التعاون النووي مع سورية واجب لا يستثنى منه أحد
بقلم : زياد ابوشاويش
بعد إعلان الاتحاد الأوروبي رفضه التعاون مع سورية العربية في مجال الطاقة النووية السلمية صرح السيد محمد البرادعي بأن هذا الموقف يخالف القانون والشرعية الدولية وأن أوروبا لا تملك الحق في الامتناع عن التعاون وتقديم العون لسورية في هذا المجال.
وبغض النظر عن خلفية هذا الموقف الغريب من هذه الدول فإن استنتاجاً يشمل إرضاء الدولة العبرية كسبب رئيسي له يقترب من الصواب إلى حد بعيد، فبرغم الموقف الإيجابي من بعض الدول الأوروبية تجاه سورية والانفتاح الكبير عليها والتعاون المثمر والبناء الذي تؤمنه هذه العلاقات الجديدة إلا أن التوازن والعدالة في النظر إلى مشاكل المنطقة وخاصة فيما يتعلق بأمن إسرائيل وطلباتها بالخصوص ما زالت غائبة في الموقف الأوروبي، ولا تزال المعايير المزدوجة قائمة في هذه السياسة بالتحديد كما النظرة الخاطئة لميزان القوى في المنطقة وتحبيذ التفوق الاسرائيلي المطلق على كل الوطن العربي، وبالتالي فإن إعلان وقف تقديم المساعدة لسورية في مجال الطاقة النووية السلمية يصب في هذا الاطار ولا يخرج عنه، وليست الذرائع التي أعلنت سوى الستار الدخاني لانحياز هذه الدول لاسرائيل ومنطقها الأعوج في مقاربة الأوضاع في هذه المنطقة من العالم.
إن سورية تستطيع أن تحصل على ما تريد من المساعدة التقنية في هذا الميدان من العديد من دول متقدمة صديقة وليس بالضرورة أن تكون هذه الدول ممن يدعم الكيان الصهيوني بلا حدود أو ممن ينظر للمسألة من العين الاسرائيلية بل يمكن الحصول عليها من الدول الصديقة والحليفة كروسيا وكوريا والهند والصين وغيرها إن احتاج الأمر لذلك، وربما يكون بمقدور سوريا بدون ذلك تطوير قدراتها على هذا الصعيد بالاعتماد على علمائها وفنييها كما فعل العراق سابقاً وكما تحاول مصر حالياً.
إن منع أي دولة عربية من امتلاك تقنية الطاقة البديلة للنفط وتحديداً الطاقة الذرية أصبح من الماضي وليس بمقدور أي دولة أن تفعل ذلك وخاصة تجاه دولة وقعت على اتفاقية منع الانتشار النووي وتلتزم القانون والشرعية الدولية كسورية، ومن هنا فإن الفرقعة الاعلامية التي نجمت عن الاعلان الأوروبي لا تعدو كونها زوبعة في فنجان لأن سورية في الحقيقة لم تطلب المساعدة من أوروبا على هذا الصعيد، وهي على الأرجح لن تطلبها بعد هذا الموقف المريب رغم أن القانون يلزم هؤلاء بالتعاون مع سورية وتقديم المساعدة الفنية لها، وليس لها أن ترفض إن طلبت سورية حسب ما قاله السيد البرادعي رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
زياد ابوشاويش