محمد الوليدي
ما كنت أود الخوض في قضية مصافحة شيخ الأزهر مع رئيس الكيان الصهيوني بيريز ، على إعتبار أن تاريخ هذا الرجل يجعل هذا الصنيع ليس بالمستهجن عليه ، كما لا يوجد أي من مشايخ الأنظمة العربية الرسميين من يتأخر عن سلوك كهذا فيما لو طُلب منه ذلك ، وإنني على يقين بأننا سنرى من سيسير على هذا الطريق تباعا من قبل شيوخ كُثُر، خاصة وأن الأنظمة العربية فشلت في حمل الشعوب التي تتحكم فيها على التطبيع مع الكيان الصهيوني ، ولم يبق سوى التجريب مع هذه المؤسسات الدينية لتقوم بهذا الدور.
ثم إن الأزهر لم يعد شريفا منذ فترة طويلة ما دام تتحكم به هذه الآفة ، ولم يعد سيده بسيد فقد أستحق العزل مرات عديدة في السابق ، لعل أبرزها موقفه من الحجاب في فرنسا.
كما رأينا ما يستحق الإستهجان أكثر ؛ الا وهو صمت أكثر المشايخ الرسميين في العالم العربي ، وتشجيع من بعضهم على ما جرى في مؤتمر حوار الأديان ، فكل الذين أيدوا وشجعوا بل وصمتوا على هذا المؤتمر لا يختلفون عن شيخ الأزهر ، لأنهم ببساطة يريدون دخول البحر دون أن يبتلوا .
ولكن ما يستحق التسجيل للتاريخ هو أن الأزهر ممثلا بشيخه الأزعر طبّع مع الكيان الصهيوني قبل شعب مصر .
الأزهر يحتاج الى مراجعات عديدة من قبل الشرفاء فيه ، بل يحتاج إنقلابا كاملا في كل مؤسساته بعد أن تحول الى دائرة رسمية مرتبطة مع مكتب مبارك ، بل هناك ما يوحي بإرتباطات خارجية ؛ ألم يكن أحد شيوخه ماسونيا وهو محمود شلتوت ، ولا أستبعد هذا على الأخير .
أن مأساة الأمة وما يستحق الإستهجان أكثر هو الصمت ؛ الصمت العام في كل شيء.. الديوثة التي أصيبت بها الأمة ، وها هو دينها وآخرتها تتعرض للخطر على يد هذا النصاب أو هذا الدجال..الذين باعوا آخرتهم من أجل دنيا حكامهم ..
عندما أرسل الملك فاروق الأعمى طه حسين في بعثة لفرنسا ، وقف أحد شيوخ الأزهر ليقل للملك في خطبة الجمعة ” وما عبس وتولى إذ جاءه الأعمى ” أي أن الرسول صلى الله عليه وسلم عبس وتولى عندما جاءه الأعمى ، لكنك أيها الملك لم تفعل ذلك! ، للعبرة أذكر أن هذا الخطيب أمضى حياته حافظا للأحذية في أحد مساجد القاهرة ، فحتى في هذه الدنيا الفانية خسروا هؤلاء الحمقى ، ويا أيها الصامتون لستم عنهم ببعيد.