شعر ناصر ثابت
سلي ما استطعتِ عن الحبِّ
فالحبُّ عنديَ قيثارةٌ
رطبة الشفتين
مغمسةٌ بالنبيذِ
ومغسولةٌ بالأماني..
مِن الحبِّ يسطَعُ وهمٌ بديعٌ
يزيِّنُ أخطاءَنا
ويفجِّرُ كلَّ ينابيعِ رغبتنا الكستنائية الناضجة
على صدرِه عُلقتْ كلُّ آهاتنا كالنياشينِ
بلْ صُلبتْ
وقيامتها ستكون بُعيدَ انتهاءِ الزمانِ
على تلةٍ رثةِ العنفوانِ
هو الحبُّ أكثرُ من جسدينِ حميمينِ محترقينِ بنارهما
ولكن أقلُّ قليلاً من الموتِ
تشربه القبراتُ فيرقصنَ منه
ويشربُه قلبك الأنثويُّ
وقلبي الحزينُ، فينفجرانِ
هو الحبُّ، نبعٌ خفيُّ
سرى بين تفاحتينِ
على شرفةِ الكونِ
في حيزِ اللامكانِ
حنيني الى عنفوانِك
يمشي نقياً على حافة الموجِ
غضاً
أقيمي له جسرَكِ الملكيَّ
انثري فوقه “بتلاتِ” الحياءِ
ولا تغلقي بالنيازك، شبَّاكَ قصركِ
واستقبلي كوكبي وجميعَ نجومي
لأني أحبك،
ماذا سيحدثُ لو شطرَ الحبُّ هذا الوجودَ الفراغيَّ نصفينِ
مختلفينِ
يطيرانِ بين الغيومِ؟
أريدُكِ صوفيَّةَ القبلاتِ
نبيذيَّةَ العشقِ
مائيةَ الكلماتِ
وناريةَ الجسدِ المتوقدِ مثلَ الجحيمِ
أريدكِ شيئاً جديداً
غريباً
شهياً
يزلزلُ عند التجلي بروج السديمِ
أريدك عارية الروحِ
مشتاقةً لقراءةِ بعضَ التراتيلِ من شعريَ العدميَّ المقدسْ
أريدكِ أكثرَ قرباً من العبثِ المرتمي في ظلال التوجُّسْ
أريدك كافرةً بتفاصيلِ تأريخنا المتهالكِ
حتى وإن زينوه بأصباغهم
ورشوا عليهم المساحيقَ
والقصصَ المشتهاةَ
وصبُّوه في موكبٍ ملكيٍّ عظيمٍ
أريدكِ بنتاً لحريتي
فاخلعي عنك هذا الرداءَ الذي فصَّلته عصور الظلام الأليمِ
وهيَّا اخرجي الآنَ من سكرةِ الخوفِ
مثلي..
ولا تطلبي غدَكِ العبقريَّ الذي يشبه الشمسَ
من قلبِ ماضٍ مريضٍ… قديمِ
أريدكِ بنتاً لحريتي
سبباً لجنوني الذي سوف يأتي
أريدُ لهمسكِ أن يتوحَّدَ في نبضِ صوتي
فلا تخضعي للكلامِ العقيمِ
ولا تسكبي الهمَ فوقَ همومي…
كاليفورينا
28 تشرين الثاني 2008