في واحدة من الندوات السياسية والدينية التي عقدت مؤخراً في القاهرة أكد السياسيون والعلماء علي أن الجزيرة العربية وليس فحسب الحرمين الشريفين واقعون في الأسر السعودي منذ مذابح الأب المؤسس عبد العزيز بن سعود ضد الحجازيين والإخوان وتأسيس مملكته علي الدم والنار والحقد وحتى يومنا هذا، وأكدت الأوراق البحثية المقدمة للندوة (أربعة أوراق) والمناقشات التي أعقبتها علي جملة من النتائج والتوصيات الهامة من أبرزها:
أولاً: منذ تأسيس مملكة آل سعود الثالثة (1932/ 2008) والأسرة الحاكمة تستغل وجود الحرمين الشريفين وموسمي الحج والعمرة في إضفاء شرعية علي خيانتهم لقضايا الأمة الإسلامية وفي مقدمتها قضية فلسطين ثم قضايا احتلال العراق وأفغانستان، وأضحت هذه الأماكن المقدسة ليس فحسب أداة اقتصادية مربحة (توفر لآل سعود ما لا يقل عن 30 مليار دولار سنوياً) بل إنها أداة دينية لإضفاء شرعية إسلامية علي ممارساتهم السياسية الخاطئة في حق الأمة، وأداة لإسكات الأصوات المعارضة ضد فساد واستبداد الأسرة الحاكمة وسرقتها لأموال ونفط الشعب الحجازي.
ثانياً: أكد الخبراء والساسة أن آل سعود بسياساته الحالية الممالئة لواشنطن وتل أبيب أهانوا منزلة الحرمين الشريفين ولوثوا قداستها ومن ثم أضحى من الواجب الشرعي والسياسي المطالبة بالتدويل الإسلامي لهذه المقدسات أي تشكيل لجنة دولية من علماء المسلمين المستقلين والمنتمين لكافة المذاهب الإسلامية تكون مهمتها الإشراف علي الحرمين وباقي المقدسات الحجازية وعلي موسمي الحج والعمرة بعيداً عن السطوة السياسية والدينية للأسرة السعودية ولأتباع المذهب الوهابي التكفيري، وطالبوا بأن تمارس هذه اللجنة عملها فوراً وأن يقتصر دور النظام السعودي علي توفير الحماية الأمنية فقط وألا يتدخلوا في الشئون العقائدية والسياسية للحرمين الشريفين وزوارهما، فتلك شئون يختص بها كل المسلمين وليس آل سعود ومذهبهم الوهابي التكفيري فقط!
ثالثاً: أوصى الخبراء والعلماء في الندوة بتوسيع العمل الإعلامي والدعوي الذي يكشف الممارسات السيئة لآل سعود ضد الحرمين الشريفين وضد آثار النبي وآل بيته وصحابته التي دمرها آل سعود واعتبار ذلك جريمة قانونية لا تسقط بالتقادم، وطالبوا برفع دعاوى قضائية دولية بهدف فك أسر الحرمين الشريفين، من القبضة الحديدية الوهابية المتسعودة وإعادتها لحضن الأمة الإسلامية الرحب، خاصة بعد أن ثبت للكافة ممالأة آل سعود للأمريكيين والصهاينة وإشاعتهم الفساد الأخلاقي في الأمة (نموذج فضائيات الوليد بن طلال) والتطرف الديني (فضائيات صالح كامل والإبراهيم وغيرها). وعقدهم صفقات للرشاوى والفساد النفطي (اليمامة نموذجاً) كل ذلك أهان الحرمين ومنزلتهما وأوجب الدعوة لاستقلالهما فوراً بعيداً عن سلطان آل سعود.
* جاء ذلك في الندوة الدينية والسياسية الموسعة التي عقدت بالقاهرة وشارك فيها بالبحث والمناقشة والرأي لفيف من العلماء والساسة منهم (د. فوزي العتيبي معارض سعودي ـ
د. أحمد شوقي الفنجري المفكر الإسلامي المعروف ـ د. أحمد عبد الرحيم السايح أستاذ العقيدة والفلسفة الإسلامية بالأزهر الشريف ـ الشيخ عثمان الأزهري من علماء الأزهر الشريف ـ د. طلال عبد الرحمن أستاذ الحضارة الإسلامية بجامعة القاهرة ـ د. سناء عبد الرحمن أستاذه الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر الشريف ـ أ. فكري عبد المطلب الباحث المتخصص في شئون السعودية ـ أ. أسامة عبد العزيز (حزب التجمع) ـ أ. فاروق العشري المستشار القانوني للمنظمة المصرية لحقوق الإنسان ـ أ. خالد سعيد الكاتب الصحفي والمترجم عن اللغة العبرية ـ أ. أنور عبد الرحيم (حزب العمل) ـ أ. أشرف الشافعي (الحزب الناصري) ـ أ. سيد حسين الصحفي بجريدة الغد) ولفيف من الخبراء والإعلاميين.