احذروا من أمثال محلم بن جثامة بينكم!
تجنبوا مصير النظام البعثي العراقي والدولة العثمانية!
العدل ثم العدل ثم العدل!
نداء موجه من:سري سمور-جنين-فلسطين المحتلة
الإخوة في قيادة شرطة قطاع غزة ومن يهمه الأمر في حركة حماس هناك…
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:-
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقَيراً فَاللّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً }النساء135
منذ مدة وأنا أود الكتابة بشكل مفتوح لكم عن وقائع حصلت وتحصل عندكم في قطاع غزة،ولكن يمنعني ضيق الوقت ،ومخافة التفسير الخاطئ ،علما بأنني كنت قد وجهت لكم رسالة مفتوحة قبل نحو عام في تشرين ثاني/نوفمبر 2007 نشرت في العديد من المواقع تحت عنوان:« إلى حكومة وشرطة غزة : ليس بالرصاص تعالج الأمور بين الإخوة! » وذلك عقب الأحداث المؤسفة خلال الاحتفال بذكرى الرئيس عرفات،وظننت أن تلك الحادثة ستكون إقفالا للحوادث المؤسفة في قطاع غزة ،ولكن الحوادث تكررت واستمرت ،وأذكّركم هنا بما كتبه البروفسور عبد الستار قاسم وتحدث بوضوح عن بعض القضايا والحوادث التي لا يمكن السكوت عليها ،فتحت عنوان:« استفسارات من حماس » كتب قاسم في نيسان/أبريل من العام الجاري 2008 متسائلا عن عدة قضايا وهي:-
أ- قضية السيد إبراهيم أبو النجا؛
ب- قضية المغدور رامي عياد؛
ت- قضية الكاتب في جريدة الحياة؛
ث- قضية إحراق المدرسة الأمريكية؛
ج- قضية إحراق مبنى جمعية الشبان المسيحيين؛
ح- قضية سامي خطاب.
وأضاف البروفسور قاسم:« الأمثلة كثيرة وهي تصلنا باستمرار. تنفي حماس أي علاقة لها بالاعتداء على مواطنين وعلى مؤسسات، لكنها لم تقدم أناساً للمحاكمة حتى الآن. هل فعلاً لم تستطع حماس حتى الآن القبض على أحد من المعتدين؟ وإذا كانت الإجابة بـ نعم ، فإن الترتيب الأمني الداخلي القائم الآن في غزة فاشل ويجب إعادة ترتيبه. إذا فشل مسؤول الأمن فيجب إقالته مع إمكانية تقديمه للمحاكمة.
حماس هي المسؤولة عن توفير الأمن للجميع، وأي فشل أمني يحصل فإنه من مسؤوليتها حتى لو كان المعتدي من خارج صفوفها.»
طبعا لا يمكن التشكيك بمواقف الرجل المتعاطفة معكم بشكل عام والتي بسببها دفع وما زال ثمنا ليس بالقليل.
وأضيف أنه بعد مقال البروفسور عبد الستار قاسم بمدة(شهر آب/أغسطس 2008) تعرّض الأخ «مازن حسين» للخطف والتعذيب البشع،والأخ مازن من مبعدي كنيسة المهد وهو من قرية «تعنك» وهي قرية صغيرة غرب مدينة جنين ،وسبق أن حذركم الدكتور إبراهيم حمامي من هذه الممارسات وأنا أكرر طرح البروفسور قاسم بأنكم الجهة المسئولة عن أمن كل فرد في قطاع غزة مهما كان انتماؤه لا سيما وأنكم باستمرار تتباهون بتحقيق الأمن وجلب الأمان لأهالي القطاع،فلا يكفي نفي المسئولية عن هذه الحوادث ،والإعلان عن فتح تحقيق ،لنرى أن حوادث جديدة مؤلمة وقعت ويتكرر ذات السيناريو(النفي وفتح تحقيق…)!
هناك مشكلة لديكم ،والاعتراف بوجود المشكلة هو بداية معالجتها ،ولكن وقبل أن أخوض أكثر في الموضوع لا بد من توضيح،أو رد على حجة قد تسمع من طرفكم أو من طرف من يستهين بما ذكرت.
