لا تعود معرفة الرئيس الأمريكي الحالي جورج بوش بخلفه المرتقب باراك أوباما إلى أيام قليلة بل إلى ثلاث سنوات، عندما التقيا في البيت الأبيض عام 2005. ما أثار الاهتمام ساعتها أنّ الرجلين غسلا أياديهما بمعقّم الأيدي “الجل” بعد أن تصافحا، وهو ما أشار إليه أوباما نفسه في كتابه الشهير “جرأة الأمل.”
وقال: “بعد أن تصافحنا، التفت الرئيس (بوش) إلى أحد مساعديه، الذي سكب جرعة كبيرة من معقّم الأيدي على يد الرئيس، الذي أبلغني قائلا: شيء جيد يحميك من أن تصاب بالأنفلونزا.”
وقبل عقود، وربّما سنوات، كان مشهد غسل الأيادي بعد المصافحة أمرا غير لائق، بل وربّما يسبّب خلافات تصل حتى الاشتباك بالأيادي النظيفة منها، وغير النظيفة.
أما الآن فقد تغيّر الوضع، والكثيرون يزيدون من احترامهم لمن يصافحهم ثمّ يلهث مسرعا لغسل يديه بقناني “الجل”، التي باتت منتشرة في الكثير من المحلات العمومية، بدلا من الماء والصابون.
وفي مواسم البرد والأنفلونزا يتزايد الحرص على غسل الأيادي، ليس بعد الأكل فقط، وإنما حتى عند المصافحة أو مسك أشياء.
وهذا “الشيء الجيد” بات الآن في متناول الجميع في المطاعم ووسائل النقل الجوي والبري.
وما زاد من الإقبال على الجل هو تنامي المخاوف من انتشار بكتيريا خطيرة مقاومة للمثيليسين، تسمى “ستافيلوكوكوس أوريوس.”
وبالنظر لكون الأيادي تعدّ من أكثر الأعضاء نشاطا لدى الإنسان، فإنّها تتسبب في أمراض كثيرة، ولاسيما في المستشفيات التي تعدّ مرتعا للفيروسات والبكتيريا.
ففي مستشفيات أمريكا تسجّل سنويا 1.7 مليون حالة تلوث بسبب عدم تعقيم الأيادي.
ووفق منظمة الصحة العالمية، فإنّ 10 بالمائة من الزيارات للمستشفيات في الدول الصناعية، يكون السبب فيها إصابات بفيروسات وبكتيريا تمّ التقاطها من مستشفى ودور الرعاية الصحية.
أما النسبة فترتفع في الدول النامية إلى 25 بالمائة.
وفي عام 2002، أمرت مراكز مراقبة الأوبئة والوقاية في الولايات المتحدة عاملي المستشفيات باستخدام “جل” مركّب بالكحول لمكافحة تلك البكتيريا، حيث أنّ الكحول يعدّ فعالا جدا في هذا الصعيد.
أما في عام 2004، فنظمّت وكالة صحية حكومية بريطانية حملة وطنية، تحت شعار “اغسل يديك”، كان من محاورها حضّ العاملين في المستشفيات على استخدام الكحول.
وينفق الأمريكيون سنويا نحو 100 مليون دولار على معقمات الأيادي، فيما يشير مسؤولو صناعة هذه الأنواع من “الجل” إلى أنّ تجارتهم في تزايد يوما بعد الآخر.