المطلوب تشكيل قوى دفاع شعبية لتصدي لهجمات المستوطنين
بقلم:سري سمور-جنين-فلسطين المحتلة
هجمات المستوطنين على سكان مدينة الخليل ،وعلى قرى نابس ورام الله،وما يقومون به من عربدة وجرائم في مدينة القدس أمر ينبغي أن يدفع الجميع لتحمل مسئولياته،ويجب ألا نركن إلى «المجتمع الدولي» أو مجلس الأمن المحكوم بالفيتو الأمريكي الجاهز دوما لأي قرار إدانة ضد الاحتلال ،عوضا عن كون الشجب والإدانة والاستنكار…لا تجدي نفعا أمام الواقع الجديد،ولأن التجارب علمتنا صدق المثل العربي القديم”ما حكّ جلدك مثل ظفرك فتولّ أنت جميع أمرك!
وأولى الناس بتحمل المسئولية هم الذين يتعرضون لهجمات المستوطنين الهمجية الإجرامية؛ومن الواضح أنها هجمات مخططة ومدروسة ومتدحرجة،ولا أقلل هنا من صمود وثبات ومقاومة سكان المناطق التي تعاني من عربدة قطعان المستوطنين،إلا أن هجمتهم المنظمة ،وتفوقهم المادي بسبب سلاحهم وأموالهم ورعايتهم من قبل حكومة الاحتلال وأحزاب كيانه تستدعي إيجاد جهد منظم وخطة طوارئ شاملة ،فأسلوب العفوية والارتجال لم يجدي نفعا في الماضي ولن يجدي الآن أو في المستقبل.
يجب أن تشكل قوى دفاع شعبية منظمة تتولى شئون الحراسة والحماية من اعتداءات المستوطنين ،باستخدام ما يمكن الحصول عليه من وسائل المقاومة بدءا بالحجر وليس انتهاءا بالبندقية،وإلا تمادت قطعان المستوطنين في غيّها ،وازدادت عربدتها…قوى تضع الخلافات السياسية والعائلية والاجتماعية جانبا،لأن الأمر جلل ،وقد طغى الخطب حتى غاصت الركب،فهؤلاء يريدونها معركة كسر عظم،ولو ربحوا هذه المعركة فعلى الضفة الغربية بأسرها السلام،وهم لن يربحوها بمشيئة الله لو تم تشكيل مثل هذه القوى ،ولم يركن سكان المناطق الأكثر تعرضا لعدوان القطعان المجرمة إلى وعود حكومة الاحتلال بتطبيق القانون وفرض النظام،أو إلى كلمات التضامن ورفع الشكاوى والتظلمات إلى الهيئات الدولية.
وفي ذات السياق هناك مسألة قد يخجل البعض من طرحها،أو قد يرى أن هذا ليس وقتها،وأنا أرى لفت انظر إليها لأهميتها؛فنحن نلاحظ أنه عند وقوع خلاف أو شجار بين عائلتين أو منطقتين تُخرج كل مجموعة ترسانة أسلحتها ضد الأخرى،ونرى أن هذه الترسانات تختفي حين يتعلق الأمر بمواجهة من يسعون لاستئصال الشعب من أرضه ؛فإذا اختلفت عائلة مع أخرى على أمتار من أرض زراعية مثلا نرى كيف يخرج رجال ونساء كل عائلة بالعصي والسكاكين والمسدسات والرشاشات الخفيفة لمواجهة بعضهم…ولكن كل أو قل معظم هذه المظاهر لا نراها حين يتعلق الأمر بمن يريدون كل الأرض وليس أمتارا منها،ويعتدون على البيوت بالحرق،بل يكتبون شعارات تطال عقيدتنا ونبينا صلى الله عليه وسلم…فمتى نكون أشداء عليهم رحماء بيننا؟!
هجمة هؤلاء تعود أساسا لأنهم وجدوا فرصة تمثلت بضعفنا نظرا لتراجع المقاومة في الضفة الغربية،فهم يستغلون ضعفنا وانشغالنا،وتكاب القريب والبعيد علينا،فهذا ديدنهم منذ الأزل،ولنتذكر أن قطعان قريظة لم يجرءوا على الغدر إلا بوجود الأحزاب في محيط المدينة…وبعيدا عن كل الانفعالات والعواطف،رغم أهميتها،أرى أن يسرع الجميع الآن وفورا لتشكيل قوى دفاع شعبية منظمة لحماية المقدسات والأرض والعرض …وإلا فلا يلومنّ أحد إلا نفسه!
،،،،،،،،،،،
سري عبد الفتاح سمور
قرية أم الشوف المدمرة قضاء مدينة حيفا المحتلة
حاليا:جنين-فلسطين المحتلة
السبت 6 ذي القعدة 1429هـ – 4/12/2008م
بريد إلكتروني:-
مدونة:http://sammour.maktoobblog.com