وضع الضفة الغربية
قد يقول قائل منكم أو من سواكم بأنه يجري تضخيم وإبراز أي حادث في غزة،بينما يتم تجاهل ما يحدث في الضفة الغربية،علما بأن الضفة ترتكب فيها الأجهزة الأمنية انتهاكات عدة؛وجوابي على ذلك بأن وضع الضفة الغربية سيىء للغاية ؛فالاحتلال كل ليلة يقتحم المدن والقرى والمخيمات ويعتقل من 8 إلى 30 مواطنا كل ليلة،والاستيطان تضاعف وتهويد القدس لم يسبق له مثيل،هذا في الوقت الذي تختفي فيه أجهزة أمن السلطة من الشوارع عند اقتحام جيش الاحتلال للمدن وحسبكم ما كتبه النائب عيسى قراقع وهو من حركة فتح عن هذه الظاهرة،كما أن هناك تراجعا كبيرا في الحريات العامة،لا تشمل فقط حركة حماس التي تعاني الكثير من التضييق والقمع هنا في الضفة الغربية ،بل تطال حتى حركات وقوى أخرى مثل حزب التحرير على سبيل المثال الذي يمنع من تنظيم التجمعات بل حتى الندوات الاقتصادية عوضا عن السياسية،وأزيدكم من الشعر بيتا بأنه أنا شخصيا لي خال أي أخ للسيدة الفاضلة والدتي هو «عبد الجبار خليل خباص» من قرية جلقموس شرق مدينة جنين ،معتقل منذ حوالي شهر لدى جهاز الأمن الوقائي علما بأن خالي هو أسير محرر شارك في معركة مخيم جنين في نيسان/أبريل 2002 وأصيب بجروح متوسطة وقضى حوالي 5 سنوات ونصف في سجون الاحتلال وتوفيت والدته وأخوه الأكبر وهو معتقل وبعد الإفراج عنه العام الماضي في أيلول/سبتمبر 2007 اعتقل لدى جهاز الاستخبارات العسكرية لمدة 65 يوما وبعد خروجه بمدة فصل من وظيفته في قوات الأمن الوطني،والآن هو يقبع في مقر الوقائي،وقد تم الحديث بشأنه مع المحافظ والنائب عن حركة فتح«شامي الشامي» والنائبة عن الجبهة الشعبية «خالدة جرار» لم يطلق سراحه حتى كتابة هذه السطور،وأنا ألاحظ أن أي حدث في قطاع غزة يأخذ صدى أكثر من حدث مشابه هنا في الضفة الغربية لدى وسائل الإعلام ولدى منظمات حقوق الإنسان لأسباب عدة ،ولكن هذا لا يعفيكم من مسئولياتكم ولا يمكن بأي حال تبرير ممارسات خاطئة هنا بممارسات خاطئة هناك أو العكس وذلك للأسباب التالية:-
1) شرعا لا يجوز بتاتا ،خاصة إذا تعلق الأمر بأناس أو مؤسسات لا صلة لها بفتح أو حماس،على قاعدة: لا تزر وازرة وزر أخرى.
2) عليكم أن تعلموا أن شعبية السلطة بسبب ممارسات الأجهزة الأمنية هنا تراجعت بشكل كبير،وبشهادة عناصر وكوادر من حركة فتح،فحتى أحد أعضاء المجلس الثوري أقر أمامي بأن شعبية حماس تتزايد هنا بسبب ما تتعرض له من قمع على يد أجهزة أمن السلطة،وهذا قد ينسحب عليكم،لأن وعي الناس كبير،فشعبنا رغم كل شيء ليس مغفلا،بل إن عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الأستاذ خالد منصور(مخيم الفارعة) روى في إحدى مقالاته أنه كان يركب سيارة عمومي فتعرض لنقد ساخر بأنكم،والكلام وجه من بعض الركاب له،تقيمون الدنيا إذا وقع حادث في غزة بينما تلتزمون الصمت تجاه كل ما يحدث هنا في الضفة… فالشعب واع لما يراه ولا يمكن أن تنطلي عليه أي قصة،بل أنا شخصيا شهدت جدالا ساخرا لأناس لا يمتّون لحماس بصلة يقول أحدهم للآخر:لو أن قطة دهستها
