على خلاف المتوقع، حقق موسم التسوق في الولايات المتحدة بداية مذهلة وفق أرقام نشرتها السبت مؤسسة إحصاء أمريكية. غير أنّ تلك الأرقام لا تعني أكثر من كونها مرتبطة بتنزيلات كبيرة في الأسعار لجأ إليها الباعة لدفع المستهلكين للإقبال على منتجاتهم. وارتفعت المبيعات بعد يوم من عيد الشكر بنسبة 3 في المائة ليصل حجمها 10.6 مليار دولار.
والعام الماضي، حققت المبيعات أرباحا بلغت 10.3 مليار دولار في اليوم الذي أعقب عيد الشكر.
ويعدّ الرقم مشجعا حيث أنّ الخبراء كانوا يتوقعون أن يمضي المستهلكون الوقت في التجوذل بين الرفوف أكثر منه في الإنفاق.
ويعرف التجار الأمريكيون أنّ الأمر يتعلق بكلّ شيء أو لا شيء عندما يستقبلون الدقيقة الأولى من صباح الجمعة.
فالنسبة إلى الكثير منهم، يتوقف استمرار أنشطتهم ليس فقط على الحصول على “أكبر جمعة أسود” من حيث المبيعات، وإنما كذلك على التأكّد من كون موسم تسوق بمناسبة عيد الشكر، لن يبدأ وينتهي في اليوم الذي يعقب ذلك العيد.
ورغم أنّ الأرقام الأولية تعدّ نبأ جيدا لسوق الاستهلاك إلا أنّ “الجمعة الأسود” يعدّ محرار لرغبة المستهلكين في التسوق والإنفاق.
وحذر الخبراء من وجود تهديد كبير لأن يحدث ذلك بسبب الظروف الصعبة التي يمرّ بها الكثير من الأمريكيين بسبب مشاكل الإنفاق لديهم وهو ما أدى أصلا إلى إعلان الكثير من محلات البيع بالتجزئة إلى إعلان إفلاسها ومن ضمنها “Circuit City” للإلكترونيات.
ويطلق الخبراء على اليوم الذي يلي عيد الشكر “الجمعة الأسود” لأنّه من العادة أن يكون اليوم الذي تتجاوز فيه المبيعات الخطّ الأحمر، الذي يعني الخسائر، إلى اللون الأسود الذي يعني الأرباح.
وسيكون أيّ انخفاض في مبيعات العيد سيناريو سيئا لقطاع البيع بالتجزئة لاسيما أنّ التجار اعتادوا على تحقيق نصف أرباحهم السنوية خلال هذه فترة موسم التسوق التي تمتد شهرين.
لكن اتحاد تجار التجزئة يبدو أكثر تفاؤلا حيث يقول إنّه يرجح أن تسجل المبيعات ارتفاعا بنسبة 2.2 بالمائة، والتي تبقى، حتى لو تحققت، الأسوأ منذ ستّ سنوات.