تحولت مناسبة (عيد الأضحى) في كركوك الى مجزرة هائلة يتوقع أن يكون ضحايا أكثر من 150 قتيل وجرح. وجرت تفاصيلها في منطقة بعيدة نسبياً عن مركز المدينة، ووصفت بأنها تشهد نشاطاً فعلاً لعناصر القاعدة، إضافة الى أنها أحد أبرز مناطق التنافس الشديد بين العرب والأكراد.
قال (تيموثي وليامز) مراسل صحيفة النيويورك تايمز إنّ 48 شخصاً في الأقل قتلوا وجرح حوالي 96 شخصاً آخرين عندما فجر انتحاري حزاماً ناسفاً مكتظاً بالمتفجرات وسط رواد مطعم معروف بالقرب من مدينة كركوك في شمال العراق اليوم الخميس، طبقاً لقول مسؤولين عراقيين.
وحدث الهجوم خلال اجتماع لزعماء صحوة محليين، كانوا يناقشون الطرق الكفيلة بإنهاء العنف الذي استشرى في المدينة. والهجوم الانتحاري واحد من أكثر هجمات العنف سوءاً التي شهدها العراق في الأشهر الأخيرة. وثمة مسؤولون عراقيون يؤكدون أن القتلى قد ترتفع بسبب الإصابات البليغة لكثيرين من الجرحى!.
وأوضحت الصحيفة أن الهجوم جاء في لحظة تناول الموجودين لطعام العشاء نهاية يوم من أيام عطلة العيد، عندما كان المطعم مليئاً بالناس، ويقدر المسؤولون في كركوك الموجودين في المطعم بحوالي 3,000 شخص. وقالوا إن 25 جريحاً في الأقل نقلوا الى مستشفيات محلية وهم في حالة خطيرة، بحسب المعلومات التي أدلى بها العقيد (ياجير عبدالله) مدير شرطة مدينة كركوك.
ويقع المطعم –كما تقول صحيفة النيويورك تايمز- على بعد 25 ميلاً عن مدينة كركوك، وبالتحديد في منطقة يشتدّ التنافس فيها بين العرب والأكراد، فيما يشير المراسل (تيموثي وليامز) الى أن عناصر القاعدة في العراق نشيطون أيضا في هذه المنطقة.
وطبقاً لوكالة الأسوشييتد برس، فإن أفراد العوائل المنكوبة التي قتل أبناؤها أو جرحوا في هذه المجزرة كانوا يصرخون في ممرات مستشفى رئيس بالمدينة فيما كان الأطباء يحالون إسعاف الجرحى وإنقاذ من كانوا في حالات خطرة. والكثيرون من الضحايا تعرّضوا لجراح بليغة، وكان عدد كبير بينهم قد تعرّض جسده للتشويه. وقد اضطرت إدارة المستشفى الى إيواء الجرحى في أماكن خارج نطاق غرف الإنعاش أو الطوارئ بسبب ضآلة إمكانيات المستشفى لمواجهة حالة مثل هذه.
ونقلت الوكالة عن (سلام عبدالله) 45 سنة وهو من الأكراد قوله: إنه كان يتناول طعامه مع زوجته، فشاهدا وناس آخرون شظايا لمعادن حادة تطير في فضاء الغرفة. وقال: ((لقد حاولت أن أحمي زوجتي وأخرجها من المطعم، وفيما كنا نغادر المكان، شاهدت أجساد الضحايا متناثرة في كل ناحية وسط خراب هائل. وكنا ننتظر في خارج المطعم لبعض الدقائق، ثم جاءتنا سيارات الطوارئ ونقلتنا الى المستشفى)).