قاسم محمد الكفائي
تتباهى دولُ العالم على اختلافِ مشاربها بأرثِها الديني والحَضاري والسياسي ، وعلاقاتِها بالآخَرين على أسُس ٍ من الأحترام والتعاون والأنسجام . وتتسابقُ فيما بينِها بالكفاءة والأبداع . فكثيرٌ من هذه الدول تمتلكُ القدُراتِ العلمية الهائلة ولا تمتلكُ مقدارَ الربع من خيرات دولة متخلفة بكل قيمِها العلمية والثقافية التي تعيشها ، وغنيةٍ بخيراتِها . تلك دولة آل سعود التي لا نجد عليها صبغة ًمحمودة ً في تفاصيل كيانِها غيرَ تشويه ، وتهديم إرثِها الحضاري والديني الذي كان مَعلما مقدسا لكل المسلمين والأنسانية . لقد قامت بهدم آثارِ النبي الأكرم ( ص ) ، وقبورِ أئمة البقيع ( ع ) ، و بيتِ خديجةٍ الكبرى رضوان الله عليها فأ ُنشِأ عليه عمرانٌ حديث وفيهِ مُجمعٌ للمراحيض . كذلك قامت هذه الدولة بمسح كلِّ مَعلم ٍ حضاري في مدينتي مكة والمدينة المنورة ، وفي باقي المدن يعود تأريخُه الى عهدِ النبي والخلفاء الراشدين ، كي لا يقع المسلمون في الشِرْك والِبدَع . حتى المساجد لم تسلم من معاول هدمِهم ، منها مسجد بني ُقرَيضة الذي صلى فيه النبي الأكرم وهو في طريق غزوتهِ ، وقد جدَدَهُ الخليفة ُ الأموي عمرُ بن عبد العزيز وبقى شامخا حتى قيام دولة آل سعود . ومن المساجد التأريخية المُهدمة ذلك المسجد الذي بناه الخليفة الأول أبو بكر الصديق ( رض ) في موقع غزوة الخندق الذي ُيعد من مساجد الفتح الاسلامي . الى جانب ذلك قامت هذه الدولة ببيع أكثر من 3000 قطعة أثرية إسلامية نادرة الوجود لا تُقدَّر بثمن يعود تاريخها الى صدر الأسلام الاول والعهد الأموي بالمزاد العلني . فالذي جرى على المقدسات و إرث المسلمين الحضاري كان بفتوى أصدرتها المشايخ في دوائر إستفتاء المذهب الوهابي الذي تأسس تحت عباءة شيطان الجزيرة محمد بن عبد الوهاب ، وبتخطيط من وزارة المستعمرات البريطانية في الربع الأخير من القرن السابع عشر الميلادي . معالمٌ اسلامية ٌ يصعب هنا احصائها تهدمت وَسُويَت اطلالهُا بهذه الفتاوى لمشايخ ٍ ضحلةٍ في ثقافتِها ، وأنانيةٍ في طبعِها وتطبعِها . لا تعرف في هذه الحياة غيرَ نفسِها ، أو تعتقد بكروية الأرض ، وأن هناك بشر وثقافات وعوالم للفكر والمعرفة غير عالم ( الصحيحين والسنة ) ، وبالتوكيد المطلق هم أعداء الصحيحين واعداء السنه عندما يفسرون سطورها على قاعدةِ تكفير الأنسان أو هدرِ دمهِ ، أو على قاعدة صيانة عروش الظالمين ، بينما تتحرك فتاواهُم ونشاطاتهُم وفق برنامج ٍ َصهيوني عالمي مدروس . في وسط هذا الركام من البشر والثقافات والفتاوى المنتشرة في عموم الحجاز والجزيرة العربية ، وباقي الدول الأسلامية أعلن الناطق بأسم الأمام الخميني العظيم ( تقدست روحُه الطاهرة ) وهو يعيش في منفاه الى جوار قبر جده علي بن أبي طالب – ع – في النجف الأشرف بداية ثورة شعبية لأسقاط عرش محمد رضا بهلوي ( شاهنشاه ايران ) ، وإقامة الحكومة الأسلامية على نمط ٍ جَمهوري لا يميل برياح الشرق أو الغرب ، ولا يتأثر بها . وقد تحقق ذلك عام 1978 . لما أحسّت حكوماتُ الدول الأقليمية بالخطر المُحَقق على عروشِها تصدّت لقمعِها والألتفافِ على منجزاتِها الثورية والثقافية . فكان أولُ المُتصدين هم آلُ سعود ، وأكثرُهم عنجهية وتوسل الى أمريكا وصدام للأستعداد والعمل على ضرب الثورة الفتية . الذي حصل هو تلك الحرب المدمرة ما بين العراق وايران وكان صدام حسين بطلُ قادسيتِها . الحكومة ُ السعودية تكلفت بموقفها هذا سبعة عشر مليار دولار