سيارة في غزة لاتهموا حماس بأنها تقف خلف الحادث،فرد عليه الآخر:سيقولون بأن القطة لفتحاوي وداسها جيب تابع للتنفيذية أو القسام!…الناس يراقبون ولو كانوا يحبذون الصمت ،ومثلا تلفزيون فلسطين ليس له شعبية حتى عند العديد من عناصر فتح،فلم تصرّون على خسارة تعاطف الناس معكم بممارسات أنتم مسئولون عنها بطريقة مباشرة أو غير مباشرة؟
3) برغم كل شيء فإن الحوادث التي أزهقت فيها الأرواح وسفكت خلالها الدماء في الضفة الغربية تظل أقل بكثير مما يجري عندكم في غزة،عوضا عن كون بعض الأحداث لها نوع من الرمزية،فالمبعد من جزء من وطنه إلى جزء آخر يجب أن يظل معززا مكرما،وإذا ارتكب مخالفة يحال للقضاء،وإذا اعتدي عليه بالتكسير والتهشيم،مثلما حصل للمبعد مازن حسين،يجب أن تصلوا للفاعلين وتعاقبوهم ،وهذا مع الأسف لم يحصل،فإذا لم تصلوا إليهم فإن عدد الحوادث كبير بحيث يحق لي ولغيري وضع علامة استفهام كبيرة حول ما تعلنون عنه من استتباب للأمن،وإذا كنتم تتسترون على مرتكبي الجرائم فهذه مصيبة وطامة كبرى ،سواء أكانوا من عناصركم أو من جهات أخرى…وأذكركم بأنكم مسئولون أمام الله أولا وأمام شعبكم ثانيا تجاه هذه الحوادث.
احذروا من أمثال محلم بن جثامة!
تكرار الحوادث المؤسفة والدامية والمخزية يدفعني لتحذيركم من وجود أمثال «محلم بن جثامة» في صفوفكم ،فمحلم هذا كما جاء في كتب أصحاب السير كابن اسحاق وغيره ،ارتكب فعلا شنيعا ،فقد خرج محلم في سرية بعثها الرسول صلى الله عليه وسلم فلقوا رجلا يقال له عامر بن الأضبط الأشجعي فحياهم بتحية الإسلام إلا أن محلما لعداوة كانت بينه وبين عامر في الجاهلية حمل عليه فقتله وسلب متاعه، فجاء محلم فجلس بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ليستغفر له فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمنته ثم قتلته وقال (لا غفر الله لك) فقام محلم وهو يتلقى دموعه ببرديه وفي رواية الحسن البصري يقول: فوالله ما مكث محلم إلا سبعة حتى مات فدفنوه فلفظته الأرض ثم دفنوه فلفظته الأرض ثم دفنوه فلفظته الأرض فجاءوا النبي صلى الله عليه وسلم فذكروا ذلك له فقال: إن الأرض تقبل من هو شر من صاحبكم ولكن الله أراد أن يعظكم من حرمتكم، ثم طرحوه بين صدفي جبل فرضموا عليه الحجارة فنزلت الآية {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَتَبَيَّنُواْ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِندَ اللّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُواْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً }النساء94
حدث هذا في خير زمان على هذه الأرض،زمن محمد بن عبد الله،صلوات الله وسلامه عليه،فلا تنفوا ولا تنكروا وجود أمثال محلم بين أظهركم،وإذا أقررتم وجود مثله فانبذوه واتخذوا من نبيكم وسيدكم أسوة حسنة،فعاقبوا أمثال محلم ممن يستغلون مواقعهم فيسيئون للناس،وبالتالي يسيئون لكم ،وينفّرون الناس منكم،وتذكروا بأن سيدنا وعظيمنا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم رفض حتى قتل رأس النفاق عبد الله بن أبي بن سلول حتى لا يشاع بأنه يقتل أصحابه،احذروا واعدلوا بين الناس،فو الله إن ظلم من سبق
وكم هو ما مكّن رجالكم منهم،والله يختبركم ،ولكن يبدوا بأنكم تريدون أن تخسروا الاختبار بتكرار سيناريو الظلم والتعسف والبطش وعندها فإنكم أهون عند الله ممن أخذتم مواقعهم وسلاحهم!
سيناريو العراق!
