أطل شاب وسيم ملتحي برأسه في إحدى مقابلاته الفضائية.. مفضيا ما عنده من كلام .. أعقبه رجل مسئول من دول الجوار .. مدليا بكل معكوس لكلام سابقه ..مفندا طرحه.. خرج الشاب من الأستوديو وعيناه زائغتان .. مطأطئا رأسه خجلا.. يبحث عن بقايا كلماته الضائعة في لجة من عبث عظيم .. صفق المشاهدون على خيبته وظلام فكره .. هناك تململ بصعوبة من أمام التلفاز حاج عائد قبل بلوغه المعبر !.. ما يزال يتحسس جوانبه وظهره ألما .. قبل اندلاع زفيره المتقطع ضحكات .. سبقت نحيبه على قلوب مظلمة. !!
****
انطلقت حافلات تقل رجال ونساء.. كانوا يطمحون في تلبية نداء الرحمن السنوي .. لم يتمكنوا من الوصول إلى الحدود.. فقد انتشرت عشرات من الحواجز على الطرق تفتش عن حقائب سفر.. بدأت تكبيراتهم تزلزل هراواتهم التي لم تبخل ولم تستكين.. فنثرت على أجسادهم قطع من ظلام القلوب وعمى البصائر .. فاقت بحجمها جبل أحد .!!
****
صرخت بهم امرأة قد عزمت الرحيل إلى بيت الله مودعة زيف الدنيا .. افتحوا الطريق فأنى قاصدة البيت العتيق.. زمجروا وتلونت وجوههم .. اقترحوا عليها من قطع القماش الأسود .. أن شيدوا لكم بيتا دائريا وطوفوا من حوله.. فاضت أعين الحجيج بما يشبه الدموع ؟.. كانت قطرات تسيل من مقل أشد من الجمر احمرارا .. ومن احدهم تسربلت ضحكاته الهستيرية .. كانت بحجم ظلام قلوبهم الدامسة المكدسة على نقاط التفتيش .!!.
إلى اللقاء.