منذر ارشيد
سَرَقوا البسمة مني وأنا أحبُهم حُباً أكيد
أنا الطفل في غزةهاشم أنتظِرُاليوم …فهوَ عيد
أنتظر الأضحية بشوق شديد
وأنتظر أبي ليهديني قبلة العيد
لا أريد منه قميصاً أو حذاءً جديد
أريده أن يحضنني فهو في شغل شديد
طوال عامٍ يَكدَحُ من أجل هذا اليوم
ليرتاح معي ويقبلني قبلة العيد
يوم الحب الذي أحلم بالحضن الودود
نزور المقابر نقرأ القرآن نُكبر الله المجيد
نأكلُ من أضحيتنا ثلثاً ونوزع ما تبقى
على الأهلِ والجيرانِ ومُحتاجٌ بعيد
لا أرى اليوم خاروفاً ولا حتى فرخة ًولا بهجةً ً
أبي اختفى صباحا ً وما عاد الى البيت
سألتُ أمي …أين أبي ..!!
صمتت ودمعها على خديها
قلت.. ويحك أماه” أين أبي..! أهَلْ ماتَ ..!
صَرَخَت ْ…ويْحَكَ أنتَ .. يا ليتهُ مات
قلت .. يا ليتهُ ماتْ ….!!
فالموتُ كرامة للحرِ الرشيد
إذا ً ما ذا جرى ..!!
قالت ..يا ويلتي أباك لا يملك قرشا ً
أباك لا يملك فلسا ً …أباك هام على وجهه
أباك لا يستطيع ان ينظر إليك اليوم
أباك يستحي من طفله ياويل أباك
من عجزه ….فيعطيك كما كان يعطي
قلت … أمي أمي أنا لا أريد قرشا ً ولا مالا ً
أريد أبي ..أريد أبي …
قالت تريد..أباك.! وأباك في غزة ..!!
فمن في غزة يا بني…. لا أبا ً له…
فغزة اليوم بدون أب ولا أم
غزة اليوم تركوها تنزف يوم العيد
قلت …وهل يُعقل هذا….. واليوم عيد ..!!
قالت….ألا تصدق يا بني ..!!
ألم يُذبحُ صدام في يوم عيد …!!
وحكام على عروشهم كجلمود ِصخر
يتربعون كأنهم جمادٌ من حديد
يتباهون ….كأن فرعون في جنة ٍ
وهو آية لمن يعتبر أو يستفيد
وهلْ غزة أغلى من زعيم مجيد..!!
فغزة اليوم….. صدام ٌ جديد
وشعبُها شعبُ الجبابرة العنيد
وها هي اليوم تُذبح ُ
من الوريدِ إلى الوريدْ
فأباك يا بني رُبما لن يعود
فتجلدْ…. ومع ذاتك توحد
فأنتَ المستقبلُ القادم….. أنت الأكيد
أنتَ وأقرانك أطفالُ هاشم
على أيديكم سَيأتي يومٌ جديد
وقالَ الله…… عباداً لنا
أولي بأس ٍ شديدْ