رفض المخرج خالد الحجر اتهامه بتشويه سمعة فتيات مصر من خلال فيلمه الأخير “قبلات مسروقة” الذي أثار جدلا واسعا في الوسط الفني منذ عرضه بمهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي في دورته الأخيرة. وقال الحجر إن “الفيلم ينقل الواقع، وقدم نماذج للشباب الذي يعاني من أزمات البطالة والجنس، وقدم أيضا نموذج الفتاة المحجبة الملتزمة بالصلاة، وليس هناك أية إساءة لبنات مصر، إضافة إلى أنه عندما تقدم نموذجاً موجوداً بالفعل للبنات المصريات، فليس معنى ذلك أننا نسيء لكل بنات مصر، وخصوصا أن الفيلم به نماذج مشرفة مثل الفتاة التي رفضت بيع نفسها”.
واعتبر الهجوم الذي يتعرض له بسبب جرأة أفكاره سيساهم في تخريج جيل جديد من المخرجين، مرتعشا وخائفا. وأستطيع القول أن أفلام الستينات والسبعينات كانت أكثر جرأه من اليوم، وأفلام السوق الآن لا تقول شيئا.
ودافع الحجر عن المشهد الذي احتواه الفيلم لطالبة جامعيه تبيع جسدها ويعاونها سائق تاكسي، وقال إنها حالة من بين الحالات، وهى لا تخص مصر وحدها، بل هي موجودة من قدم التاريخ البشري وتمتلئ بها عواصم المدن في أرجاء المعمورة وليس مصر وحدها، مشيرا إلى أن الفتاة تعرضت في الفيلم لعقاب قاس؛ حيث قامت بحرق نفسها؛ لأنها لا تطيق جسدها الذي تم انتهاكه من أجل حفنة من المال.
ونفى المخرج المصري أن يكون الهدف من فيلمه الترويج للجنس بين الشباب والفتيات، موضحا أن أبطال الفيلم تعرضوا لعقوبات قاسية في الأحداث مثل الفتاه التي اغتصبت شابا مخمورا وقامت بتصويره لبيع الفيلم، فقد انتهت الأحداث بقتلها، بينما حصل الشاب على سنة سجنا.
مقص الرقيب
وأقر خالد الحجر بتعرض فيلم “قبلات مسروقة” لحذف بعض المشاهد من جانب الرقابة، وقال”كنت أتمنى أن تعرض النسخه كاملة وألا تحذف المشاهد التي حذفت، وكنت أتمنى أن يضعوا عليه لافتة للكبار فقط”، معربا عن أمله في أن تبتعد الرقابة تماما وتتركنا وشأننا، لأننا نقدم تجربة لهذا الجيل الذي يرى العالم بمعايير مختلفة.
وبشأن ما تردد حول حصول فيلم “قبلات مسروقة” على جائزة بمهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي يرجع لكون الجهة المنتجة هى جهاز السينما الذي يترأسه ممدوح الليثي، وهو نفسه يتولى رئيس جمعية كتاب ونقاد السينما، الجهة المنظمة للمهرجان، قال الحجر انه في المهرجانات الدولية تكون هناك لجان تحكيم من مختلف بلدان العالم، ولا أعتقد أن أحدا من الأعضاء سيضحي بتاريخه لمجاملة فرد قد لا يراه مرة ثانيه، ولكن من يرى العمل يخرج بمجموعه من الفنانين الجديرين بالجوائز التي حصلوا عليها.
لا للتطبيع
ورفض المخرج المصري بشدة اتهامه بالترويج للتطبيع من خلال فيلم “حاجز بيننا” الذي أخرجه، ويتناول قصة حب بين مصري وفتاة يهودية، وقال: إنه من اسم الفيلم تدرك أن هناك حاجزا والعلاقه لم تكتمل، وأنا ضد أى كيان يغتصب أرض ويشرد أبرياء وعلى طول الخط هناك حاجز كبير بيني وبين الكيان الإسرائيلي.
وردا على سؤال حول عمله السينمائي المقبل، قال الحجر: إنه فيلم يحمل اسم “حلم ليلى”، وقد انتهيت من كتابته وحاليا نجهز لفريق العمل وليلى علوي ويسرا وشادي خلف هم الأبطال، وهناك أيضا فيلم “الشوق”، سيناريو سيد رجب، وتم ترشيح هند صبرى ومنه شلبي وسوسن بدر وأحمد عزمي لبطولته، وهذا العمل إنتاج مشترك بين مصر وفرنسا.
كان المخرج خالد الحجر قد أعرب -في حواره لمجلة “شاشتي” الصادرة هذا الأسبوع عن سعادته بتشبيه “قبلات مسروقة” بفيلم “إحنا التلامذة” للمخرج صلاح أبو سيف قائلا “ليس عيباً أن أقدم فيلما يناقش قضايا الشباب، فمنذ عرض “إحنا التلامذة” في الستينيات من القرن الماضي لم يتطرق فيلم لمشاكل الشباب سوى “قبلات مسروقة”، ولكن في النهاية كادراتي لا تتشابه مع “إحنا التلامذة” كما أن وظيفتي تتطلب ألا أدفن رأسي في الرمال، ولكن يجب أن أقدم مشكلات الشباب بمنتهى الجرأة.
المؤلف لم يتبرأ
وحول زيادة جرعة القبلات في الفيلم، ما دفع مؤلفه أحمد صالح إلى التبرء منه قال: إن “هذ
ا الكلام غير صحيح، وكل التعديلات التي أجريت على السيناريو عرضتها على أحمد صالح الذي قال لي بالحرف الواحد: مبروك. وأنا لا أعلم الأسباب التي جعلته يتبرأ من السيناريو، وليس صحيحا أنه تبرأ منه. أما عن المشاهد الجنسية والقبلات، فأنا أرى أنها عادية جدًّا وليست كثيرة، فالقبلات لا تتجاوز 105 قبلة، وهو رقم عادي جدًّا لأن محور الفيلم هو القبلات المسروقة”.
ا الكلام غير صحيح، وكل التعديلات التي أجريت على السيناريو عرضتها على أحمد صالح الذي قال لي بالحرف الواحد: مبروك. وأنا لا أعلم الأسباب التي جعلته يتبرأ من السيناريو، وليس صحيحا أنه تبرأ منه. أما عن المشاهد الجنسية والقبلات، فأنا أرى أنها عادية جدًّا وليست كثيرة، فالقبلات لا تتجاوز 105 قبلة، وهو رقم عادي جدًّا لأن محور الفيلم هو القبلات المسروقة”.
ونفى الحجر ما تردد حول تبرؤ الممثلة الشابة راندا البحيري من الفيلم قائلا “راندا” قدمت في “قبلات مسروقة” دور عمرها مثل باقي الفنانين الذين حصدوا جوائز التمثيل في مهرجان الإسكندرية، وكل ما نشر على لسانها غير صحيح”.