تسلمت النيابة العامة بمحافظة 6 اكتوبر المصرية التقرير النهائي في حادث مقتل “هبة العقاد” ابنة المطربة المغربية ليلي غفران وصديقتها “نادين جمال” بشقة الاخيرة بحى الندى بمدينة الشيخ زايد فجر الخميس قبل الماضى. أكدت فحوصات تحاليل دم وبول الضحيتين انها سلبية ولا يوجد بها اي آثار لتعاطي مخدرات أو خمور وان اسباب الوفاة حدثت نتيجة الطعنات المتعددة بالجثتين والجرح الذبحي العميق في رقبة نادين وما صاحب ذلك من صدمات نزيفية .
كما انتهي الطب الشرعي من فحص محمود سيد عبدالحفيظ “20 سنة” المتهم بقتل الفتاتين وتبين وجود اصابة سطحية بكف يده اليمني سببها السكين التي كانت في يده اثناء تسلقه سور الفيللا بالاضافة الي بعض الخدوش وتم اخذ عينات من دمه لمطابقتها بالدماء الغريبة التي عثر عليها في جثتي الضحيتين ولتحليل الحامض النووي ” الدى ان ايه” كما تسلم الطب الشرعي الملابس التي كان يرتديها وقت ارتكابه الجريمة وهي عبارة عن بنطلون وتي شيرت ووجد بهما بعض التلوثات القليلة التى تم اخذ عينات منها لمعرفة ما اذا كانت دماء او تلوثات عادية .
النيابة تواجه المتهم بأقواله المتضاربة
كانت النيابة قد واجهت المتهم بأقواله المتضاربة التى ذكرها أمام رجال المباحث وغيرها أمام النيابة ومن بينها أنه ذكر لرجال المباحث أنه خلع ملابسه الملوثة بالدماء ووضعها فى حقيبة بلاستيك ثم تخلص منها أثناء توجهه إلى ميدان رمسيس وأنه ألقى بها من شباك سيارة ميكروباص أعلى طريق المحور. فى حين أكد فى تحقيقات النيابة أنه توجه بملابس الجريمة إلى منزله وتخلص من أثار الدماء الموجودة بها، بعد أن غسلها فى حمام منزله ورد المتهم أثناء إعادة استجوابه “كانت الأسئلة كثيرة من رجال المباحث وأنا مش عارف رميت الهدوم ولا غسلتها فى البيت” .
وتبين من التحقيقات التى أجرتها النيابة أن المتهم بالقتل يكذب حيث أكد فى تحقيقات النيابة أن رجال المباحث أحضروا له “السكين” التى ارتكب بها الجريمة، وقالوا له: “قل إن هذه أداة الجريمة” وتبين أن السكين كان قد تم إرسالها إلى مصلحة الطب الشرعى لفحصها، وكانت داخل حرز وبـ “الشمع الأحمر” ولا يجوز لأحد فض الحرز سوى محقق النيابة. وعن اعتراف المتهم لرجال المباحث أنه ارتكب الجريمة فى الخامسة فجراً وللنيابة بأنه ارتكب الجريمة فى الواحدة صباحاً، قال:” الأسئلة كانت كثيرة ولم أكن فى قمة تركيزى، لكننى قبل ارتكاب الجريمة بدقائق، ن
ظرت إلى ساعة هاتفى المحمول وتبين لى أنها الواحدة صباحاً.
أكد مصدر بالنيابة ان المتهم يراوغ في اعترافاته ويتعمد المزاح خاصة في وجود وسائل الاعلام.وقال المصدر إن المتهم دخن 4 سجائر أثناء التحقيق معه وشرب زجاجتى مياه من الحجم الصغير، وأن النيابة سمحت له بدخول الحمام أكثر من مرة، وبشرب السجائر والمياه، وأنها أخبرته أنها لن تجبره على الاعتراف، وأن يقول كل ما يعرف عن الجريمة دون ضغوط، وأضاف المصدر أن المتهم وبعد مواجهته بالأدلة وبأقوال سائق الميكروباص اعترف بالجريمة فى التحقيقات.
