قال الرئيس الامريكى جورج بوش فى مقابلة تلفزيونية الاثنين انه “لم يكن مهيئا للحرب” عندما قدم الى البيت الابيض، مشيرا الى ان “اكثر ما يأسف عليه” هو “اخفاق الاستخبارات” الامريكية بشأن العراق. وقال بوش خلال المقابلة التى اجرتها معه شبكة “ايه بى سي” فى برنامج “وورلد نيوز تونايت” وشملت مواضيع متنوعة انه “يأسف” على التدهور الاقتصادي، مشيرا الى انه سيخرج من البيت الابيض فى 20 كانون الثاني/ يناير “مرفوع الرأس”.
وتعرض الرئيس الامريكى لانتقادات شديدة انعكست فى استطلاعات الرأى التى اظهرت تراجعا قياسيا فى مستوى شعبيته، بعد تأخر الحكومة فى معالجة عواقب الاعصار كاترينا وما خلفه من دمار ومآس عام 2005 وبشأن الحربين فى العراق وافغانستان والازمة المالية العالمية الان.
وقال بوش قبل خمسين يوما على تولى الرئيس المنتخب باراك اوباما رسميا مهام الرئاسة ان “اكثر من آسف عليه فى عهدى هو اخفاق الاستخبارات فى العراق”.
لكنه رفض ان يوضح ما اذا كان ليأمر بالاجتياح فى اذار/ مارس 2003 لو كان على يقين بان صدام حسين لم يكن يملك اسلحة دمار شامل، مكتفيا بالقول “انه سؤال مثير للاهتمام”.
وقال بوش “انه استرجاع للوقائع لا يمكننى القيام به. من الصعب على اطلاق تكهنات”، وذلك بعدما اعلن الاسبوع الماضى ان اطاحة صدام حسين كانت “القرار الصائب فى حينه، وهو القرار الصائب اليوم”.
وقتل اكثر من 4200 عسكرى امريكى فى العراق منذ ان اطلق بوش الحرب فى هذا البلد بعد حملة اعلامية ودبلوماسية استمرت اشهر وتمحورت حول اتهام النظام العراقى بامتلاك مخزون من اسلحة الدمار الشامل، قبل ان يتبين فيما بعد ان هذا غير صحيح.
وقال بوش فى المقابلة ان “العديد من الاشخاص جازفوا بسمعتهم وقالوا ان اسلحة الدمار الشامل تشكل سببا يدعو الى اطاحة صدام حسين، وليس فقط اشخاصا فى ادارتي”.
وسئل عن اعظم انجاز حققه فرد “الاقرار باننا فى حرب ضد دول مارقة ايديولودجيا والحفاظ على امن امريكا”.
وسئل عن الامر الذى كان اقل استعدادا له حين تولى مهامه فى كانون الثاني/ يناير 2001 فرد “اعتقد اننى لم اكن مهيئا للحرب. بكلام آخر، لم اخض حملتى وانا اقول: ارجو منكم ان تصوتوا لي، ساكون قادرا على التعاطى مع هجوم”.
وتابع “بكلام اخر، لم اتوقع حربا. من خصائص الرئاسة المعاصرة ان ما هو غير متوقع يحصل”.
واذا كانت ادارة بوش وافقت اخيرا على وضع جدول زمنى للانسحاب من العراق، فان الرئيس الامريكى رفض لسنوات تحديد مهلة للانسحاب.
وقال معلقا على هذا الرفض انه كان “سيشكل ضربة لمبدأ انكم حين تضعون حياة شبان فى خطر، فانكم تخوضون الامر بنية الانتصار”.
وردا على سؤال عن الازمة الاقتصادية العالمية، قال “آسف بالطبع لحصول ذلك”، لكنه رفض اى محاولة لالقاء اللوم على ادارته واتهامها بالتقاعس فى وجه المشكلات المتزايدة.
وقال “اننى الرئيس خلال هذه المرحلة، لكننى اعتقد انه بعدما يدون تاريخ هذه الفترة، فسيدرك الناس ان العديد من القرارات التى اتخذت فى وول ستريت اتخذت على مدى عقد من الزمن او ما يقارب ذلك”.
ووصف بوش الوقت الذى قضاه فى البيت الابيض بانه كان “مصدر فرح” ولو ان “الرئيس فى نهاية المطاف يحمل فى روحه الكثير من آلام الناس خلال رئاسته”.
واوضح “لا اجد فرحا فى سقوط ارواح بشرية، ولا اجد فرحا حين يفقد احد ما عمله، بل ان ذلك يقلقنى لكن فكرة ان اكون قادرا على خدمة وطن احبه كانت مصدر فرح”.
وسئل عما سيقوله الامريكيون عنه على حد اعتقاده حين تنتهى ولايته فقال بوش “آمل ان يشعروا بان هذا الرجل الذى قدم لم يبع نفسه من اجل السياسة واضطر لاتخاذ قرارات صعبة وقام بذلك استنادا الى مبادئ”.
وختم “اترك الرئاسة مرفوع الرأس”.