دَفعتهَا الى صدام كوقودٍ للحرب . لم تكتف حكومة آل سعود بتحريك كلِّ الخيوط الملفوفة على أصابعِها في العالم لقمع الثورة الاسلامية ، بل تصدّت الى منع الحجاج الأيرانيين من حج بيت الله الحرام كقيمة عبادية ، وممارسة الشعائر السياسية التي يؤدونها كقيمة حضارية وانسانية من شأنها رفع مظلومية المسلمين الى الدوائر العالمية المعنية ، وفضح الظالمين أمثال أمريكا وإسرائيل . لقد حرصَ الأمامُ الخميني آنذاك على ظهور الحجاج الأيرانيين في شوارع مكة عَبر مسيراتٍ تخرج بأبهج صور الأنتظام والألتزام ، معلنة ً البراءة َ من المشركين ، والدعوة َ الى الوَحدَة الأسلامية ، والتعاون ، والأنسجام . كما نبّه المسلمين من الحج الذي يريده آل سعود ودول الأستكبار العالمي أن يكون مجرد هروَلة ٍ وتعبٍ مُضني صراخ على صحراء مكة تحت شمسِها المُحرقة ، أو الصعود على جبل عرفة ، ورمي الجمرات والطواف ، وقد نعتهُ بالحَج المبتور والمنحرف عن مفهومه الصحيح . كان شِعار الحجاج المتظاهرين في مسيرات يوم الحج لعام 1987 ميلادي والتي تعد الأكثر انتظاما وتنسيقا من الأعوام الماضية هو ( الموت لأمريكا ، الموت لأسرائيل ) ، خصوصا وأن الحج بمفهومه المُحمّدي الأصيل صار مفهوما لعامة الناس والدوائر الأسلامية العالمية . إنتاب السلطة السعودية ودول الغرب وأمريكا الذعر ، وطارت عقولهُم ولم تبق لهم من حلول غيرُ تحجيم هذا النشاط الخطير الذي أخذ يتصاعد ما بين الأمم المسلمة ، والقادمين من الحجاج . تحركت وسائلُ الأعلام السعودية بفضح نيات الحكومة الأيرانية وبتوجيه من الخميني تفجير بيت الله الحرام ، وقبر الرسول الأكرم ، وقد
القت عناصر المباحث على متفجرات في أمتعة الحجاج الأيرانيين في مطار الرياض بفضل الله وحرص حكومة آل سعود على الحرمين الشريفين وسلامة ضيوف الرحمن . كما نبهت السلطات من قيام بعض الرافضة المشركين بنشاطات معادية لبيت الله والحجاج . في ذلك اليوم الدامي تعرضت المسيرات تلك الى مضايقات من قبل عناصر المباحث والجيش والشرطة السعودية ، وانضمت معهم آلافٌ من العناصر الوهابية من السعوديين والمرتزقة من باقي البلدان لغرض تشويه عمل مسيرات المسلمين المتظاهرين . فاحرقوا العجلات ، واعتدوا على الشرطة والناس ، وجعلوا الشوارع مسرحا لِصَخبهم ( وهناك الكثير ) . هذا النشاط يأتي كخطوة أولى كانت قد أعدتها دوائر الأستخبارات الأمريكية ، والبريطانية ، والألمانية ، والموساد . ولما واجهة السلطات تماسك الحجاج المتظاهرين وهم يهتفون ضد أمريكا وإسرائيل إنتصارا لفلسطين المغتصبة ، أو يهتفون بشعارات تدعو الى وَحدة المسلمين ، ثم سيطرتهم على الوضع نحو الأنتظام تساندهُم مجاميعٌ مخلصة من الحجاج المسلمين من شتى الجنسيات . في ساعة اليأس السعودي أصدر مفتي الديار الوهابية عبد العزيز بن باز وبدفع من وزارة الداخلية السعودية فتواه باستعمال القوة لردع شر الرافضة المشركين وإخماد الفتنة والخطر على بيت الله وقبر رسوله وأرواح ضيوف الرحمن . عندها أطلقت القوات المخصصة للردع من السعوديين والألمان نيرانها على المتظاهرين بعد إخلاء الصفوف من عناصرهم المدسوسة . سقطت الضحايا وجرت الدماءُ وتعطلت أعمالُ الحج المحمدي وسَعُدت أمريكا واسرائيل أن لهما من يحمي مصالحمها وهو حامي الحرمين . فكانت الخسائر بالأرواح مايزيد على ( 400 ) حاج إستُشهدَ إرضاء ً لأمريكا ومن تبعها . بعد هذا العام الدامي قاطع الحجاجُ الأيرانيين فريضة الحج لثلاث سنوات . السؤال الذي يفرض نفسه هو !
