أي أنسان لأنها إهانة ما بعدها إهانة وقد جرت حوادث قتل لهذا السبب، أما الاشد منها فقذفه على الآخرين وهذا الأمر من المحتمل أن تترتب عليه جريمة قتل لأنه يمثل أكبر إهانة توجه للبشر، ولا يخفى على سيادتكم ان للحذاء رمز في علم النفس فالحذاء الصارب هو رمز للأستبداد، والحذاء المضروب رمز للقهر الأنساني.
النكات احكي لكم واحدة منها عسى ان تساعدك في وضعكم المزري ” رأئ بريص صديقا له في المستشفى نائما على السريروهو يئن من أوجاعه فقال له ” خير ماذا جرى لك ؟ فأجابه: كالعادة نعال” والبريص نوع من السحالي التي تعيش داخل البيوت والمحلات. ولدينا تقاليد تخص الحذاء منها لا يصح ان يكون الحذاء في وضع مقلوب مما يقتضي تعديله، كما انه يستخدم كحرز ضد الحسد والشياطين من أمثالك وأوغادك لدرء شرورهم، وعندما تدخل بيت جديد تقدم حذائك الأيمن ويليه الأيسر رغبة في التبارك. كما لا يجوز دخول الأماكن المقدسة محتذيا وانما تودعه لدى ( الكشوانية) . وضربك الحذاء بالأرض دلالة على عدم تزحزحك عن موقفك، لكن رفعه بالهواء يعني تهديدا بإهانة المقابل، والحذاء لا يجوز أن تصف به أي أنسان لأنها إهانة ما بعدها إهانة وقد جرت حوادث قتل لهذا السبب، أما الاشد منها فقذفه على الآخرين وهذا الأمر من المحتمل أن تترتب عليه جريمة قتل لأنه يمثل أكبر إهانة توجه للبشر، ولا يخفى على سيادتكم ان للحذاء رمز في علم النفس فالحذاء الصارب هو رمز للأستبداد، والحذاء المضروب رمز للقهر الأنساني.
لا أريد أن أطيل عليكم المقال فأنتم في وضع لا يسمح بالأسهاب في الحديث ولكني أخشى ان تكون نهايتكم كنهاية زوج شجرة الدر وهي قصة معروفة فقد قتل ياسيادة الرئيس بطريقة مهولة تصور بالقباقيب التي إتهالت عليه من كل حدب وصوب وكان مقياس القباقيب سبعة وثمانية وليس عشره كما تلقاه سيادتكم.
كما لاحظتم في رسالتي لك فأني لم أتهجم عليك بقسوة كالآخرين ليس شفقة مني أو رحمة معاذ الله فألمجرمين أمثالك لا يستحقونها، لكن لقناعة مني بأننا مهما كلنا لك من السب الشتائم وجعلنا منها قاموسا فأنها لا تعادل الأهانة التي لحقت بك ورأسك يزدان بأجود أنواع الجلود العراقية، ماركة أصلية مميزة وصناعة وطنية لا نظير لها.
ألف مبروك وأعادها الله عليكم كل عام ..
ضحى عبد الرحمن
يحكى أن غاندي كان يجري للحاق بقطار وقدبدأ القطار في السير وعند صعوده القطار سقطت إحدى فردتي حذائه… فما كان منه إلاأن أسرع بخلع الفردة الثانية ورماها بجوار الفردة الأولى على سكة القطار!…. فتعجبأصدقاؤه وسألوه “ما حملك على ما فعلت، لماذا رميت فردة الحذاء الأخرى ” فقال غانديبكل حكمة “أحببت للفقير الذي يجد الحذاء أن يجد فردتين فيستطيع الانتفاع بهما، فلووجد فردة واحدة فلن تفيده“….