وهنا قد يختلط حديث السياسة بحديث الأمن،فأنتم قد تقعون فيما وقع به صدام حسين ونظام حكمه؛فصدام رفض الاعتراف بالكيان الصهيوني،ورفض أن يخضع لأمريكا،وهذه تحسب له،ولكنه تعرض لحصار جائر؛ولم يكن هو ورجال نظامه قد أعدوا للحصار عدته المادية،أو لنقل لم يكن بمقدورهم ذلك،ولكن شعب العراق فوق الحصار الأمريكي الذي جوّعهم وحرمهم من أبسط متطلبات العيش،تعرض لحصار الدولة وحزبها الحاكم وأجهزته الأمنية،فمن ابتكار وسائل تعذيب بشعة كقطع الآذان والألسن إلى السجن والاعتقال واستخدام القوة المفرطة وتكميم الأفواه إلا إذا هتفت بحياة الزعيم ،وعاش العراقيون جحيما جعل من السهل على الأمريكان أن يسحقوا نظام حزب البعث بسهولة دون أن يدافع عن النظام أحد كما رأينا فسقط النظام والحزب وضاع الشعب وأرضه وثروته…وقبل أكثر من تسعين عاما كان الجيش التركي العثماني يدافع عن بلادنا أمام غزو الإنجليز والفرنسيين،ولكنه انهار دون أن يدافع الناس عنه ،لأنه ظلمهم وامتهن كرامتهم وأذلّهم…ولا تظنوا أن دفاعكم وجهادكم وموقفكم السياسي سيدفع الناس للدفاع عنكم إذا استمرت وتكررت هذه الأحداث المؤلمة،فغزة محاصرة من قبل الصهاينة ومن يتواطؤ معهم ،والناس على استعداد لأكل رمالها إذا حققتم لهم العدل وعلى استعداد للوقوف في وجه أي غزو،أما إذا ظلمتم،فلا تلوموا إلا أنفسكم،ولا تحسبوا –حينئذ- أن مصيركم سيختلف عن مصير الأتراك أو صدام حسين ،وأتذكر أنه حين كان الاحتلال يقصف مواقع السلطة خلال انتفاضة الأقصى كان الكثير من الناس يتشفون علنا لأنهم ظُلموا وعُذّبوا في هذه المقرات رغم أنها قصفت ودمرت من العدو…احذروا واعدلوا قبل فوات الأوان،بت أخشى أن يكون الحال عندكم كحال رواية«مزرعة الحيوان» للكاتب جورج أورويل!
علاء سلامة…تحركوا الآن!
مساء يوم السبت 29/11/2008م والذي وافق أول أيام شهر ذي الحجة،وهي أيام عظيمة أقسم الله تعالى بها في كتابه العزيز،أطلت علينا مظلمة جديدة،هي ما رواه الصحفي علاء سلامة من اعتداء عليه فقد جاء في الخبر: أن عناصر من الشرطة قامت بالاعتداء عليه بالضرب المبرح وإكالة السباب والشتائم له، وإجباره على الإفطار من صوم ذي الحجة بوضع الطعام الملوث بالرمال في فمه ، خلال قيامه بتغطية أزمة الحجاج على معبر رفح .
وهنا قررت أن أكتب هذا النداء لكم لأحذركم من دعاء المظلومين في هذه الأيام العظيمة المباركة وتذكروا قول القائل:-
لا تظلمن إذا ما كنت مقتدرا * * * فالظلم ترجع عقباه إلى الندم
تنام عينك والمظلوم منتبه * * * يدعو عليك وعين الله لم تنم
الظلم مرتعه وخيم،وهذا أمر في غاية البشاعة يتناقض مع أسس إسلامنا العظيم…وقد يكون التعقيب الفوري بأنني حكمت على الحادث فورا،دون الاستماع لوجهة النظر الأخرى،أو انتظار التحقيق…وأنا أقول بأن الحوادث السابقة تجعلني أميل لتصديق الخبر؛ومن ناحية أخرى فإن المهندس إيهاب الغصين الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية في غزة توعد بمحاسبة الفاعل أيا من كان ،ولا دخان بلا نار كما تعلمون،وإذا كان الأمر كذبا فأثبتوا أنه كذب ولا أساس له من الصحة بطريقة مقنعة ومنطقية،وإذا كان صحيحا فمت
ى ستتم محاسبة الفاعل وعقابه؟ وهذا أمر ضروري للغاية، فالصحفي علاء سلامة يعمل في إذاعة «صوت القدس» المحسوبة على الجهاد الإسلامي،وهنا فإن الموقف في غاية الحساسية ،وأنتم الخاسرون إذا دق الإسفين بين الحركتين بسبب تصرفات رعناء من شخص طائش منفلت أو أشخاص لا يتحلّون بالمسئولية،وراقبوا وسائل إعلام خصمكم السياسي وستفهمون ما أرمي إليه!
