الشاعر السوداني/ حسن إبراهيم حسن الأفندي
ضمّـــد جراحك وأترك ذكر من قذفوا
ولا يسوءك من حقــد لمـــن سخُفــــوا
ولست تُرضى البرايا فى مشاربهــــم
شــتى مآربهــم , تََرضى وتخـتـلـــف
لــئن أصـبتُ بقـــولى كان ذا شـــرف
وإن تعـــــثّر حظى خــانــه الشـــرف
يا ربَّ يــوم ضمــرت الحـب أنظمـه
ومـــا رمــيت إلــــى ذنـب فـأقــــترف
بيـض ضـــمــائرنا مـن كـل شـائـبـة
وقد يؤازر ذا الإخلاص من عرفــوا
أنــام مــلء جفــونٍ فـــى قـــناعــتها
والله أخـشــى إذا أخطأت أرتـجـــف
ومـن تكـــون لــه الـدنـيـا مـواتـــيـة
تـأتـــى إلـــيـه بيــومٍ كلــه هــــــرف
ومـن يعمّــر فــى مـال وفى ســــعة
لابـد يرمــيه فـى أحـوالــــه خـــرف
الناس تبـلى فهـــل فى الناس مـــدكر
وما رأيــت كما الإحســـان أغـــترف
إن رام حاسـدنا ما رام مـــن حســـد
أو إن رمـانا بمــــا يهـــواه مهـــترف
يا طالـمـا قــــصّـرت مـنى مجاوبـة
خوفـا مـن الله لا جــبن ولا صـــلـــف
والشعر ملكى وطوع الكف يعرفنى
وقـد رضعت لها الأشعـار أحــترف
إن شـئت كـنت جحـــيما فى طبائعه
أو شـئت كـنت زلالا جـاده الـوطـف
لكننى بعــد هــذا العـمـر يـربــأ بـى
صــدق المقـال فلا أنـفـكُّ أرتشــف
أخاف يـومـا لـقـاء الله يســـألــنـى
عما فعـلــت وعـن ذنبٍ لــه اقترف
ماذا أقـول لــربى فى مـسـائلــــة
والنـار تلقف شـرَّ الناس تخـتـطف
خوفى من الله عن جرم ليعصمنى
ولا أبـالــى إذا ما الغـــير يجـترف
إثـمـا وشـتـما وما أكديت أنصحه
إن النصيحة لا تجدى لمن ســرفوا
ضمّد جراحك واسأل عن محاذرة
قــاوم بلاءك إن العمــر ينصـــرف
فالمثمرات من الأشجار يحصبها
قـوم لـــهـم نفـعـها فى ظلـها ورف
تغــرى بهـم حاجة أو ربما عبث
والله أعـلــم أحـــــوالا بـمن جـنفـوا
إن كان حظى من الدنيا مرارتها
فـمـــــا أبــدّل مـن أمـر وأعــتـرف