د. فايز أبو شمالة
يأسف، ويستنكر السيد “حكم بلعاوي” بلسان اللجنة المركزية لحركة فتح مشاركة الأخ “فاروق القدومي”، والأخ “هاني الحسن” في مؤتمر حق العودة الذي عقد في دمشق، هذا الأسف والاستنكار غير المقبول من أي عربي فلسطيني يعتبر نفسه جزءاً من الصراع، وجزءاً من وجع اللجوء، وجزءاً من حق العودة، فكيف لو كان المستنكر في الموقع القيادي مثل السيد حكم بلعاوي، الذي يجب ألا يكون حكماً في الصراع مع الدولة العبرية، لأنه طرف مقابل تماماً للعدو، ولا يمكن أن يكون قيادياً فلسطينياً إلا إذا كان على خط المواجهة الأول ضد مصالح الدولة العبرية، وفي صف الشعب المتمسك بحق العودة، فالاستنكار، والأسف مقبولان، حين يصدرا عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي “أهود أولمرت”، وحين يصدرا عن رئيس الشباك الإسرائيلي “يوفال ديسكن”، هؤلاء المتضررون الإسرائيليون من حقهم رفض مقررات مؤتمر العودة، ومن واجبهم محاربته بكل قوة، لأن مثل هكذا مؤتمر يحرج الدولة العبرية، ويجرح الستر الذي يغطي عورتها، ويفضح زمن القرصنة التي استولى فيه اليهود على وطن الفلسطينيين، بخدعة، وخيانة، ويضع العالم أمام مسئوليته الإنسانية، ويضع العرب أمام واجبهم، ويعلن تمسك الفلسطيني بحقه مهما طال الزمن، وتشعب المتآمرون.
لقد مثل مؤتمر حق العودة إعلان بقاء، وحضور من كل أصحاب الحق الذي سعى البعض إلى نسيانهم، وتغييبهم، والقفز عنهم، ومن ضمنهم السيد “هاني الحسن”، و”فاروق القدومي”، وآلاف المشاركين في مؤتمر حق العودة، وملايين الفلسطينيين في الضفة الغربية، وقطاع غزة، والشتات، الذي تابعوا المؤتمر، وعادوا معه إلى الخريطة السياسية الفلسطينية، ليعلنوا ثباتهم على عهدهم، وقسمهم الذي تعاقدوا عليه مع الشهيد ياسر عرفات لحظة انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة، بعدم التفريط بشبر من أرض فلسطين.
كان مقبولاً الاستنكار، والأسف يا سيد “حكم بلعاوي”، لو صدر عن مدير مكتبكم السابق في تونس الجاسوس “عدنان ياسين” الذي تم التحقيق معه بتهمة الخيانة العظمى، وكما ذكر لي شخصياً تفاصيل خيانته اللواء “مجيد الأغا” عضو المجلس التشريعي الفلسطيني، الذي كلف مع آخرين من قبل الرئيس أبو عمار للتحقيق مع أخطر شبكة تجسس عملت لصالح المخابرات الإسرائيلية، وسهلت لإسرائيل تصفية المقاتلين قبل انطلاقهم للعمل الفدائي، وسهلت للمخابرات الإسرائيلية مهمة اغتيال الشهيد خليل الوزير، أمثال “عدنان ياسين” لو استنكر، وآسف للمشاركة في مؤتمر حق العودة الذي عقد في دمشق، لكان منطقياً، وكان مقبولاً، ولكان منسجماً مع دوره الذي يقوم فيه، وقناعاته السياسية.