ولم أكن أحب أن أخوض هنا في موضوع حجاج قطاع غزة،وكنت أود الاكتفاء بالدعاء إلى الله تعالى أن تفك كربتهم ويؤدوا فريضتهم،ولكن هذه الحادثة المؤسفة تدفعني إلى التطرق إلى الأمر،خاصة أنكم في موقف محرج لأن القيادي في الجهاد الإسلامي «نافذ عزام» مسجل في قوائم حجاج وزارة أوقاف الضفة،وما حدث للصحفي علاء سلامة وهو من هذه الحركة يزيد الأمور تعقيدا والطين بلّة،ولا بد أن تعالجوا الأمور بحكمة وعقلانية،فهذا فخ نصب لكم وكان يمكن ألا تقعوا فيه لو أن علاء سلامة لم يتعرض للاعتداء ،فعليكم التحرك فورا والضرب بيد من فولاذ على اليد التي اعتدت على الصحفي علاء سلامة ،ومنع تكرار مثل هذا الحادث المخزي.
وإجمالا فإنني أناشدكم بالله ،وأنصحكم بالأمور التالية لما فيه خير لكم ولشعبكم على المدى القريب والبعيد:-
1) تقديم اعتذار رسمي وصريح للصحفي علاء سلامة ،وتقديم من اعتدوا عليه للعدالة فورا،وتشكيل وفد من قيادة الشرطة لزيارة الإذاعة(صوت القدس) وعائلة علاء سلامة لتطييب خاطرهم.
2) الإسراع في كشف ملابسات الحوادث السابقة وعدم التهاون في معاقبة أي مقصر أو من يستغل موقعه لانتقام شخصي أو عائلي أو غيره.
3) الانفتاح أكثر على المنظمات الحقوقية والمؤسسات الإعلامية بكافة خلفياتها ،والسماح لهم بالدخول إلى مراكز التوقيف والاعتقال والتحدث للمحتجزين…على فكرة أنتم بهذا قد تحرجون أجهزة الأمن هنا في الضفة.
4) تكثيف دورات التأهيل للشرطة المتعلقة بحقوق الإنسان وآلية التعامل مع المواطنين ،بما يحفظ الأمن ويردع المخالفين للقانون،ويحفظ الكرامة للمواطنين.
5) أصبحت قصة لجان التحقيق غير مقنعة،بل تدفع للسخرية،وهذا يتطلب تفعيل أو إنشاء هيئة خاصة للتظلم لها عناوين واضحة وصلاحيات تحفظ حقوق المواطنين،لا أن ترمى شكاويهم وتظلماتهم في سلال المهملات،أو أن يسمعوا كلمات التطمين والوعود التي تتبخر مع الوقت!
وأخيرا تذكروا أن الله يرفع دولة العدل ولو كانت كافرة ،ويضع دولة الظلم ولو كانت مسلمة ،ولا تأخذنّكم رأفة في أي مخالف أو شبيه لمحلم ابن جثامة ،فقد أهلك هؤلاء بظلمهم دولا وحركات قبلكم،وحركة التاريخ معروفة ومسيرته هي سنة الله في خلقه…فالعدل أساس الملك…العدل ثم العدل ثم العدل…به تنتصرون على الحصار،وبه تصدّون العدوان،وبه يهزم خصومكم ،وتفتح لكم أقفال الأرض المغلقة،وأبواب الرحمة من السماء….
عسى أ
ن تكون رسالتي القادمة هي الشكر على تجاوبكم….اللهم هل بلغت…اللهم فاشهد…وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
،،،،،،،،،،،
سري عبد الفتاح سمور
قرية أم الشوف المدمرة قضاء مدينة حيفا المحتلة
حاليا:جنين-فلسطين المحتلة
الأحد 2 ذو الحجة 1429هـ – 30/11/2008م
بريد إلكتروني:-
مدونة:http://sammour.maktoobblog.com