عبد النبي حجازي
كل عام وأنتم بخير
مثلما أمر الوالي الروماني (بونطيوس بيلاطوس) بصلب المسيح ليتقرب من الإمبراطور (طيباريوس) ثم غسل يديه قائلاً “أنا بريء من دم هذا الصديق” فإن (دبليوبوش) صلب أفغانستان والعراق ليتقرب من إسرائيل ومن الشركات الأمريكية الاحتكارية ،وكذب ثم اعترف بكذبه عن امتلاك العراق أسلحة الدمار الشامل وعن اتهام صدام بالمشاركة بأحداث الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) 2001 ثم غسل يديه وهو موشك أن يغادر البيت الأبيض قائلاً إن تقارير المخابرات هي التي خدعته .
ثم أخذته لوثة كسكرات الموت ، وانتشى قائلاً إنه حرر !! خمساً وعشرين مليون عراقي وخمساً وعشرين مليون أفغاني من الظلم !! ولسنا مضطرين أن نذكّر بنتائج هذا التحرير! من دمار وخرائب وتقتيل وأيتام وأرامل , ومشردين ، وسجن أبوغريب .
وشمر (دبليوبوش) عن ساعديه ليحقق العدالة في إجراء محاكمات (عادلة!!) لنزلاء (غوانتي نامو) يقول القاضي إن عدداً من أولئك النزلاء قرروا الاعتراف بأنهم هم الذين قاموا بتفجيرات أيلول (سبتمبر) ويعلق أنهم يبتغون من وراء ذلك أن يحكم عليهم بالإعدام ليكونوا شهداء ، ولئن كان استنتاجه مقبولاً فإن أولئك المساجين ـ فيما أرى ـ يفضلون الموت على ما يصيبهم من تعذيب وإذلال وإهانات ما يمزق قلب الوحوش الضارية .
ويأمر (دبليوبوش) بمحاكمة بعض سفاحي (بلاك ووتر) المرتزقة الذين جاء بهم من عدد من البلاد ليقتّلوا ويذبّحوا ويرتكبوا فظائع تؤكد أنهم لاينتمون إلى جنس البشر بعضها علناً للإرهاب وبعضها خفية للإيهام أنها جرائم ترتكبها (القاعدة) والأنكى من ذلك إن أولئك القتلة المحترفين يتقاضون أجورهم من نفط العراق المنتهب .
يصول (دبليوبوش) ويجول وكأن غزة ليست محاصرة ، وكأن قنابل النابالم الفتاكة التي ماتزال توقع الضحايا في جنوب لبنان , وقد امتنع هو و(إسرائيل) عن التوقيع على قرار التوقف عن إنتاج قنابل (النابالم) الذي وقعت عليه (مئة) دولة في العالم , كما امتنع عن التوقيع على معاهدات الحد من (تلوث البيئة) لكي لاترتفع نفقات المصانع الأمريكية , وكمن يحمل العصا من وسطها وهو الذي قالت عنه أمه (أغبى أولادي) فقد أوقع أمريكا والعالم بالأزمات المالية الخطيرة .
يقول الشاعر الجاهلي زهير بن أبي سلمى:
دع ذا وعدِّ القول في هَرِم خير البداة وسيد الحضر
و(ذا) التي يعني بها زهير مقدمته الطللية ويطلب تركها وعدم الاهتمام بها ويباشر بمديح (هَرِم بن سنان) الرجل الذي تحملّ ديات قتلى (داحس والغبراء) فلا المقدمة لها علاقة بمقدمتي ولا النتيجة لها علاقة بنتيجتي: يقول الشيخ طنطاوي عندما سئل كيف تصافح (شمعون بيريز) وغزة محاصرة قال ليس لديه علم بذلك وقال “افرض إسرائيل تحاصر غزة إحنا مالنا” وقال الشاعر:
إن كنت لاتدري فتلك مصيبة أو كنت تدري فالمصيبة أعظم
[email protected]