القت عناصر المباحث على متفجرات في أمتعة الحجاج الأيرانيين في مطار الرياض بفضل الله وحرص حكومة آل سعود على الحرمين الشريفين وسلامة ضيوف الرحمن . كما نبهت السلطات من قيام بعض الرافضة المشركين بنشاطات معادية لبيت الله والحجاج . في ذلك اليوم الدامي تعرضت المسيرات تلك الى مضايقات من قبل عناصر المباحث والجيش والشرطة السعودية ، وانضمت معهم آلافٌ من العناصر الوهابية من السعوديين والمرتزقة من باقي البلدان لغرض تشويه عمل مسيرات المسلمين المتظاهرين . فاحرقوا العجلات ، واعتدوا على الشرطة والناس ، وجعلوا الشوارع مسرحا لِصَخبهم ( وهناك الكثير ) . هذا النشاط يأتي كخطوة أولى كانت قد أعدتها دوائر الأستخبارات الأمريكية ، والبريطانية ، والألمانية ، والموساد . ولما واجهة السلطات تماسك الحجاج المتظاهرين وهم يهتفون ضد أمريكا وإسرائيل إنتصارا لفلسطين المغتصبة ، أو يهتفون بشعارات تدعو الى وَحدة المسلمين ، ثم سيطرتهم على الوضع نحو الأنتظام تساندهُم مجاميعٌ مخلصة من الحجاج المسلمين من شتى الجنسيات . في ساعة اليأس السعودي أصدر مفتي الديار الوهابية عبد العزيز بن باز وبدفع من وزارة الداخلية السعودية فتواه باستعمال القوة لردع شر الرافضة المشركين وإخماد الفتنة والخطر على بيت الله وقبر رسوله وأرواح ضيوف الرحمن . عندها أطلقت القوات المخصصة للردع من السعوديين والألمان نيرانها على المتظاهرين بعد إخلاء الصفوف من عناصرهم المدسوسة . سقطت الضحايا وجرت الدماءُ وتعطلت أعمالُ الحج المحمدي وسَعُدت أمريكا واسرائيل أن لهما من يحمي مصالحمها وهو حامي الحرمين . فكانت الخسائر بالأرواح مايزيد على ( 400 ) حاج إستُشهدَ إرضاء ً لأمريكا ومن تبعها . بعد هذا العام الدامي قاطع الحجاجُ الأيرانيين فريضة الحج لثلاث سنوات . السؤال الذي يفرض نفسه هو !
هل بأمكان السلطات السعودية اليوم تصديق وتأكيد مزاعمَها الأعلامية التي أطلقتها عام 1987بأن الأمام الخميني أراد نسف بيت الله في مكة وقبر الرسول الأكرم في المدينة المنورة ؟
لو اختصرنا القول في ختام ما استعرضناه ، لابدّ من الأشارة الى أن هناك مسؤولية إسلامية تقع على كل المسلمين في العالم من أجل جعل هذه الشعيرة الألهية تمضي على بركة الله . وتتلخص إختصارا بهذه الفقرات .
تشكيل لجان تشترك فيها كلُ الدول الأسلامية مهمتها عمل إحصاء ومسح عام لكل المعالم الأسلامية والمقتنيات المتبقية التي تعود الى عصر النبي الأكرم وما بعده للعمل على متابعة الحفاظ عليها من كل خطر وتشويه .
مطالبة سلطات آل سعود باعطاء الفرصة للحجاج للتعبير عن معتقداتهم في ممارستهم لمناسك الحج ، أو عند زيارة قبر الرسول والصحابة .
مطالبة سلطات آل سعود بفك الحصار الجائر عن قبور أئمة البقيع ( ع ) والسماح للشيعة بتشييد ما يرونه مناسبا من عمران على قبور أئمتهم الكرام .
كذلك فك الحصار عن كل النشاطات التي من شأنها دعم المجهود الثقافي والوحدوي ما بين المسلمين في موسم الحج ، وجعله قيمة عبادية سياسية يجري العمل بها وفق ترتيب وانتظام مُحكم من قبل اللجان الأسلامية المتخصصة .
والجديرُ بالذكر هو أن آل سعود وكعادتهم يتصنعون المأزق تلو الآخر من أجل تعكير صفو موسم الحج لجعل الحاج يعود الى وطنه وهو يحمل هموم السفر الشاق وعنائه ( لنا مقالات عديدة بهذا الخصوص ) . في هذا الموسم ندين ما فعلته سفارة نظام آل سعود في الكويت بتعطيل أكثر من ( 300 ) حاج عراقي لتشويه جوازات سفرهم بأخطاء مربكة لسفرهم ومتعمدة وعن قصد . هذا الفعل يعني خطوة أولى تتبعها خطوات لاحقة في مواسم حج أخرى . القصد منه أيضا إختبار رد فعل المسؤولين الحكوميين العراقيين ، ومسؤولي أمانة الحج العراقية لهذا الفعل . ومن خلال متابعاتنا للموقف العراقي
الرسمي سيقع في موسم الحج القادم على الحجاج العراقيين شيئا من سخط آل سعود ، وهو موضوع بحث مقالاتنا السابقة
فاكهة المقال !!!
اليوم الدامي للحجاج الرافضة !
هؤلاء حماة بيت الله الحرام الذين تصدوا لمنع شر الخميني في نسف الكعبة وقبر الرسول عام 1987 .
.
قاسم محمد الكفائي
عراقي مقيم في كندا