نقلت صحيفة ‘الغارديان’ عن مسؤولين في جنوب العراق انهم غير قادرين على منع جرائم الشرف المنتشرة في المنطقة، خاصة في مدينة البصرة التي ارتفعت فيها نسبة جرائم الشرف الى 70 بالمئة. وسجل هذا العام 81 جريمة قتل لفتيات لانهن جلبن العار الى عائلاتهن ولم تتم ادانة اي من القتلة، وهي نسبة مرتفعة عن العام الماضي الذي سجلت فيه 47 حالة قتل تم فيها ادانة ثلاثة من الفاعلين فقط.
ونقلت الصحيفة عن محام قوله ان الشرطة تقوم بحماية القتلة وانه يمكن قتل اي فتاة او امرأة في البصرة عبر قاتل مأجور يتلقى 100 دولار فقط لتأدية المهمة.
وكانت صحيفة ‘اوبزيرفر’ البريطانية قد تابعت جريمة قتل لفتاة اسمها رند عبدالقادر التي قتلها والدها عندما اكتشف انها اقامت علاقة غرامية مع جندي بريطاني
.وقد تم اعتقال والدها فيما بعد واطلق سراحه دون توجيه اتهامات له، فيما تم اغتيال والدة رند التي هربت واختبأت من قبل قاتل مأجور. ونقل عن محام في البصرة ترافع في 32 حالة قتل شرف ان الوضع زاد سوءا عنه منذ سبعة اشهر. وقال انه على الرغم من وجود العديد من الادلة التي تثبت التورط بالجريمة الا انه لم يتم اتخاذ اي من الاجراءات القضائية ضد القتلة. وقال ان المشكلة لها علاقة بقرار الشرطة اطلاق سراح القتلة حيث غادر معظمهم المدينة ولم تقم سلطات الامن بتتبع آثارهم.
وقالت ان والد رند اعتقل لمدة ساعتين ثم اطلق سراحه، فيما قدم رجل اعمال في المدينة له مبلغا كبيرا من المال له ولولديه وغادر بعدها البصرة. وقد وصف رجل الاعمال ما قام به الاب بانه عمل شجاع.
وقال محام اخر ان عددا من العائلات العراقية بدأت تستأجر قتلة لتنفيذ جرائم الشرف، حيث يتم تغطيتها بأنها جرائم طائفية. وقال ان حياة الفتيات لا تزيد قيمتها عن 100 دولار واشار الى انه يمكن مشاهدة القتلة المأجورين في مقاهي البصرة وهم يتفاوضون حول السعر، وكأن القاتل ‘يشتري قطعة من اللحم’ كما يقول المحامي. وتقول ناشطة في مجال الدفاع عن المرأة ان اية فتاة تضبط وهي تتحدث مع رجل غريب تعتبر ساقطة في نظر عائلتها ويجب ان تعاقب.
وزعمت ان ثلاث فتيات احرقن بالحامض الكيماوي في واحد من اسواق البصرة بعد ضبطهن وهن يتحدثن مع صديق. وتم اغلاق 9 من 12 منظمة لمساعدة النساء في البصرة منذ الغزو الامريكي للعراق. وتلقت جمعية حقوق المرأة تهديدات جعلتها تغلق ابوابها. ولا تعتبر جرائم القتل مسألة تتعلق بالجنوب بل في كل انحاء العراق، ولوحظت زيادة في الاعوام الاخيرة بنسبها في اقليم كردستان شمال العراق.
من ناحية اخرى سجل شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الفائت ارتفاعا ملحوظا في عدد القتلى من العراقيين وبلغ عدد القتلى حسب احصائيات وزارة الداخلية العراقية 148 مقارنة مع 118 في شهر تشرين الاول (اكتوبر) و156 في شهر ايلول (سبتمبر) من العام الحالي. ولوحظ ان الارقام الجديدة سجلت ارتفاعا في مستوى استعمال ما يعرف بالقنابل اللاصقة التي تحتوي على اجهزة مغناطيسية تلصق عادة في الجانب السفلي من السيارات وتفجر عن بعد في غالب الاحيان.
وحسب تقارير فالقوات التابعة لما يعرف بالتحالف تراجعت حيث سحبت معظم الدول التي دعمت امريكا قواتها وكان اخرها البوسنة التي سحبت وحدتها المكونة من 150 جنديا كانوا يعملون في مجال الحماية وخبرات تتعلق بالمتفجرات.
ولم يبق من التحالف الذي قالت واشنطن انه كان يتكون من 49 دولة او اقل الا خمس دول، حيث تحتفظ الولايات المتحدة بأكبر عدد من الجنود، اكثر من 140 الفا، وبريطانيا حوالى اربعة الاف. وستنهي 13 دولة بنهاية العام الحالي وجودها بما فيها كوريا الشمالية واليابان ومولدوفيا وتونغا. ولن يبقى بالاضافة لكل من امريكا وبريطانيا الا السلفادور ورومانيا واستونيا. ونقل عن مسؤول في ما يعرف بالقوات المتعددة الجنسسيات ان قوات 13 دولة ستغادر في غضون اسبوعين. وقال ان التحالف بدأ بقوات 35 دولة ثم انخفض العدد تدريجيا.
فبعد مقدونيا والبوسنة وكوريا
الشمالية ستتبع قوات البانية واذربيجانية وتشيكية ودنماركية ولتوانية واوكرانية.
الشمالية ستتبع قوات البانية واذربيجانية وتشيكية ودنماركية ولتوانية واوكرانية.
وكانت ادارة الرئيس الامريكي جورج بوش بالتعاون مع رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير قد حاولت البحث عن دول تدعم الغزو من اجل اعطاء وجه دولي للغزو الا ان معظم الدول التي شاركت كانت صغيرة وجاءت معظم المشاركات من امريكا وبريطانيا. ومن هنا فان الوحدات التي ستغادرالعراق يتراوح عددها بين 41 ليتوانيا الى 300 كوري فيما شاركت بلغاريا بـ 150 جنديا.