لا علاقة لي بالعنوان أعلاه، ولا أتجرأ على وصف الإرهابي بوش بالكلب خوفاً من غضب الكلاب أن ننعتها بجورج بوش أو نشبهها به. ولكن العنوان أعلاه هو ما قاله الصحفي في مرئية البغدادية منتظر الجيدي لجورج بوش الذي كان في زيارة سرية لبغداد.
ففي المؤتمر الصحفي للرئيس الأمريكي مع من يسمى زوراً رئيس وزراء العراق، قام الزميل المجاهد منتظر، برشق بوش بحذائه قائلاً له ” هذه قبلة الوداع يا كلب”.
حيّا الله الأستاذ منتظر، وحيا الله بطن الماجدة التي حملته، والشعب الذي كفله، والرئيس الذي عاش في ظله.
لقد كشفت هذه الحركة على بساطتها، كل البهتان والإدعاءات التي سوقتها أمريكا يوماً عن احتلالها للعراق. فقد غنت وسائل الدعاية الأمريكية لاحتلال العراق، وأكدت أن الشعب العراقي سيستقبل القوات الأمريكية استقبال الفاتحين، وسينثر على رؤوس المارينز الأزهار والورود. وإذ بالشعب العراقي العظيم، يستقبل القوات البربرية الغازية بأشد ألوان العذاب، حتى كاد يفنيها عن بكرة أبيها، وزلزل الأرض تحت أقدام المعتدي، فقتل من قتل وهرب من هرب، بينما طار قسم ثالث ليختبأ في أوروبا وكندا من جحيم المقاومة العراقية، وسكن قسم رابع في مشافي الأمراض النفسية في أمريكا. ولما حان الوداع، قام الشعب العراقي، بل الشعب العربي كله ممثلاً بالزميل منتظر الجيدي، بتوديع جورج بوش بالحذاء على وجهه، مع لفظة كلب وهي أقل ما يستحقه هذا المخلوق المتعطش لدماء الأطفال.
رمية الحذاء لم تكن فقط على وجه بوش، بل كانت على وجوه القيادات العربية الذليلة التي تعبد بوش من دون الله، كانت على وجه الذين رقصوا مع بوش بسيوف العرب وأطعموا بوش الثريد، وعلموه فنون الرقص التقليدي. ماذا تراهم يقولون اليوم، حيث عجزوا على مدار ثماني سنوات أن يوجهوا لوماً لسيدهم، ولا حتى كلمة عدل أو حق. ثم جاء رجل مجاهد ليقذف الإرهابي بالحذاء في وجهه. هل يشعرون اليوم بالخجل، وكيف يرون صورتهم في أعين أبناء الشعب العربي من المحيط إلى الخليج، فقد استطاع رجل واحد أن يفعل ما لم يستطيعوا فعله في كل تلك السنوات التي ركب فيها جورج بوش ظهورهم وأذلهم ونهب مالهم وخيراتهم وروضهم فيفعل فيهم ما يشاء.
رمية الحذاء تلك لم تكن على وجه بوش فقط، بل كانت على وجه أزلامه الخونة الذين باعوا العراق، ودخلوا أرضه على جثث الأطفال والنساء، معتلين الدبابات الأمريكية. أولئك الخونة، الذين باعوا ضمائرهم قبل بيع العراق، ففتحوا بغداد للأمريكيين ثم للصهاينة، ثم لفارس ليعيثوا فيها كيفما يشاءون. هم أيضاً اليوم في حيرة من أمرهم فقد ضرب بوش بالحذاء وهو بينهم،وإنما هذه هي حال الخونة، لا مصير لهم إلا ضرب بالحذاء.
لم تكن رمية الحذاء على وجه الرئيس الأمريكي فحسب، بل كانت على وجه كل كتاب الذل أصحاب ثقافة الهزيمة، الذين ملئوا الساحات يسبون ديننا وعروبتنا ويقاومون مقاومتنا للمحتل. فباعوا أنفسهم للعدوان وصفقوا له، وأخذوا مساحات واسعة في محطاتهم الفضائحية وصحفهم المطبوعة ليثبطوا عزم المقاومة العراقية، فوصفوها مرة بالصدّامية ومرة بأتباع القاعدة وأخرى بالبعثية، وحلفوا الأيمان ألا مقاومة في العراق وأن الشعب العراقي راض عن احتلال أمريكا لبلاده، فجاءت رمية الحذاء على وجه الرئيس وعلى وجوههم.
رمية الحذاء، ويا لها من رمية جاءت على وجه الرئيس وعلى وجه علماء السلطان الذين أفتوا بعدم جواز مقاومة الاحتلال وعدم جواز الخروج على ولي الأمر، أولئك العلماء الذين اعتبروا أن بول بريمر حاكما شرعياً للعراق، فوزعوا الفتاوى للإجهاز على المقاومة، بل ومنهم من حرم المقاومة ورفع السلاح في وجه العدو. فجاءت رمية الحذاء على وجوههم حالهم كحال سيدهم الإرهابي جورج بوش.
حتى محطات فضائية عديدة لم تسلم من رمية الحذاء هذه، ففي الوقت الذي يقوم به منتظر الجيدي بصفق جورج بوش بالحذاء على رأسه، تقوم قنوات فضائية عربية باستقبال إرهابيي الإدارة الأمريكية ورموز الإجرام الصهيوني في مكاتبها وفي برامجها معززين مكرمين باسم الحيادية والشرف المهني. بل وتأخذ محطات فضائية أوامرها من إرهابيي الحكومة الصهيونية وتفاخر بذلك وتعتد به. فهل استيقظ الصحفيون والكتاب في تلك المحط
ات وفي هاتيك الصحف، عندما رأوا زميلاُ لهم يتفنن في لطم الرئيس بالحذاء على وجهه!!.
ات وفي هاتيك الصحف، عندما رأوا زميلاُ لهم يتفنن في لطم الرئيس بالحذاء على وجهه!!.
أيها الزميل العزيز منتظر، لقد اختزلت مشاعرنا في رمية، ولكم تمنينا أن نكون مكانك لنرمي بوش والمالكي وطالباني ومجاميع الأذلاء العرب بأحذيتنا وفي وجوههم، ومهما كتبنا اليوم تقديراً لعملك وإجلالاً لتصرفك فإنه لا يوفيك حقك، لقد ضاعت الكلمات أمام رميتك فحياك الله وثبتك، ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنت الأعلون إن كنتم مؤمنين.
دكتوراه في الإعلام. فرنسا