لم يعد الهيب هوب غريبا على بغداد وشوارعها وحتى أهلها. فقد آثرت مجموعة من الشباب العراقي تعلم هذه الرقصة الغربية، لتطلق على نفسها اسم “أوسكار” بقيادة أمين، الشاب صاحب الشخصية المثيرة والقيادية. وقصة أمين بدأت عندما تعلّق بهذا النوع من الرقص قبل نحو سبع سنوات، أي بعد عودة صديقه علي من البرازيل، وتعليمه لأمين رقص الهيب هوب.
وهكذا، ومع تعلم أمين كل حركة جديدة، يزداد عدد أعضاء الفريق يوميا.
ويقول أمين: “كان علي يحب لعب البلياردو، فقد كنا نتسكع دائما مع بعضنا البعض.”
وبالفعل، كان علي وأمين كالأخوة تماما، إلى أن جاء يوم تم فيه تهديد علي بالقتل لارتدائه ثيابا أجنبية، وبعد ثلاثة أيام تم اختطافه ليجده أهله مقتولا بعد أسبوع .
يقول أمين: “لقد فقدت الأمل بعد مقتله، واعتقدت أنني لن أستطيع القيام بالرقص بعد ذلك، كما أنني لا أستطيع العيش من دونه، وتوقفت عن الرقص لمدة ثلاثة أسابيع، وفكرت بعدها أنني إن لم أرقص فلن أتذكر علي.”
وبينما كان يخبرنا أمين عن حلمه بافتتاح ناد لتعليم الرقص والتنافس مع فرق عالمية، حضرت الشرطة العراقية وأبلغتنا بأنه لا يمكننا التصوير هنا، كما قامت بإيقاف الشباب عن الرقص بدعوى أن التجمعات غير المصرح لها مخالفة.
إلا أن الشباب اعتادوا على ذلك، فمخيلتهم مليئة بالأحلام والطموحات، بينما واقعهم مليء بالقتل والحصار والدمار.
ورغم مقتل صديقهم وضيق الوقت، لا زال أمين وفريقه يتدربون يوميا لتحقيق هدفهم، وهو التأسيس لبطولة تحمل اسم علي، إحياء لذكراه.
يقول أمين: “إنها القصة ذاتها، فأنا أذكره باستمرار، وإن شاء الله سنفتتح يوما ما مركزا باسمه.”
وهكذا نجد أنه وتحديدا في بلد كالعراق، حيث غالبا ما يتم حل النزاعات بالسلاح، فضل هؤلاء الشباب مواجهة الأمور بحركاتهم الخفيفة المعبرة. فهل سيكون النجاح حليفهم؟