قلنا لغزة كوني زلزلة تحت أقدامهم ، كوني نارا تحرق أعماقهم ، كوني سفينة للقراصنة والبحر لك والمدى ، لا تتركي اللصوص يمرون بما نهبوا وأنت جائعة .
قلنا لغزة كوني عصا موسى واغرقي كل الفراعنة ، فهم من باعوك ، وهم من أطلق السهام أولا ، كي يستروا عورة العدو ، وكي يدفنوا آخر ما تبقى عندهم من شرف تمثلوا به من كتب السير ، وما كان فيهم.
قلنا لها كوني الحبل الذي يلتف حول أعناقهم .. كوني المطرقة التي تهدم أصنامهم ، وإنتفي لحى أحبارهم ، وإنزلي راياتهم الكاذبة راية .. راية.
قلنا لغزة لا ذنب عليك ، فهي العرب البائدة أستنسخت من جديد ، تقودهم عرب الردة ، فتشت عن كل عدو وعانقته ، فبنوا لهم في كل شِعب دويلة ، ووضعوا لهم على رأس كل دويلة مسيلمة ، ولكل مسيلمة أحبار يحفظون القرآن ويأمرون بما في التلمود ، أعينهم مفتوحة على كل شيء إلا الكفر البواح والشرف المستباح.
قلنا لغزة قايضوا بفلسطين ومن عليها من أجل عروش من قش ، وما تعدلين عندهم سوى إسترخائة في الزمن الضائع ؛ فكوني الحجر الذي يرجم رأس هذه العواصم التي تزني منذ تسعين عام وما أُجهضت ولو لمرة واحدة.
قلنا لغزة يحلمون أن لا تكوني على الخريطة ، يفتشون عن كل المنافذ فيك ليغلقوها ، تحت الأرض وفوقها ؛ حتى لا تتنفسي تماما ، كي يقرعوا الكؤوس من جديد في لحظة إحتضارك.. ما أكفركم!.
لكم دينكم ولغزة دينها ؛ فلم تر منكم يدا تغيّر ولا لسانا يعبّر ، ولا حتى أضعف الأيمان ، قلوب ران عليها ، وضمائر أنتحرت ونخوة أندثرت.. بل رأت أياديكم تمتد إليها لتخنقها .. لتعصرها .. لتسكت صرختها .. وتحاصرها.
لكم دينكم ولغزة دينها ؛ رأت أياديكم لا تمتد إلا لقاتلها ، ترفعه إن سقط ، تضع السيف في يده ، تحنو عليه وتمنحه الأمان ، فالعدو أخو العدو لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره.. فما أحقركم.
لكم دينكم ولغزة دينها ؛ رأت دساتيركم تحكم بما أنزله “بوش” والمراهنون والصرافون والكهنة والمستبيحون..
يقول الحبيب : “ستكون أمراء ستعرفون وتنكرون فمن عرف فقد برء ومن أنكر سلم ولكن من رضي وتابع .. ” إذن كيف بالعملاء ؟ يقول من تسممت لحومهم وتعفنت “أولياء أمر “.. قلت : لكم دينكم ولغزة دينها..
وكَفر بدين غزة من لم ينكركم منذ دخول اللنبي إلى القدس وحتى آخر طفل أسلم الروح في غزة.
لن تضحّ غزة هذا العام ، وما أراد لها أبرهة زيارة البيت ، فتعالوا ولتكن غزة ذبيحتكم هذا الأضحى ، حدّوا مِداكم الصدئة ، وأريحوا الذبيحة .. وأسألوا أهل الذكر ، ويمكنكم أن تغتسلوا بدمها تلك الفاضحة التي أعتدت على راحتكم ، فلكم دينكم ولغزة دينها ، ولكم الدنيا أيضا ولها الآخرة.