وطلبت النيابة تحليل عينات من دم وبول المتهم لتحديد ما اذا كان يتعاطي المخدرات أم لا وذلك بعد أن اعترف المتهم فى التحقيقات أنه يتعاطى أقراصاً مخدرة منذ 3 سنوات. كما طلبت النيابة استدعاء جيران الضحية لاعادة استجوابهم والتأكد من توقيت سماع اصوات المقاومة أو المشادة كما شهدوا من قبل. وستتلقى النيابة صباح اليوم تقارير الطب الشرعى الخاصة بتشريح جثتى الضحيتين وسيعرض التقرير أسباب الوفاة والطعنات التى تسببت فى الوفاة مباشرة، وكذلك نوع الأدوات التى استخدمت فى الجريمة وعدد الطعنات وتتلقى النيابة تقارير المعمل الجنائى الخاص برفع البصمات من مسرح الحادث .
الدفاع: “محمود” يعانى من حالات صرع
تقدم دفاع المتهم إلي النيابة بحافظة مستندات تضمنت شهادات طبية تثبت إصابة المتهم بكهرباء زائدة في المخ ومعاناته وشقيقه من حالات صرع وإغماءات متكررة. ودفع محامي المتهم ببطلان المعاينة التي أجرتها النيابة لموقع الحادث، وإعادة تمثيل الجريمة الذي أجراه المتهم. وقال
المحامي إن موكله خضع لتحقيقات استمرت 24 ساعة قبل تمثيله الجريمة ولم تتح له فرصة الحصول علي الراحة أو النوم وطالب كذلك بالاطلاع علي تحقيقات النيابة التي لم يحضرها منذ بدايتها.
المحامي إن موكله خضع لتحقيقات استمرت 24 ساعة قبل تمثيله الجريمة ولم تتح له فرصة الحصول علي الراحة أو النوم وطالب كذلك بالاطلاع علي تحقيقات النيابة التي لم يحضرها منذ بدايتها.
وأضاف سيد فكري محامي المتهم:”أثبت في التحقيقات بطلان الاعترافات التي حصلت عليها الشرطة من موكلي وتعرضه للتعذيب ثم انصرفت من سراي النيابة لعلمي أن المعاينة وتمثيل الجريمة سيكونان في اليوم التالي ثم فوجئت باصطحاب النيابة للمتهم في الخامسة صباحاً لإعادة تمثيل الجريمة. وأضاف:”سأطالب بشهادة مالك الورشة التي يعمل بها موكلي لإثبات معاناته من المرض وتعرضه لحالات هذيان وإغماءات متكررة” .
ليلى غفران: قاتل “هبة” ابن شخصية معروفة
رجحت الفنانة المغربية ليلي غفران أن يكون القاتل الحقيقي لابنتها هبه وصديقتها نادين ابن شخصية مصرية معروفة واستبعدت ان يكون هو الشخص الذي أعلنت الداخلية عنه، مشيرة إلي ان قضية اعتقال قاتل ابنتها “مفبركة”، يأتى ذلك فى الوقت الذى قامت فيه اجهزة الامن بمحافظة 6 اكتوبر بترحيل المتهم إلي سجن طره بعد صدور قرار من غرفة المشورة بمحكمة الجيزة بتجدبد حبس المتهم 15 يوما انتظار لتحديد موعد لمحاكمته امام محكمة الجنايات .
وبحسب تصريحاتها لصحيفة “الجريدة الأولي” المغربية قالت غفران إن إعلان اعتقال القاتل من قبل السلطات المصرية، الغرض من ورائه إسكات الرأي العام والصحفيين المتابعين لمستجدات الملف منذ يوم وقع الحادث المؤلم فجر الخميس قبل الماضي. وأضافت لا يعقل أن يكون الجاني قتل ابنتي وصديقتها نادين “التي فصل رأسها عن جسدها بعد أن قطع رقبتها ولسانها” بغرض الحصول علي 200 جنيه مصري ويترك مجوهرات ثمينة من الماس وكاميرا وهواتف محمولة متطورة. وأكدت غفران تضامن النيابة المصرية والسفارة المغربية فى القاهرة معها إلي أقصي الحدود .
مصدر أمنى: الإعلام سبب التشكيك فى القضية
صرح مصدر أمني بأن الاعلام سببا في حدوث بلبلة حول قضية مقتل فتاتى 6 اكتوبر، فالمعلومات التي نشرت عن الضحيتين وما ذكر عن عدم وجود مسروقات وان الانتقام وراء الحادث كل هذا جعل الناس مهيأه لسماع خبر واحد ان يكون القاتل من اصدقائهما أو ابن احد الاثرياء، أو شخصية معروفة واستأجر بلطجيا للانتقام من صاحبة الشقة ولكن فوجئوا بشخص آخر تماما خلاف ما توقعوه .
