أحمد بن سعيد آل سالم
أكد رئيس الكيان الصهيوني شمعون بيريز ووزيرة خارجيته تسيبي ليفني ، أنه كان لهما اتصال مباشر ، في عدة مرات سابقة، مع ملك السعودية عبد الله بن عبد العزيز ، مقللين من أهمية اجتماعهما معه في نفس القاعه ، أو جلوسهما معه على نفس المائدة ، خلال حضورهما لجلسات ولقاءات مؤتمر الحوار بين الأديان ، الذي عقد مؤخرا في الأمم المتحدة بدعوة وتمويل من ملك السعودية ، والجديد هو قبول الملك السعودي وأركان نظامه اللقاء العلني مع النظام الغاصب لفلسطين وقدسها ، والإستماع إلى خطاب رئيس الكيان الصهيوني الذي أفرط في الثناء على خادم الحرمين الشريفين !!! ، ولم يلتزم بيريز بالنص المكتوب ، بل ارتجل كلمات ثناء وجهها مباشرة لابن سعود قائلا (يا جلالة الملك لقد كنت أستمع إلى خطابك ، وأتمنى أن يسود صوتك في منطقة الشرق الأوسط بأكملها ، وينتشر بين كل شعوبها ، لأنه الصوت الواعد والرسالة الصحيحة ..) . وأفصح بيريز عن معلومة تاريخية لافتة كثيرا ما نفتها وسائل الإعلام السعودية عندما قال في مؤتمره الصحفي ؛ (( لقد فُتحت نافذة بعد الحرب العالمية الأولى وفّرت مناخا جديدا في حينه على يد الأمير فيصل بن عبد العزيز (الذي أصبح ملكا بعدها) والرئيس حاييم وايزمان (أول رئيس للكيان الصهيوني بعد قيامه) ، وقد التقيا قبل 89 عاما في شهر نوفمبر عام 1919 في لندن ، وأصدرا وعدا مشتركا للتفاهم بين شعبيهما ، على ضوء القرابة العرقية التي تجمع بينهما ، , والتزاما بميثاق قديم للعمل من أجل الطموح القومي المشترك الذي يمكن أن يتحقق في ظل التعاون العربي اليهودي !!!!!!) .
الغريب أنني كنت أنتظر تكذيبا أو تعليقا من أي جهة سعودية حتى بشكل غير رسمي ، وهذا لم يحدث بالرغم من مرور حوالي أسبوع على هذه التصريحات المحددة والخطيرة !!!!. بل ووجهت بتعتيم إعلامي متعمد ، ولم تتناولها وسائل الإعلام إلا فيما ندر وفي أضيق الحدود . الأمر الذي يوحي بأن ما ذكر كان بالون إختبار لرصد ردود الفعل الرسمي والشعبي في المنطقة التي تستعد لمبادرات خطيرة تستهدف مستقبلها الثقافي ودورها الحضاري وثرواتها ونهضة شعوبها ، وكل هذا لا شك أنه يرمي لتعزيز هيمنة الكيان الصهيوني ، والتطبيع الكامل معه ، وتمكينه من الإحتفاظ بكل ما تحصل عليه دون حق ، بل وتوسيع دائرة المناطق التي ستكون تحت هيمنته المباشرة (من الفرات إلى النيل) والخوف بات على المدينة المنورة أكثر من مبرر . خاصة إذا تمت قراءة ما بين السطور بانتباه وموضوعية في قول بيريز وليفني خلال مؤتمرهما الصحفي أنهما شعرا بمناخ جديد واعد وقادر على التغيير ، وقالت ليفني السعوديون بعثوا برسالة إيجابية مهمة وحاسمة ، وصرحت علنا كأنها توجه أوامر ((إن إسرائيل ترغب في رؤية تغييرات على المستويين (الديني) دور العبادة و(التعليمي) المدارس حيث لا تزال مشاعر العداء لإسرائيل مرتفعة)) .
إن أهم ما يميز تحركات هذه الأيام أنها أطرافها تتحرك على المكشوف ، بعد أن كانت الأدوار تتم في الخفاء منذ عام 1919 . بدأت باجتياح الحجاز وتمكين آل سعود من الحرمين الشريفين ، تمهيدا لتمكين بني إسرائيل من فلسطين ، ثم ثالث الحرمين وأول القبلتين ، والدور الآن يكمن في التحالف العلني لضرب مراكز المقاومة العربية الإسلامية ، لذلك سيتم التحالف الصهيوني السعودي ضد كل من يجاهر بعداء (إسرائيل) . حماس وحزب الله ، وسوريا ، وإيران . ثم القضاء على كل ما هو عربي ومسلم .
لا أدري إن كان يصح أن أتساءل عن صوت مشايخ السلفية المسالمة والجهادية الذي نراه وقد أصيب بالخرس ، ما رأيكم فيما يحدث ، صحيح أننا لاحظنا عدم حضوركم للمؤتمر الذي من المفروض أنكم من الأطراف الأساسية فيه ، وصحيح أنكم لم تؤيدوا ، وتباركوا كعادتكم ، ولكن هذا لا يكفي فالساكت في مثل هذه الضروف شيطان أخرس ، ولم يعد أمام أمة الإسلام ، إلا التحرك للدفاع عن دينها ومقدساتها ، والخطوة الأولى هي فك أسر الحرمين الشريفين ، ليكون الطريق ممهدا أمام تحرير أول القبلتين ، وإذا لم تفعاوا ولن تفعلوا ، فالله الذي تعهد بحفظ دينه سيأتي بغيركم ولن يكونوا أمثالكم .