حذّر أحد الأطباء من سهولة وخطورة انتقال العدوى خلال رحلات السفر من مكان إلى آخر، حيث يكثر انتشار الجراثيم في الأماكن المغلقة، ولاسيما في الطائرات. وقال الدكتور مارك غيندرو، الذي يقوم بدراسة طبيعة الجراثيم، إن “مستوى خطورة انتقال العدوى يرتفع، عند السفر في الأماكن المغلقة، خاصة خلال فصل الشتاء، الذي يعتبر أكثر الفصول التي تسعى فيها الجراثيم إلى الانتقال لجسم الإنسان.”
وتشير الدراسات إلى أن الطائرات هي أكثر الأماكن عرضة لانتقال الجراثيم بين ركابها، بسبب تراكم الركاب فوق بعضهم في هواء يعتبر محدودا لحد معين.
ويذكر أن امرأة مسافرة من ولاية شيكاغو إلى هنولولو عام 1994، نقلت عدوى مرض السل المقاوم للدواء لستة من الأشخاص المرافقين لها في الرحلة، وذلك حسب دراسة أجرتها مجلة نيو إنجلند الطبية.
وذكرت دراسة أخرى أجرتها نفس المجلة عام 2003، بأن 22 شخصا قد أصيبوا بمرض السارس أو مرض التهاب الرئة الحاد والشديد، الذي تبين لاحقا بأنه انتقل من شخص واحد كان حاملا للمرض دون أن تظهر عليه العوارض.
خمس نصائح يقدمها الدكتور غيندرو للمسافرين:
وينصح الدكتور غيندرو المسافرين بانتقاء مقاعد في مقدمة الطائرة، لأن أنظمة تعقيم الهواء في الطائرات عادة ما تكون في المقدمة، ويفضل الدكتور الدرجة الأولى على السياحية، حيث تكون المقاعد متباعدة إلى حد ما.
ويشير الدكتور إلى وجوب الامتناع عن شرب الشاي والقهوة على متن الطائرة، لأنه وبحسب وكالة الوقاية البيئية، فقد أصدرت نتائج لدراسة أجرتها على المياه المستعملة في صنع الشاي و القهوة على الطائرة فوجدت بأنها ليست نظيفة، حيث لا يتم استعمال مياه معدنية صحية.
وأضاف الدكتور أن المياه المغلية تكون قادرة على قتل البكتيريا والجراثيم، إلا أن المياه في الطائرات تفشل في الوصول إلى الحرارة اللازمة لقتل مسببات المرض.
ووجدت الوكالة أن 2.8 في المائة هي نسبة المياه الملوثة من عينة مأخوذة من 2316 طائرة، وعلى الرغم من أن النسبة تبدو ضئيلة إلا أنها تعني أن 222 عينة وجدت ملوثة.
وينصح الأطباء إلى ضرورة تعقيم الأيدي بشكل مستمر خلال الرحلة، لأنها الأعضاء الأكثر استعمالا خلال السفر.
حيث يعتبر من الضروري تعقيم الأيدي بعد استعمال الحمامات في الطائرة، لأنه وبحسب الدكتور تشارلز غيربا، عالم أحياء في جامعة أريزونا، فإن “حمامات الطائرات هي أكثر الأماكن تلوثا على الإطلاق، حيث يصل عدد الركاب للحمام الواحد إلى حوالي 50 في الرحلات القصيرة، و75 في الرحلات الطويلة.”
كما أن الدكتور غيندرو ينصح الركاب بتعقيم الأيدي مرة أخرى عند الوصول إلى المقاعد، لأن المياه التي تغسل فيها الأيدي كما أشار الدكتور سابقا هي ليست نظيفة بالأساس.
ولكن الدكتور يحذر من أن الطائرات ليست الأماكن الوحيدة التي تنتشر فيها الجراثيم، فهناك العديد من الأشياء المعرضة للتلوث في المطارات.
فيقول الدكتور غيندرو أنه يجب على الناس تعقيم الأيدي بعد استعمال المصاعد والسلالم الكهربائية في المطارات، حيث وجد الباحثين أعداد هائلة من الجراثيم على الأذرع الجانبية للسلم الكهربائي.
وأخيرا ينصح الدكتور غيندرو الناس بتعقيم الأيدي بعد استعمال آلات الصرف الآلي، لأنها معرضة للتلوث من مئات الأشخاص الذين يستعملونها يوميا.