رئاسة السطة الفلسطينية من الكوفية إلى القلادة الذهبية
من أنصع الوجوه للثورة الفلسطينية الكوفية الفلسطينية التي كانت رمز للقائد أبو عمار وللثوار في جناح العاصفة وكتائب الأقصى وفصائل المقاومة بلونيها الأسود والأحمر ، لقد غزت الكوفية الفلسطينية كل مناطق الممنوع والحظر الدولي على إرادة الشعب الفلسطيني ومحاولة تذويب شخصيته النضالية وشخصيته التاريخية والأدبية على الأرض الفلسطينية ، فكانت الكوفية جنبا إلى جنب مع الكلاشنكوف والحجر لتعبر عن حالة من التمرد على الظلم وعلى التآمر وعلى كل مخططات العدو الصهيوني التي كانت تستهدف إلى نفي أن هناك شعب على أرض فلسطين يسمى الشعب الفلسطيني .
عندما إغتالت قوى الإحتلال الصهيوني أبو عمار لم تغتاله كجسم مادي بل كانت تحاول أن تغتال الكوفية الفلسطينية والبندقية الفلسطينية واستبدالها بكل ما ينفي تاريخ التجربة الفلسطينية في هذه الميادين ، أي ميادين الصراع ، واعتقد الكثيرون بأن إغتيال أبو عمار كان نهاية للطرح الثوري والمنطلقات الثورية للتجربة الفلسطينية ولذلك وعلى الفور ظهر على السطح ما أعدو له إقليميا من خلال أدوات داخلية في حركة فتح ، وأتى من تجنح في حالة جنوح خطيرة عن مبادئ وأهداف حركة فتح والكفاح المسلح ، أبو مازن الذي تقلد زورا وبهتانا السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير ورئاسة حركة فتح وأخيرا ما يسمى برئيس دولة فلسطين على الورق ، أتى ذلك عن طريق تنابلة السلطان الذين يتلقون التعليمات من قوى إقليمية ، إنهم أعضاء المجلس الثوري والمجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية .
كل أطروحات من باع الكوفية الفلسطينية ومن باع رفاق الدرب والتجربة والشهداء التي تدعو لنبذ الكفاح المسلح والتي تدعو للتفاوض ولو كان ذلك على حساب الأرض والشعب الفلسطيني ، وها هي أحداث الخليل وحركة المغتصبين تبرهن على ان أطروحات هذا الرجل ما هي إلا فتح المجال الواسع للقرصنة الإستيطانية بكل انواعها على الأرض الفلسطينية .
حركة المغتصبين الصهاينة في الخليل لا يمكن لها أن تنجح بدون إجراءات من تنكر للبندقية الفلسطينية هو وحكومته في رام الله التي لاحقت المناضلين وقوى الثورة الفلسطينية المسلحة .
لقد اعتقدوا أن بنهاية الكوفية الفلسطينية على رأس أبو عمار ستنتهي المقاومة وستتبدل أوجه كثيرة في حركة فتح والتي طالب بها الرئيس المهزوم والمعتوه بوش وانتهت أوراق عباس وكشفت أيضا ، ولذلك بين المناورة والحقيقة أبدى عباس رغبته في إخلاء موقعه لآخر ليكمل المشوار ، إنه محمد راتب غنيم الذي يلقب ” أبو ماهر ” والقابع في تونس تحت غطاء ومسؤولية المفوض العام لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح ، هذا الرجل الذي أسند إليه دور إنهاء حركة فتح في الخارج والذي كان على إتصال بممثلين أمريكان متعددين ، وربما ما هو هناك أكثر من ذلك ما لا نعلمه ، ولذلك تتجدد الأوجه لنفس العملة ، انه المرشح من قبل فتح أوسلو لرئاسة السلطة الفلسطينية بعدما مهد محمود عباس له الطريق من موافقات صهيونية وأمريكية على ترشيحه لهذا الموقع ولهذا المنصب ، إنه الدور الجديد لفتح أوسلو الذي يتوجه مرة أخرى في حركة تلميعية وكأنه بطل من أبطال حركة فتح إلى الأرض المحتلة كقائد للسلطة وهو في الحقيقة المخرب والمخرب الكبير الذي كان دوره أخطر بكثير عن التصريحات المعلنة والغير معلنة لمحمود عباس ، فهو المختبئ تحت القيم والمبادئ والأهداف والمنطلقات ، وفي نفس الوقت هو المخرب والمخرب الذي أبى أن يعترف في إدارة تنظيم الخارج ، وبدلا من أن يعتزل ولكن لماذا يعتزل وهو الذي لا يملك أمره في السيناريو المعد لقيادة فتح أوسلو ، تلك المعايير التي تأتي من قوى أجنبية وإقليمية وليس من إرادة الكادر الفتحاوي ، وهذا الكلام ليس تجنيا وليس غريبا فكل أبناء حركة فتح في خارج الوطن يعلمون عن الدور الخبيث الذي لعبه محمد راتب غنيم في إنهاء تنظيم فتح الخارج وإبقاءه منشيت عريض من قبل حفنة من المستزلمين والمغرر بهم والذي يعاملهم محمد راتب غنيم أبو ماهر ليس كتنظيم حركة فتح وأفراد تنظيم وكوادر لهم الحقوق والواجبات في التنظيم بل يعاملهم كفلاشا ، فلا حقوق للكادر ولا حقوق للتجربة ، وفي النهاية فهو تحت التوجهات الإقليمية ومراكز القوى لتنفيذ الإقصاءات من خلال موقعه ضد الكادر الحركي الشريف والغير أوسلوي ، هذا هو دور المرشح لرئاسة السلطة ورئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر العام الحركي .
إنه صاحب القلادة الذهبية التي لم تفارق عنقه منذ أكثر من عقد ، فهي تعبير عن حالة من حالات البيروقراطية والتخمة البرجوازية والكبرياء والعنجهية التي لا ترافق ولا تصاحب إلا من يحاولوا أن يتوهموا أنهم قادة يقودوا شعب ، وهم في الحقيقة مأجورون ويتخفون في مناصبهم لأداء أدوار شيطانية على ما أفرزته التجربة من حالة نضالية مطلوب تصفيتها في داخل أطر حركة فتح .
إنه صاحب القلادة الذهبية التي استبدلت بكوفية أبو عمار المناضلة لتعبر عن واقع مذل وواقع من ذهبية الخيانة والعمالة المسترم فيها هذا الرجل ليقوم بدور آخر تكملة للدور الذي اتخذته له الدوائر الأخرى لمحمود عباس في إنهاء المقاومة وملاحقة المناضلين .
يتوهم محمد راتب غنيم أنه غير مك
شوف وغير معروف لكثير من الكوادر ، ومهما صاحب هذا الرجل من حملات تلميعية وتزكية لدوره الخطير فإنه المكشوف المكشوف المكشوف ، وسيأتي يوما سيحاسب فيه هذا المتغلف بغطاء التجربة من كوادر الثورة الفلسطينية وأشبالها إن بقي له عمر .
بقلم / م . سميح خلف