مسامير وأزاهير ( 36) … حين نطق حذاء ( العراقي ) فأفحم بوش!!!.
أرأيتم أخيراً كيف طأطأ بوش رأسه بفعل فردتي حذاء الصحفي العراقي منتظر الزيدي!!!.
قد تكون بعض الأحذية قد نالت شهرة فدخلت التاريخ من أوسع أبوابه … حتى صار بعضها يضرب كمثل على سوء التدبير والتخطيط وقصر النظر ( كما هو حال قادتنا العرب والمسلمين عادة ) فرحنا نردد على مسامعهم ( عاد بخـُـفـَيّ حـُـنـَيـْن ) ، كما وصار بعضها حدثاً دخل التاريخ السياسي لخمسين عاماً خلت فرحنا نذكرها للتندر والسخرية كحذاء الزعيم السوفياتي الراحل ( خروتشوف ) الذي نزعه وراح يضرب به طاولة الاجتماع الأممي مزمجراً مهدداً في ستينات القرن المنصرم، وقد نتذكر حذاء أبي القاسم الطنبوري الذي جلب لصاحبه المتاعب والمطبات فحاول مراراً وتكراراً التخلص منه دونما جدوى!!، غير أن ما جرى يوم أمس في المؤتمر الصحفي للرئيس الأمريكي ( بوش الصغير ) المنتهية فترة ولايته في ختام زيارته للعراق فقد فاقها جميعاً ودخل التاريخ كأبرز حدث عراقي معارض للغزو والاحتلال الأمريكي بطريقة احتقارية سيجعل أبناء العروبة يرددونه بفخر بصيغة ( عاد بوش بخفي الزيدي )!!!.
لله درك أيها الصحفي العراقي الشهم ( منتظر الزيدي ) وأنت تمتشق من قدميك سيفاً لترميه بوجه قاتل أبناء العراق به لتعيد البسمة لأرامله وأيتامه … لله درك أيها العربي الأصيل كم كنت بليغاً بردك وغضبتك … لله درك أيها المسلم حين أطلقت ( طائريك ) ليجبر رأس فرعون هذا الزمان كي يطأطئ رغم أنفه!!! … لله درك إذ بادرت بالرد البليغ لتـُسكت كذاب القرن الحادي والعشرين ولتعيد البسمة إلى شفاه أطفال العراق ممن حرموا السعادة والفرحة ولترسم البهجة على محيا أرامل العراق وأيتامه … فيما اعتاد حكامنا وقادتنا الإصغاء وطأطأة الرؤوس وهزها في حضرته!!!.
مشهد ولا كل المشاهد التي رأيتها وعشتها أو سمعتها … منظر غسل لي أحزاني وأشفى لي غليلي كما أشفى غليل كل شرفاء العروبة والإسلام والإنسانية جمعاء !!!، أقسم بالله أنني سهرت ليلتها ضاحكاً مزهواً وأنا أتنقل بشغف من فضائية لأخرى كي أتابع وقع الحدث وتداعياته حتى استقر بي الحال عند فضائية ( البابلية ) التي استضافت عدداً من إعلاميي العراق وهم يتندرون مزهوين بذاك الحدث التاريخي ، ناهيكم عن ردود أفعال المشاهدين من العراقيين ( جنوبه ووسطه وشماله ) والعرب والذين بدت الفرحة والتشفي على نبرات أصواتهم.
لا أدري وأنا في خضم كتابة هذا المقال كيف تذكرت مشهداً آخر لبوش وهو منتش منفوش الريش تعلوه الكبرياء والغطرسة وهو بين أمراء وحكام الخليج العربي في زيارته الأخيرة لها في الربع الأول من عام 2008 بعد أن أتم زيارته للكيان الصهيوني الغاصب، وتذكرت حالة النشوى بالنصر والكبرياء التي تملكت بوش وهو يهز أكتافه حين تراقص وسط حشود أمراء الخليج العربي ممتشقاً سيفاً عربياً راح يلوّح به فوق رؤوسهم بزهو وخيلاء، وتذكرت أيضاً كيف أنه مُدّت له الموائد العامرة بما لذّ وطاب من مأكل ومشرب ثم راح بعدها يرتشف قهوة العرب الشهيرة بأقداح من ذهب وفضة وأحجار كريمة، وتذكرت كيف فرش له السجاد الأحمر في حلّه وترحاله وتجواله ليمشي عليه ليقلد في آخر جولته تلك وساماً رفيعاً تقديراً له لما قدّمه من إنجازات وخدمات جُـلّى لأمتنا العربية ( المجيدة!!) تمثلت بتدمير العراق وقتل أبنائه وبحصار مدينة غزة وتجويع وقتل لأبنائها الصابرين المحتسبين الناظرين إلى عطف الله ولطفه المشمئزين مما يفعله أبناء عمومتهم بحقهم من جرم يندى له جبين التاريخ العربي!!.
لقد ( تحدث ) منتظر الزيدي نيابة عن كل شرفاء أمتي معرباً عن استيائه واستياء أبناء العروبة لاحتلال العراق وما تفعله وتمارسه أمريكا في فلسطين وغيرها ، لقد نطق الحذاء بما لم ينطقه لسان أحد من قادة أمتنا وحكامها… فنال رئيس الولايات المتحدة الأمريكية بذلك ما كان متوقعاً من أبناء العراق النشامى!!!، لقد أهدى منتظر الزيدي ما كان يستحقه بوش … فلقد توقع الأخير قبلات الوداع الساخنة من أبناء العراق … فإذا به يتلقى … حذاءاً عراقياً قياس 44!!!.
سماك برهان الدين العبوشي