أضاف المصدر:” من هنا كانت الصدمة، فالقضية بالنسبة لرجال الشرطة مجرد جريمة قتل ولن يضير الضابط ان تنتهي بالقبض علي المتهم او تقيد ضد مجهول، صحيح انها قضية رأي عام باعتبار ان احداهما إبنة مطربة معروفة ألا أن ذلك لا يدفع الأمن لتلفيق القضية واقول لمن لا يصدقون، أن المتهم دخل للسرقة لا للقتل لذلك أصابته صدمة مع اول طعنة اعقبتها هستيريا طعنات، ولانه قاتل غير محترف أو قاتل بالصدفة فقد اصابه الرعب واسرع بالفرار من الشقة وهذا ما يفسر عدم سرقته للمصوغات او أجهزة الكمبيوتر”. مشيرا الى ان الامن جمع كافة الادلة والقرائن التي تثبت ان المتهم هو القاتل حتي لو أنكر القتل فمن الطبيعي ان ينكر المتهم ولكنه اعترف وقام بتمثيل الجريمة فماذا يريد الرأي العام ؟.
وتساءل المصدر هل يعقل أن يورط جهاز الأمن المصري المشهود له بالكفاءة والذراع الطويلة نفسه في هذه السقطة ويفبرك القضية كما قالت ليلى؟ ولماذا “محمود” تحديدا دون غيره؟. ولو كان الأمر فيه فبركة فلماذا يأتي الأمن بشاب ليس له سوابق ويتهمه؟. كان المنطق أن يأتي بشخص صاحب سوابق. وألا تعلم المباحث أن المتهم المفبرك سيذهب إلى النيابة التي ستجري معه تحقيقا هادئا ومحايداً ونزيها وإذا لم تتيقن من أنه المتهم الحقيقي فإنها لن تقدمه للمحاكمة وستطالب الشرطة باستمرار البحث عن الفاعل، وهذا سيعد إخفاقا لجهاز الشرطة أمام نفسه والرأي العام المهتم بالقضية. موضحا انه حتى لو انطلت الفبركة على النيابة فإن هناك محكمة عادلة نزيهة شفافة قادرة على الفصل وتحديد هل المتهم الواقف أمامها مدان أم بريء؟. وعندئذ ستكون النيابة والشرطة في حرج وستبدأ رحلة بحث جديدة عن الفاعل الخفي .
حملة “فيس بوك” للدفاع عن “هبة ونادين”
أطلق مايقرب من 2000 شاب وفتاة حملة على موقع “فيس بوك” للدفاع عن هبة العقاد وص
ديقتها نادين خالد، الحملة انطلقت ضد ما وصفه أصحابها بأنه ادعاءات سخيفة نشرتها وسائل الإعلام عن الفتاتين، واعتبر المشاركون فى الحملة أن ما حدث للضحيتين من تشويه لسمعتهما نتيجة طبيعية لفهم المجتمع الخاطئ للحرية. وطالب الاعضاء كل من يعرف هبة ونادين بالانضمام للحملة لتعريف الناس بأخلاقهما كما طالبوا زوار الموقع بالدعاء لهما بالرحمة والمغفرة ومحاسبة كل الصحفيين الذين نهشوا فى عرض الضحيتين حسب تعبيرهم.
صاحبة “الجروب” أكدت أنها لا تعرف هبة أو نادين لكنها تعاطفت معهما بعد أن شاهدت والد نادين يدافع عن سمعة ابنته فى أحد البرامج، فقررت أن تطلق الحملة تحت شعار “لا للتشهير بأعراض الموتى”. الحملة بدأت تؤتى ثمارها وشهدت تفاعل عدد كبير من الشباب، لدرجة أن بعضهم تبرع بارسال رسائل على التليفونات المحمولة تحمل المعنى نفسه، فى صيغة اعتذار، نصها “هبة ونادين إحنا أسفين عن كل من ذكركم بسوء وقذفكم وأنتم عند أكرم الأكرمين وعن كل من أعطى لنفسه الحكم عليكم وتأله على رب العالمين. نسأل لكم الرحمة والعفو وأن تكونوا الآن مع الأنبياء والشهداء والعباد الصالحين وأن يجعل فى قبركم الفسحة والأمان والسرور”. وطالب صاحب الرسالة كل من يقرأها بإرسالها إلى أصدقائه .
المصدر : محيط