جدد وزير الخارجية البحريني دعوته لإنشاء منظمة إقليمية تضم كلا من إسرائيل وإيران، “لضمان تحقيق السلام والاستقرار في منطقة الخليج”، قائلا إن بلاده “الملتزمة بالوسائل الدبلوماسية لن تتردد دقيقة واحدة في استخدام القوة من أجل حماية هذه المنطقة الحيوية إذا لم يحقق مثل هذا الإطار الإقليمي الهدف منه”، على حد تعبير الوزير البحريني.
وحذر الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة خلال مؤتمر حوار المنامة الخامس حول أمن الخليج العربي المنعقد حاليا في العاصمة البحرينية المنامة من تحول الأزمة المالية العالمية الراهنة إلى أزمة أمنية.
وخلال كلمته التي افتتح بها المؤتمر، أكد وزير الخارجية أهمية الدور الأمريكي في حماية أمن منطقة الخليج العربي، إلا أنه أشار إلى أنه يجب أن لا يكون بديلا للإطار الإقليمي الذي سبق أن طرحه قبل أشهر، في إشارة إلى المنظمة الإقليمية الأمنية التي يقترح أن تضم إيران وإسرائيل.
وجدد دعوته لإنشاء هذه المنظمة، مبررا ذلك بقوله: “إن قناعتنا بأهمية الحوار وتعزيز التعاون دفعنا إلى اقتراح إنشاء منظمة إقليمية تضم جميع دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من دون استثناء”، بما في ذلك إيران وإسرائيل.
إلا أن الوزير اشترط أن تحقق هذه المظلة الإقليمية المقترحة الهدف منها، و”ألا يتم استغلالها لتحقيق مكاسب أحادية”، وقال: إن ذلك لو لم يتم “فلن نتردد دقيقة واحدة في أن نتحول إلى مقاتلين من أجل حماية هذه المنطقة الحيوية”.
ولم يشر وزير الخارجية البحريني صراحة إلى الطرف الذي يعنيه بذلك، وإن قال مراقبون إن إيران هي المقصودة.
ويمثل إيران في المؤتمر كاظم جلالي مقرر مفوضية الأمن الوطني والسياسة الخارجية في طهران، والسفير الإيراني لدى المنامة حسن أمير، بينما تشارك الولايات المتحدة بوفد يرأسه وزير الدفاع روبرت جيتس.
وعقدت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الذي ينظمه المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية، ومقره لندن مساء الجمعة، في فندق “ريتز كارلتون” في العاصمة البحرينية المنامة، وبدأت فعاليات جلساته رسميا صباح اليوم السبت بمشاركة ممثلين عن 25 دولة، من بينهم ممثلون عن مؤسسات الأمن القومي بدول مجلس التعاون الخليجي والأعضاء الخمس الدائمين في مجلس الأمن الدولي، بالإضافة إلى دول الاتحاد الأوروبي، وإيران.
“التزام ثنائي”
وبالنسبة للولايات المتحدة قال آل خليفة: “ندرك جميعا أن الدور الأمريكي في منطقة الخليج العربي تحديدا سيبقى أساسيا لمستقبلها الأمني، وفي الحقيقة إن هذا الدور يتعين أن يتطور إلى شراكة حقيقية مبنية على التزام قوي من الطرفين”.
وأضاف: “علينا أن ندرك أن الولايات المتحدة ليس لديها عصا سحرية لحل جميع المشكلات، ومن أجل مساعدتها نحن مقتنعون بأن هناك حاجة إلى حوار جاد بين الدول، وإلى تعاون إقليمي أكبر”.
وحدد الوزير البحريني مجالات هذا التعاون، ومن بينها مكافحة ما يعرف بـ”الإرهاب”، مشيرا إلى أن هجمات مومباي الأخيرة تدعو “جميع الدول للعمل معا” للقضاء على “الملاذات الآمنة للإرهابيين”.
واعتبر آل خليفة أن الأزمة المالية العالمية لا تقل تهديدا عن “الإرهاب” على أمن الخليج قائلا: “إن الأمن الإقليمي والعالمي سيتأثر بالأزمة المالية والاقتصادية العالمية المتنامية بصورة تفوق التوقع”.
ولتفادي هذا المصير أشار إلى أنه “من المهم التخفيف من تأثير الأزمة على المواطنين العاديين وطموحاتهم ووظائفهم ومستوى معيشتهم؛ لكي لا تتطور الأزمة المالية إلى أزمة أمنية سواء فى المنطقة أو في أي بقعة أخرى فى العالم”.
3 أيام
وتشمل جلسات اليوم الأول من المؤتمر الخامس لأمن الخليج المنعقد حاليا في المنامة، ويستمر لثلاثة أيام، موضوعات حول الولايات المتحدة وموازين القوى الإقليمية، واقتصاديات الأمن الإقليمي، وتأثيرات الأزمة الاقتصادية العالمية في هذا الأمن، بالإضافة إلى قضية “أمن البحار” في ظل تنامي أعمال القرصنة البحرية قبالة سواحل الصومال.
بينما تتناول فعاليات اليوم الثاني موضوعات عديدة من بينها قضايا التركيبة السكانية والعمالة والأمن في دول الخليج العربية، والسياسات الطائفية، والطاقة النووية في منطقة الشرق الأوسط.
وتناقش جلسات اليوم الختامي قضايا حول دور المجتمع الدولي في الأمن الإقليمي في الخليج والشرق الأوسط، والتغيرات الراهنة في هيكل الأمن الإقليمي في المنطقة.
ويتوقع مراقبون أن تلقي بعض القضايا ذات الحساسية بالمنطقة بظلالها على جلسات المؤتمر، ومن بينها الاتفاقية الأمنية بين واشنطن وبغداد، والانسحاب الأمريكي من العراق والسياسة الجديدة لإدارة الرئيس الأمريكي المنتخب باراك أوباما إزاء الشرق الأوسط.
وكانت البحرين قد عقدت في العام 2004 اتفاقية مع المعهد لعقد المنتدى سنويا، وحتى العام 2011، بهدف أن يكون “حوار المنامة” محورا أساسيا في الدبلوماسية الأمنية في المنطقة.