تحدثت معلومات من شيكاغو الأميركية عن احتمال تورط رام إيمانويل الذي سماه الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما لمنصب كبير موظفي البيت الأبيض وعدد من الشخصيات ومن بينها نجل القس جيسي جاكسون المرشح الأسبق للرئاسة في ما سمّي بـ “فضيحة شيكاغو” وتناقلت وسائل اعلام وصحف بريطانية واميركية تفاصيل جديدة عن الفضيحة التي بطلها حاكم ولاية إلينوي رود بلاغوفيتش.
وفي التفاصيل، قالت صحيفة (التايمز) البريطانية السبت ان رام عمانوئيل وجيسي جاكسون الابن يواجهان مزاعم جديدة بشأن صلتهما بفضيحة الفساد المزعوم التي تطال حاكم ولاية ألينوي رود بلاغوفيتش.
ويقول تحقيق التايمز، الذي أعده مراسل الصحيفة في مدينة شيكاغو الأمريكية، جيمس بون، إن الضغوط بدأت تتصاعد على إيمانويل وجاكسون بعد أن رشحت تفاصيل جديدة تتعلق بفضيحة حاكم ألينوي، رود بلاجوفيتش، الذي أُلقي القبض عليه مؤخرا على خلفية مزاعم تتعلق بطلبه مبالغ نقدية لقاء تعيينه العضو الذي سيخلف أوباما كممثل للولاية في مجلس الشيوخ الأمريكي.
وتنقل التايمز عن محطة “فوكس نيوز شيكاغو” التلفزيونية قولها إن إيمانويل، الذي كان قد فاز في السابق بمقعد حاكم ألينوي في الكونجرس، قد يكون أحد الذين ضبطهم محققو مكتب التحقيق الفيدرالي (إف بي آي) وهم يناقشون عبر الهاتف مع بلاجوفيتش مصير مقعد مجلس الشيوخ الذي شغر بانتخاب أوباما رئيسا جديدا للولايات المتحدة.
وتتابع الصحيفة نقلها لتقرير “فوكس نيوز شيكاغو” الذي يشير إلى أن إيمانويل كان قد أجرى “محادثات متعددة الأطراف” مع الحاكم المتهم بسعيه لـ “بيع” المقعد الشاغر في مجلس الشيوخ لقاء منصب وزاري أو رئاسة إحدى المؤسسات الكبرى التي تدر عليها مكاسب وأرباحا طائلة.
ويضيف تحقيق المحطة التلفزيونية قائلا، ودائما حسب التايمز، إن الحاكم أُعطي قائمة بأسماء المرشحين لشغل مقعد مجلس الشيوخ عن الولاية، وقيل له إنهم جميعا مقبولون من قبل أوباما.
وحول تبرير قيامهم بتسجيل مكالمات إيمانويل، يقول محققو الـ إف بي آي ل إنهم دأبوا خلال الأسابيع الأخيرة على تسجيل كافة المكالمات التي يجريها أو يتلقاها الحاكم بلاجوفيتش، وقد يكون جرى اعتراض محادثات بينه وبين إيمانويل في إطار عملية التنصت على الحاكم وتسجيل مكالماته الهاتفية تلك.
ويرى المراقبون أن أي تسجيلات لمكالمات بين بلاغوفيتش والشخص المعين حديثا ليكون كبير موظفي البيت الأبيض في إدارة أوباما بشأن مستقبل المقعد الذي كان يشغله الأخير في مجلس الشيوخ ستكون في غاية الإحراج للإدارة الأمريكية الجديدة، حتى قبل انتقال السلطة إليها من إدارة الرئيس الحالي جورج دبليو بوش في العشرين من الشهر المقبل.
اعتقال رون بيلاغوفيتش
يشار إلى ان عناصر من مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي FBI اعتقلت الثلاثاء الماضي حاكم ولاية إيلينوي، رود بلاغوفيتش، الذي ينتمي إلى الحزب الديمقراطي، وذلك على خلفية تهم فساد، بتعلق بعضها بمساومات قام بها في سياق تطبيق صلاحياته باختيار سيناتور للولاية يحل محل الرئيس المنتخب، باراك أوباما.
وقال الناطق باسم FBI، روس رايس، إن عملية اعتقال بلاغوفيتش، وكبير مساعديه، جون هاريس، جرت “دون حوادث،” في حين أشارت مصادر لـCNN أن التهم الموجهة إليهما تشمل التآمر لاقتراف عملية احتيال بالبريد، والسعي للحصول على رشى.
وذكرت المصادر أن بلاغوفيتش وهاريس “تآمرا للحصول على منافع شخصية من عملية اختيار السيناتور المقبل للولاية.”
كما أنهما حاولا وضع اليد على المساعدات الخاصة بمؤسسة “تريبيون” العملاقة للنشر، والتي تمتلك صحيفة “شيكاغو تريبيون” الواسعة الانتشار للمساومة عليها مع المؤسسة عبر عرض منحها المبلغ مقابل إقالة أعضاء مجلس الإدارة المعارضين لسياسة الحاكم.
وأشار مكتب الإدعاء العام إلى أن بلاغوفيتش وهاريس سيمثلان أمام القضاء الثلاثاء، مشيراً إلى أن التحقيقات في هذا الملف بدأت منذ عدة أعوام.
وتظهر لوائح الاتهام المكونة من 76 صفحة إلى أن بحوزة الإدعاء تسجيلات هاتفية لبلاغوفيتش وهو يساوم جهات معينة على منحها مقعد السيناتور، الذي شغر بانتخاب أوباما رئيساً للولايات المتحدة، مقابل منافع مادية له ولزوجته، باتي.
كما طلب بلاغوفيتش، في اتصال آخر الحصول على راتب ثابت من جهة خاصة، وتسجيل زوجته للحصول على راتب سنوي قد تصل قيمته إلى 150 دولار، إلى جانب طلبه الضغط لإقالة مدراء في “تريبيون” وتعيين محررين موالين له في الصحيفة.
وكانت صحيفة “شيكاغو تريبيون” قد أشارت الأسبوع قبل الماضي إلى أن الشرطة تحقق في ملفات بلاغوفيتش، وأنها تعتمد في ذلك على مساعده السابق، غير أن الحاكم رد بالقول إنه وضعه سليم، داعياً كل من يرغب بتسجيل مكالماته الهاتفية إلى القيام بذلك