«حمار ابن حمار… شالوا شقفة من (…..) وحطوها بـ …. (……..)… صوتك مش ملكك صوتك منباع…».
هذه هي أدبيات مريم نور في المحاورة التلفزيونية ولكن ليست هي المخطئة بل من يتحمل وزر ما حصل ليل السبت الماضي على شاشة New Tv الفضائية اللبنانية مقدم برنامج «دولارات وسيارات» طوني خليفة الذي اعترف على الهواء بأنه أخطأ باستضافة الست مريم (كما حرص على مناداتها طيلة الحلقة) في أولى حلقات برنامجه في موسمه الجديد، قائلاً ان الرسالة التي وردت الى هاتفه الخلوي من جاره في منطقة عمشيت اللبنانية حنا، كانت صادقة ومعبّرة وقد كتب فيها ذاك الأخير لطوني «بتستاهل… بدّك أكتر من هيك».
منذ اللحظات الأولى بدأت مريم نور بالاعتراض على كل ما يدور في البرنامج بدءاً من الموسيقى الصاخبة مروراً بتصفيق الجمهور الجالس في الصالة وصولاً الى تمايل الفتيات على النغمات الموسيقية. لم توفّر أي جهد فقد وظفت ما أوتي لديها من قوة لتلعب دور الموجّه والمعلّم فهي أسفت على الشبان والفتيات الذين يشاركون في تصوير الحلقة فيملأون مقاعد الجمهور مقابل أجر مادي ويمتثلون لأوامر مدير المسرح من حيث التصفيق وما شابه. أما الهجوم الأعنف فكان من حصة الـ DJ أوسان اذ صرخت بوجهه أكثر من مرة منادية باخفاء صوت الموسيقى ووجهت سهامها فيما بعد للفتيات اللواتي يرقصن على النغمات الموسيقية قائلة لاحداهن «مش لازم تعملي هيك منشان تيعطوكي 200 دولار» وعندما أحرجها طوني بسؤالها عما اذا كانت تساعد من يعانون من أوضاع مادية حرجة أجابت بأسلوبها الفلسفي الذي لا يحمل جواباً.
اتصال ورد من أحد المواطنين من جنوب لبنان أثار حفيظتها اذ تضمن تحدياً لطوني بأن يتجرأ على سؤالها «كم يبلغ مقدار ثروتها» وحين نقل لها طوني ما ورد في ذاك الاتصال لم تتردد مطلقاً عن نعت المتصل بالحمار.
أحد الأسئلة التي كان يفترض أن يحرز المتصل الاجابات الخمس الصحيحة عنها كانت تتناول ما يتوافر بكثرة في منزل مريم نور فاتضح أنها تحتفظ بأعداد فائضة من الجوارب ولا يوجد في منزلها أعشاباً أو نباتات. كما كشف سؤال آخر أن مريم نور التي رفعت لواء «الماكروبيوتك» لسنوات عدة تحتفظ في مطبخها بـ «المايكرويف»
نزولاً عند رغبتها عمد طوني الى تغيير قواعد البرنامج فأوقف الموسيقى وامتنع عن الاستمرار في تلقي الاتصالات لكن ذلك لم يردع ضيفته عن اتهامه بأن صوته ليس ملكاً له وأنه لعبة يحركها المعلن على هواه فارضاً عليه صيغة برنامجه فحاول طوني أن يمتص غضب بابتسامة والقول «خلينا ضمن الحدود».
حاول استيعاب حالة مريم نور وعندما جلسا ليكملا النقاش لم تحتمل مريم نور أن يقول لها طوني أنها تتبع أسلوب صدم المشاهد بإلقاء عبارات غير مألوفة على الهواء بغية خلق هالة معينة خاصة بها واثارة الغبار من حولها فسارعت لرمي الميكروفون ومغادرة الحلقة. فلم يكن امام خليفة سوى اكمال الحلقة بمفرده تاركاً الحيرة لدينا حول الغاية من استضافة «الست مريم» ومن الجلاد ومن الضحية في ما حصل؟
(الراي)