حاوره: بسام الطعان
فنان ورسام تونسي من مواليد صفاقس 1981 ، حاصل على دبلوم فنون وحرف من المعهد العالي للفنون والحرف بصفاقس، وهو خبير في التصميم الخطي والديكور، ويمارس هذه الحرف من أجل إرضاء رغبة خاصة في الإبداع الفني.
ـ من هو خالد الطريقي الإنسان، ومن هو خالد الرسام والفنان؟
* خالد الطريقي الإنسان –الفنان٫ الشاعر بالمسؤولية تجاه الوطن و الأمة و هذه المسؤولية لا تجعل الإنسان و الفنان يختلفان كثيرا بما هما كيانان متساوقان متلازمان محكومان بذات الرغبات العامة و الطموحات و التطلعات …
خالد الطريقي الإنسان الذي يحيا حياة هادئة يضع نصب أعينه هدف النجاح في الحياة و خالد الفنان أيضا يضع أمامه النجاح في الفن٫ و كلاهما لا يرضى بغير النجاح.
ـ هل لك أن تضع للقارئ تعريفا لفن الكاريكاتير؟
* الكاريكاتير قبل أن يكون فنا هو حس تعبيري و ثقافة بصرية ووعي جماهيري٫ و إذا ما أردنا تحديد تعريف لفن الكاريكاتير فمن الأجدر الانطلاق من الأهداف التي يرومها رسام الكاريكاتير ثم التدرج نحو تحديد الوسائل و الوسائط ٫و بذلك تكون لحظة نشأة الكاريكاتير هي لحظة منشأ موقف مبلور للحقيقة …
إنها باختصار إنشاء موقف مبلور للحقيقة عبر إيحاءات بصرية٫ استنادا إلى تعابير خطية و تجميع وحدات ترميزية٫ قادرة على خلق المعنى.
ـ لماذا اخترت فن الكاريكاتير، ماذا تريد منه وما هو دافعك؟
* الكاريكاتير ليس اختيارا انه مصير٫ لست أنا الذي أردت بل هو الذي أراد٫ دافعي الحقيقة و به فعلت.
ـ أين تضع نفسك بين رسامي الكاريكاتير التونسيين؟
* مبتدأ و أتعلم
ـ كيف تنظر إلى حركة فن الكاريكاتير في المشرق العربي؟
* الكاريكاتير في المشرق العربي يعد سباقا مقارنة بالكاريكاتير التونسي، و هو الآن في طور النمو السريع الذي يتغذى أصلا من القضايا الخاصة به ، أي قضايا الشرق الأوسط، و هاته القضايا تشكل دافعا جبارا لتطور و نضج التجارب الكاريكاتورية.
ـ هل على رسام هذا الفن الصعب والشيق أن يقترب من المسائل الحساسة والاستفزازية، أم يقف عند خط معين؟
* يبدو أن الكاريكاتير لم يخلق لشيء بقدر معالجة القضايا الحساسة و الشائكة و هذه ميزة ينفرد بها عن غيره من الوسائل النقدية.
ـ ما هي الصعوبات التي تواجه رسام الكاريكاتير التونسي، هل يملك الحرية الكاملة؟
*ليست الصعوبات التي تواجه فنان الكاريكاتير التونسي مختلفة كثيرا عن الصعوبات التي يواجهها فنانوا الكاريكاتير في العالم ٫و لا أظن أن رسامي الكاريكاتير –حتى في البلدان التي تدعي بأسبقيتها في مجال الديمقراطية و الحرية الفكرية و التعبير –لا أظن أن هؤلاء يمتلكون الحرية الكاملة و الفنان التونسي على كل حال يجد حدا أدنى من الحرية مقارنة بهذه البلدان و يجد نفسه أكثر حرية مقارنة بالدول الأشد صرامة في مجال الحرية و التعبير .
ـ هل صدف أن خلقت لك رسوماتك مشاكل أو متاعب مع احد؟
* في بعض الأحيان، تخلق الرسومات الكاريكاتورية لصاحبها مشاكل متنوعة و ذلك لسوء أو تعدد القراءات للعمل الكاريكاتوري الواحد، و هذا ما يثبت أ ن الفن الكاريكاتوري هو فن الحوار و النقاش المتضارب. كما أذكر أني قد تعرضت إلى بعض الانتقادات حول بعض الرسوم الهزلية الطريفة التي أسيء فهمها و اعتبرت تعديا على النظام السياسي في تونس.
ـ أيهما يعتبر الأفضل ، والمعبر أكثر، الكاريكاتير مع التعليق أم بدونه؟
*إن القراءة البصرية للعمل الفني عموما و الكاريكاتير بشكل خاص تستوجب شرطين أساسيين هما المنحى و الرمز٫ و إذا افتقد الكاريكاتير عنصرا من هذين العنصرين ظهر الخلل و اختل التوازن و اختبل المنحى و تعذرت القراءة البصرية و برزت الحاجة إلى الاستدلال الكتابي و اخف الاستدلالات” بدون تعليق” و التعليق بدون تعليق يفرز المنحى 
0;أو وجوبية العودة للبحث عن المنحى و هو لا يفرز المعنى …
0;أو وجوبية العودة للبحث عن المنحى و هو لا يفرز المعنى …
غير أن النص المصاحب للكاريكاتير و الذي لا يكون بمثابة التعليق يحقق التساوق والاتساق و التناسق و بالتالي الإثراء عبر التفاعل بين الكلمة و الصورة .
