في أحدث رد فعل على المصافحة التي جرت بين شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي ورئيس الكيان الصهيوني شيمون بيريز، على هامش مؤتمر حوار الأديان الذي عقد في نيويورك- طالب نائب بالبرلمان المصري بتنحية طنطاوي من مهام منصبه. وتقدم النائب مصطفى بكري ، رئيس مجلس إدارة وتحرير صحيفة الأسبوع القاهرية المستقلة، بطلب إحاطة عاجل للبرلمان المصري أكد فيه أن لقاء طنطاوي بيريز يمثل “إهانة للمسلمين جميعًا وإخلالاً متعمدًا بدور ورسالة الأزهر الشريف”.
وقال بكري في حيثيات طلب الإحاطة الذي تقدم به: “لقد جاء اللقاء بمثابة صدمة للكثيرين حيث مثل أبلغ إساءة للأزهر ودوره وقدسيته في العالم الإسلامي وقد مثل هذا اللقاء تطبيعا واضحا مع العدو الصهيوني من قبل مؤسسة الأزهر وهو أمر يخل بدور الأزهر في قيادة العالم الإسلامي والدعوة نحو القيم الإسلامية الأصيلة”.
وأشار بكري إلى أن شيخ الأزهر تعمد “أن يلتقي العديد من حاخامات اليهود وفي مقدمتهم حاخام إسرائيل الأكبر “لاو” في وقت سابق”.
وطالب بكري في بيانه بتدخل الرئيس المصري محمد حسني مبارك لتنحية شيخ الأزهر عن مهام منصبه وإجباره على ذلك، حيث إن القانون المصري يمنع عزله.
كما طالب النائب المصري رئيس البرلمان المصري فتحي سرور بعرض الأمر فورًا على البرلمان (مجلس الشعب) لخطورته في حضور رئيس مجلس الوزراء أحمد نظيف.
شيخ الأزهر يدعي أن مصافحة “بيريز” عابرة وأنه لم يعرفه:
وكان طنطاوي قد لقي انتقادات واسعة جراء قيامه بمصافحته الرئيس “الإسرائيلي” شيمون بيريز على هامش فعاليات مؤتمر الحوار الدولي الذي عقد بمقر الأمم المتحدة في نيويورك مؤخرا ، وهي الخطوة التي أثارت مشاعر عموم المسلمين، واعتبرتها القوى الإسلامية والوطنية جريمة لا تغتفر.
وفي محاولة منه لتبرير هذه المصافحة قال طنطاوى إن مصافحته للرئيس “الإسرائيلي” كانت “عابرة” وأنه صافحه دون أن يعرفه.
وذكر بيان أصدره مكتب شيخ الأزهر أن المصافحة حدثت دون ترتيب وتمت بشكل تلقائي دون أدني إعداد وفي سياق غير ما وظفت فيه، وأن عددًا كبيرًا من الحاضرين جاءوا لمصافحة شيخ الأزهر، وكان من بينهم شيمون بيريز، وأن شيخ الأزهر قد تفاجأ به أمامه، كما أنه لم يكن لديه سابق معرفة ببيريز، وأن الأمر لم يستغرق مجرد ثوان.
وأخبر شيخ الأزهر “العربية نت”: “هو مافيش غير شيمون بيريز. أؤكد أنني صافحته دون أن أعرفه أو أعرف شكله”.
ولكن كل من شاهد المصافحة أدرك أنها كانت مصافحة حارة بيدي شيخ الأزهر كلتيهما مما يؤكد أنها لم تكن مصافحة عابرة.
شيخ الأزهر: هل عدم مصافحتي لبيريز سيحل القضية الفلسطينية؟
ومستخفًا بمشاعر آلاف الأسر الفلسطينية التي فقدت أبناءها وأحباءها بسبب اعتداءات قوات الاحتلال، ورغم استمرار العدوان والمذابح بحق الشعب الفلسطيني المكلوم، قال طنطاوى: “هل مصافحتي لشيمون بيريز هي التي ستحل القضية الفلسطينية أو تعقدها، وبافتراض أنني كنت أعرفه، هل كفرت بهذه المصافحة”.
واتهم شيخ الأزهر من يقومون بالترويج ونشر صور مصافحته لشيمون بيريز بأنهم “مجموعة من المجانين”، وقال: “من يسعون لعمل ضجة كبيرة على مصافحتي “العابرة” لبيريز، من الأفضل والأولى أن يركزوا على قضية الحجاج الفلسطينيين الذين لايستطيعون الوصول إلى الأراضي المقدسة لأداء فريضة الحج بسبب الخلافات بين الفصائل الفلسطينية التي تحول دون ذلك”.