سيادة العماد .. أيها المقاوم
أهلا بك في وطنك الأوّل
و سوريّا هي الوطن الأوّل لكل اللبنانيين …. قبل أن تلعب اتفاقيّة ( سايكس – بيكو ) لعبتها فتقسم بلاد الشام الى مناطق خضراء ، و زرقاء ، و حمراء .. ومن سوريا هاجر أيضا ( مار مارون ) ليؤسس لكنيسته … و على الحدود المصطنعة يعيش اناس نصف هنا ، و نصف هنا … وكلّهم واحد .. عمق حضاريّ ، و شراكة من الدم و النسب تضرب عميقا في التاريخ .
و سوريا تستقبلك اليوم يا ” سيادة العماد ” كما تستقبل الزعماء ..لأنّك زعيم بالمطلق .. لم تقدّم قهوة التشريفات لمن كان يسكن ” عنجر ” ، و لم تذهب بالسرّ إلى دمشق لتقف على باب مسؤول .. ولم تبكي أمام ضابط مخابرات من أجل أن تصبح نائبا ، و لم تتاجر بدم الضحايا .. و لم تقبض أثمان الجثث ….
فأهلا بك في وطنك الأوّل .. لأنّك عروبيّ بامتياز .. فهمت معنى أن يكون الهلال رحما للعروبة ، و أن يكون الصليب مساحة لروحها .. فلم تجعل هذا الهلال وعاءا لآثام السياسة ، و العمالة للغير ، والمشاريع التي تفدرل لبنان كما أنّك لم تعاقف هذا الصليب نازيّا .. فتكوّن ميليشيات القتل .. و تعقد حلفا مع اسرائيل .
و أهلا بك في وطنك الأوّل .. لأنّك وطني بامتياز .. فهمت بعدك الطائفي .. كما فهمت بعد لبنان بجميع طوائفه .. فعقدت اتفاقك مع حزب الله .. و تقاربت مع الوطنيين ، و الغيورين على مصلحة لبنان ، و كشفت المستور .. و حاربت الفساد ثم وضعت خطط النهوض التي لم يفهمها زعماء العصابات ، و الميليشيات .. الذين تمت برمجتهم على لعق حذاء ضباط الأمن ، و المسؤلين السوريين ، أو تبرير خطايا ، و آثام الحريري ، و من وراءه مخططات آل سعود .
و أهلا بك في وطنك الأوّل .. لأنّك سياسيّ بامتياز .. فهمت السياسة .. فكنت خصما شريفا .. حاربت لإخراج سوريا من لبنان ، و دفعت من عمرك منفى ، و اغتراب .. و حينما انسحبت من لبنان .. لم تشارك في حملة العداء ، و التخوين ضدّها ، و طالبت بعلاقات نديّة .. و ذهب الآخرون ممن تنعموا بحمايتها ، و أكلوا من فساد المسؤلين عن لبنان فيها إلى عض يدها ، و تجريمها ، و اتهامها باغتيالات أبنائها .. و نافقت ، و تكاذبت ، و شاركت ، و تصهينت ، و تأمركت و تسعودت ، و ظللت أنت لبنانيّا حتى النخاع .
يا سيادة العماد .. عصابة الـ 14 مغتاظون .. لقد استفادوا من وجود سوريا لثلاثين عاما ، و استفادوا من خروج سوريا لثلاثة أعوام .. ثم انكشفوا .. الأمّعات .. الميليشياويين .. التافهون .. قتلة الأطفال .. النازيّون .. المتآمرون على وحدة لبنان .. الطاعنون لمقاومتها من الخلف .. طالبوا الكراسي ، و المناصب .. من باعوا دماء ابنائهم لقتلتهم حين تضررت مصالحهم السياسيّة ، و من باعوا دماء أبائهم لمن أرضعهم حين التبس عليهم ازدواج جنسيتهم ..
يا سيادة العماد .. في الأمانة العامة لعصابة الـ 14 من قدّم القهوة لمسئولي عنجر ، و فيها من قدم المعلومات عن لبنانيين ليصبحوا هدفا للطائرات الإسرائيلية ، و فيها من تخابر مع دولة اجنبيّة ، و فيها من دعى لفيدراليّة لبنان ، و فيها من انقلب على شيوعيته ، و توظف برتبة كلب على باب قريطم .. فلا تجعل نباحهم يفت في عزيمتك .. و لا تجعل كلبهم الانتخابي يؤثر على قراراتك .
يا سيادة العماد .. انك ذاهب إلى سوريّا من اجل أن تصنع المستقبل .. فلا تقع في فخ الماضي .. لأنّ الماضي لا يحكم المستقبل إلاّ إذا كان صانعوه فاشلون .
يا سيادة العماد .. ليتني كنت في باب توما .. لأحملك على أكتافي .. و اهتف : يحيا الجنرال المقاوم .. يحيا سيّد البرتقالي يحيا ميشال عون .