ـ يقال عن رسام الكاريكاتير ليس له انتماء واحد، وإنما عدة انتماءات، ما صحة هذا القول؟
* الاعتقاد في أن رسام الكاريكاتير ليس له انتماء واحد كلام يحتمل الخطأ بقدر ما يحتمل الصواب٫ لان رسام الكاريكاتير المؤمن بقضية سوف يكون له انتماء فكريواحد و هو نصرة تلك القضية و الدفاع عنها بريشة شرسة ٫في حين لا يكون لرسام الكاريكاتير انتماءا واحدا عندما يتعلق الأمر بالموضوعية في نقل الحقائق…٫ إن تتعدد انتماءات الرسام الكاريكاتوري أي أن يتحرى الصدق و يتجرد من كل الميولات الشخصية و يحرص على نقل الحقيقة و لو كانت متعارضة مع قناعاته و آرائه و مبادئه.
ـ ما هو موقع فن الكاريكاتير بين الفنون الأخرى؟
* رغم أن فن الكاريكاتير هو أبسط أداة للتحاور بين الناس و ذلك عن طريق الصورة و الخطاب البصري التي يفهمها المثقف و الأميأااا نيبطلالونيونيطيبولؤلىةتؤررءريبايبسريي&é’أمي ، إلا أنه يبقى الفن الأقل حظا على مستوى الاستثمار فيه و على مستوى ندورة الموهبة الحقيقية في الفن الكاريكاتوري.
ـ من هو رسام الكاريكاتير الأول في تونس وفي الوطن العربي أيضا؟
* أعتبر أن الكاريكاتير التونسي يسجل غيابا على الساحة الوطنية و العربية، وهذا الغياب لا تفسير له سوى تقاعس معاهد الفنون الجميلة في تأطير هذا الفن و الارتقاء به، لذلك فأسماء الفنانين الكاريكاتوريين التونسيين قليلة و تكاد تكون منعدمة، ونذكر أمثال ذلك منير الهادفي، و لطفي بن ساسي، قيس العشي… أما في الوطن العربي فالرسامون الكاريكاتوريون الكبار متعددون، و أعتبر الفنان الشهيد ناجي العلي هو القدوة و المثل الأعلى بالنسبة لي.
ـ طموحك كفنان ما حجمه؟
* طموحي صغير و يكبر، فأنا الآن بصدد إصدار نشرة دورية مختصة في الكاريكاتير تحت اسم “كاريكار” و هي الأولى من نوعها في تونس و الحوض المتوسط و أفريقيا، و أرجو أن تحقق النجاح الجماهيري المطلوب ، و لمزيد من المعلومات ، يرجى الاتصال بالموقع الالكتروني www.cariacre-cartoon.com
ـ لو رُفضت لك بعض الأعمال ماذا تفعل؟
* إن يقع رفض بعض الأعمال٫ يعني أن الكاريكاتير حقق أهم هدف وضع من اجله و هو الخوض في القضايا الحساسة و بذلك يكون الفنان الكاريكاتوري قد وصل إلى مبتغاه غير أن ذلك يخلف حسرة كبرى حيث يقع وٵد العمل قبل ان يرى النور٫لكن هذه التجارب تبقى أكثر إثارة و تأثيرا في تجربة فنان الكاريكاتير.
ـ لو طلبنا منك أن ترسم المغرب العربي كيف ترسمه؟
* المغرب العربي يعد أفضل حالا من المشرق العربي و الشرق الأوسط على الأقل على مستوى الاستقرار لكن إن لنا إلا نفرق بين المشرق و المغرب العربيين و آن لنا أن نتحدث عن عالم عربي واحد و امة واحدة وثقافة و تاريخ و عادات و تقاليد واحدة و إذا ما طلب من فنان رسم العالم العربي سوف لن يكون اشد تعبيرا من عملاق ينزف.
ـ أين يقف فن الكاريكاتير أمام الفن العالمي؟
* على عكس الفن الكاريكاتوري العربي، إن الكاريكاتير في العالم يتمتع بالحرية المطلقة و الأهمية الكبرى، بين الفنون الأخرى، مثال فأي عمل كاريكاتوري مهما كان بسيطا يحظى بالتقدير على المستوى المادي و المعنوي خاصة في البلدان الأوروبية.
ـ من أين تحصل على مواضيع رسوماتك؟
* اليوم و على اثر التداعيات السياسية المتجددة لم تعد ثمة أزمة موضوعات و عند البحث عن مواضيع الرسوم الكاريكاتورية يمكن الاستنجاد بالقضايا السياسية الخارجية و الداخلية و قضايا الرأي العام و التداعيات الدبلوماسية و القضايا الاجتماعية أو الفنية و المستجدات العلمية و كل ما يقبل النقد.
ـ أخيرا ماذا تقول للذين يريدون تقييد حرية الفنان؟<
/span>
* خلق الفنان ليغير.