في دراسة ميدانية لوكالة Islam Online.Net، قالت أم رمزي بحزن عميق وقد انقلبت حالها وأطفالها الثلاثة رأساً على عقب: “منذ مقتل زوجي صرنا نفتقد لكل شيء كان متاحاً لنا… لم استطع أن أجد عملاً، وأُدخل ولدي المستشفى بسبب سوء التغذية malnutrition.” وفي مواجهة أزمتها الكبيرة ويأسها، بدأت الأرملة باستخدام الكوكاكيين في قناعة منها بأن المخدر سوف يُخفف من ألامها. “يجعلني المخدر أنسى كل شيء. على الأقل، استطيع النوم ونسيان مشاكلي… أعرف أنه خطأ. ولكن فقط الشخص الذي يعيش معاناتي، يتفهم حالتي.”
وذكر صلاح أبو كريم- ناشط في مجال المساعدة الإنسانية في بغداد: “يبحث الكثيرون من العراقيين عن مخارج سهلة لنسيان حياتهم الصعبة، ويجدون راحتهم في المخدرات… تصاعد البطالة، التشرد، ومخاطر الحياة المستمرة، كلها عوامل تدفع العراقيين باتجاه الإدمان على المخدرات.”
وفي رأي الطبيب النفساني- أمير محمد بيات: يتجه العديد من العراقيين نحو المخدرات للتغلب على آلامهم بسبب فقد أعزاء لهم أو الهروب من كفاحهم اليومي الصعب. “في الماضي، أعتدتُ على معالجة مختلف أنواع المرضى. ولكن حالياً، الإدمان على المخدرات هو ما أتعامل معه يومياً في المركز الصحي…الوضع الأمني السيء ونقص الحاجات الأساسية، أخذت تدفع العراقيين نحو المخدرات.”
يرى العراقيون أن ظروف حياتهم تنحدر من سيء إلى أسوأ منذ العام 2003- الغزو والاحتلال الأمريكي- في حين بقي العنف مستحكماً بالبلاد، علاوة على نقص العديد من الحاجات الأساسية. وحسب الناشط في مجال المساعدات الإنسانية في بغداد- عبدالكريم: فإن أفغانستان، الدولة الأولى في العالم في إنتاج الأفيون Opium، حيث يُستخرج منه الهرويين- منبع الأشكال المختلفة للمخدرات- تُعتبر المصدر الأساس لتصدير هذه الآفة التي أصبحت متاحة في جميع أنحاء العراق… ماراجونا، كوكايين، مورفين، هيرويين.. وبذلك يتحول العراق إلى أفغانستان جديدة.”
وفي ظروف سهولة الإتجار والحصول على المخدرات، يستطيع المدمن أن يجد ما يناسبه لاستخدامه بأقل من خمسة دولارات. ومن جهة أخرى، يتصف تجار المخدرات بالنشاط، بخاصة في المناطق التي تتواجد فيها المليشيات في غياب الشرطة. تحولت ضواحي في بغداد، مثل مدينة الثورة (الصدر)، علاوي، باب المعظم، والغزالية إلى مراتع hotbeds لبيع وشراء المخدرات.
يرى رسميون بأن العراق أصبح نقطة عبور لتدفق المخدرات القادمة من دول الجوار منذ الغزو/ الاحتلال. ذكر ضابط في إدارة تحقيقات الشرطة: “أغلبية المخدرات تأتي من إيران، لكننا ألقينا القبض كذلك على عناصر قادمة من الأردن وسوريا وبحوزتهم مخدرات… لسوء الصدف، لدينا عناصر فاسدة يسمحون بدخول المخدرات… اعتقلتْ الإدارة العشرات من أعضاء عصابات المخدرات ممن يبيعون مختلف أنواع المخدرات المنتشرة في العراق، بخاصة في بغداد، النجف، كربلاء، البصرة… وفي كل مرة نعتقل أعضاء في عصابة مخدرات، يُجاورهم كذلك مدمنون… وعلى أي حال، فهؤلاء المدمنون هم ضحايا، ولا نستطيع أن نضعهم أيضاً في السجن، كما نفعل مع بائعي المخدرات.”
Iraqis Turn to Drugs, (Afif Sarhan, IOL Correspondent), uruknet.info, November 30, 2008.