إبراهيم حسّون
تسلقت طريق أحد بؤساء الدروب
أعاقره أطراف الحياة
أنادمه صلاة المتعبين
قٌبيل الغروب
حاملاً له مكسرات الخيبة
وتبغ الهاربين من عفن الأقبية
نشمّسها على أسطحة القادم
ونسكر حتى لا يأتي الأعظم
فهو يفلح درباً يدّعي , جديدة
وأنا أفلسف له ادعاءه
وأجمع له لهاث عدّائي الخبز
وقيّومي طواحين الهواء
ونحيب معلقات فحول المبادئ
الذين اختصروا وفتحوا دكاكينهم
على يسار قلب الامبريالية
أبطىء وأسرع , كالغريق
على إيقاع أحلامي المستحيلة
غيمت , فأمطرت غيثاً
حجب عني الوجود
واستغرقت في أحلام
وردية
حلمت …
إن لي زوجة تنتظرني
تبتسم ..تفرح ..
تنشغل بعودتي بالسلامة
تفرش ما صنعت مما لذَّ وطاب
تتأبطني نشرب الشاي
في شرفة منزلنا الجميلة
تودع القمر… غداً أراك بخير
تنفرش فوق سريري
تمسح شعري ..تطوقني
تضاجعني بلهفة ..
وتنام ممتَّنةً .
وحلمت …
لدي ثلاث قمصان
وبنطالان وطقم أنيق
للمناسبات الرسمية
وإن لي بيت …
فيه غرفة للمكتبة
وغرفة نوم لي وغرفة لأطفالي
وغرفة استقبال …
أرحب فيها بالأدباء المشردين
الذين يطمروهم .. ليكتشفوهم
بعد أن يموتوا بداء الغصّ والعصّ
والكفاح لتحرير البشرية
والفلاحين الذين خلقهم الله
ليفلح عليهم إلى يوم الدين
والعمال الذين أطلقهم ماركس
لتنتقم منهم نكاية فيه البشرية
وفيه حمام و حنفيا ت وماء ساخن
وفيه مغسلة فوقها مرآة فوقها مصباح
أحلق أمامها ذقني تزينها حنفية
وحلمت …
أنني اشتريت لأمي منديل حرير
ألفتْ له موسوعة من العتابا
ورثني الوالد حلم عروسته
قبل أن يغادر فراش الموت
إلى جهة مجهولة
ها …كاد وجه أمي يلفني بالشكر
عندما صفعني أحد المناضلين
بنشيد أممية الخبر اليابس والأخضر
-أواني – بقايا – بلاستكية ومعدنية
شهادات – كتب ثورية – اجتماعية
سياسية – أدبية – ديمقراطية شعبية
نلم كل شيء عدا الهياكل البشرية