تركز المخابرات الأميركية منذ سنتين على مسألة ((تصعيد السلطة العشائرية في الأنبار)) لا باتجاهها الصحيح، إنما –طبقاً لتفسير أحد المحللين السياسيين في واشنطن- باتجاه (صناعة رأي عام نحو تأسيس فكرة إقليم سني) تقوده العشائر، ولما قتل مؤسس مجالس الصحوة فيها، صار البحث عن (بديل) حال ملحة في (التخطيط الاستخباري الأميركي). ويصل الأمر بالبديل أنْ يصفه جنرال المارينز (جون كيللي) بأنه ((شيخ ملكي)) أو (ملوكي) بشهادة المحلل السياسي ومراسل صحيفة لوس أنجلوس تايمز (توني بيري) وهو يتحدث عن زعامة (الشيخ لورنس) أو (الشيخ لورنس متعب حزان) الذي ورث سلطته واسمه من جده الأكبر، وهو أحد رجالات البدو العراقيين من قبيلة (عنزه) كان قد ركب مطية الاستعمار الإنكليزي مع ضابط الاستخبارات الشهير المعروف باسم (لورنس العرب) واسمه الحقيقي (تي. إي. لورنس) صاحب كتاب ((أعمدة الحكمة)) الذي شارك في جيوش بريطانيا في أثناء الحرب العالمية الأولى (1914-1917) ضد الإمبراطورية العثمانية. إن محاولة الأميركان –كما يقول المحللون- تسويق أسطورة (الشيخ لورنس) الذي توصف كلمته بين أهله في الأنبار بأنها كالسيف أو هي (قانون) يسري على الجميع. ويتساءل المحللون عما يُلجيء الأميركان الى (قانون دكتاتوري) كهذا وهم يزعمون (دمقرطة العراق)؟. ولماذا يتحدث كبار ضباط الجيش الأميركي بـ (فخر) عن زعيم عشائري بمثل هذا المستوى من الكلام؟. لا يجد المحللون ردّاً على تساؤلاتهم إلا أنّ (القادة الأميركان لديهم مشروع إقليم وربما إمارة سنية في غرب العراق، ويبحثون لها منذ الآن عن أمير أو ملك أو زعيم عشائري يتوّجونه)!. ويصف قادة عسكريون ومدنيون (الشيخ لورنس) بأنه ((موضع ثقتهم)) ولهذا فإنه ((يجب أن يكون موضع حسابات الآخرين)) وله ((روابط مع دول خليجية ومع قادة في الأنبار، ومع الحكومة المركزية في بغداد، طبقاً لتأكيد مراسل لوس أنجلوس تايمز. وفي (village of An Nukhayb) أي قرية النخيب، يقيم (الشيخ الملوكي) الذي شارك الولايات المتحدة في مهمتها في إلحاق الهزيمة النكراء –كما تقول لوس أنجلوس تايمز- بالقاعدة وبالمتمردين بكامل محافظة الأنبار، وتؤكد الصحيفة أنه ساوم الأميركان على المساعدة في حفر آبار مياه وتأسيس شبكة كهرباء في النخيب القرية الصحراوية المقحلة. ثم لبّت الولايات المتحدة نداءه عن طريق جنرال المارينز (كيللي) لتحقيق ما تسميه الصحيفة تسوية ((نزاع حدودي بين كربلاء والأنبار))!!. الأميركان اكتشفوا –كما تقول الصحيفة- أن هناك (شيوخاً من ورق) في الأنبار لم تثبت مصداقيتهم من خلال (العلاقة الأميركية معهم) لكن (الشيخ لورنس) الخمسيني في عمره، تجاوز (كل الاختبارات الأميركية) ولذا صار موضع ثقتهم، فضلاً عن أن (جده الثالث صديق لورنس البريطاني) ويتقن اللغة الإنكليزية، ويرتدي الملابس الأوروبية الأنيقة. ويقول عنه (جون ماتيل) أحد كبار المسؤولين السابقين في الخارجية الأميركية ((إن الشيخ لورنس له كارزما وهيبة)) وأنه –تاريخاً واسماً- يحظى باحترام الأميركيين والبريطانيين.