ناشد أكاديميون سعوديون من ذوي التوجه الإسلامي السلطات السعودية اليوم السبت بضرورة التحرك سريعا لحل أزمة حجاج قطاع غزة العالقين على معبر رفح الحدودي مع مصر. وبوجه عام دعا الأكاديميون في البيان الذي لم يوقع عليه أى من أعضاء هيئة كبار العلماء أو من أعضاء مجلس الشورى السعودي إلى العمل على رفع الحصار عن نحو 1.5 مليون فلسطيني تحاصرهم إسرائيل في غزة منذ أن سيطرت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” على القطاع في 14-6-2007.
وفي تصريح لشبكة “إسلام أون لاين.نت” شدد الدكتور علي بادحدح، عضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبد العزيز وأحد الموقعين على البيان، على أن “السعودية طالما جعلت فريضة الحج بمنحى عن السياسة وسهلت الإجراءات لأغلب الحجاج المحتاجين”.
وأكد د. بادحدح أن “فريضة الحج فوق كل الاعتبارات السياسية، فشعيرة الحج والحجاج ليسوا أطرافا في القضايا السياسية”، داعيا الجميع إلى “تيسير الحج على المسلمين في جميع بقاع الأرض، لاسيما التى تعاني من الاضطرابات”.
وأضاف أن “المملكة في الفترات الأخيرة لم تمنع أحدا من الحج، حتى ولو كانت هناك خلافات سياسية مع بعض الدول (…) فالحجاج هم عباد الله وضيوفه”.
تدخل ملكي
وقال د. بادحدح إن “حجاج غزة يواجهون اليوم مشكلتين، الأولى متعلقة بالخروج من معبر رفح، والأخرى بالحصول على التأشيرة السعودية”، معربا عن أمله أن تحظى مناشدة الأكاديميين باهتمام العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز.
ورجح أن تحقق استغاثات أهل غزة رد فعل إيجابي من قبل العاهل السعودي، كما حدث العام الماضي حينما أمر بقبول كل الحجاج القادمين من غزة، وتسهيل إجراءاتهم.
وأكد د. بادحدح أن “معاناة أهالي غزة عظيمة بسبب الحصار الظالم وما يتعرضون له من التجويع والترهيب”.
وتابع: “كل ذلك يفرض علينا أن نعينهم ونيسر لهم ونمد لهم يد العون المادي والمعنوي، ولا شك أن من أعظم ما يمكن أن يقدم لهم في هذه الفترة تيسير أسباب الحج، وأن تُفتح لهم الأبواب والمعابر”.
تقصير شعبي
وعلى المستوى الشعبي يرى د. بادحدح أن هناك “تقصيرا” في نصرة سكان غزة من قبل الشعوب العربية، لاسيما من جانب العلماء المنوط بهم توجيه الرأي العام، مرجعا ذلك إلى سياسات بعض الحكومات العربية التي تحول بين الشعوب وفعاليات التضامن مع غزة.
ورأى في هذا السكوت “مؤشرا غير إيجابي؛ لأنه يعطي دلالة على فتور الهمة، ففي كثير من البلاد لا يستطيع الناس التعبير عن تعاطفهم بالتبرعات ولا بالتظاهرات، ولا يستطعيون كسر الحصار كما فعل الغربيون” عبر البحر.
واتهم د. بادحدح، الذي أطلق في السابق حملة إلكترونية لكسر حصار غزة، جهات عدة بالتقصير في توجيه الرأي العام، سواء العلماء في هيئات الإفتاء ومجالس كبار العلماء أو على مستوى الدول كالمجامع الفقهية وغيرها.
ووجه الأكاديميون السعوديون نداءات أيضا إلى مسئولي القنوات الفضائية للعمل على توضيح المعاناة الإنسانية لأهالي غزة وفضح الجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني.
كما دعا البيان الصحفيين إلى “أداء واجب الكلمة الصادقة وإدانة الصمت العالمي وسياسة الكيل بمكيالين وعدم التصدي لجرائم الصهاينة بحق الإنسانية وتحديهم للقوانين والقرارات الدولية”.
المبادرة العربية
وأرجع مراقبون خلو الأسماء الموقعة على البيان من أي جهة رسمية شرعية في السعودية إلى الرغبة في “الحفاظ على المبادرة العربية للسلام مع إسرائيل التي اقترحتها السعودية وأقرتها
القمة العربية في بيروت عام 2002”.
القمة العربية في بيروت عام 2002”.
والموقعون على البيان منخرطون في العمل الإسلامي المدني العام، فضلا عن كونهم أعضاء هيئة تدريس في الجامعات السعودية حاليين وسابقين، وإضافة إلى د. بادحدح وقع كل من خالد بن عبد الرحمن العجيمي، عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض سابقا، وسعود بن عبد الله الفنيسان، العميد السابق لكلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود، وعوض بن محمد القرني، عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية فرع أبها سابقا، وإبراهيم بن عبد الله الدويش، عضو هيئة التدريس بكلية المعلمين جامعة القصيم، وعبد الله بن عبد العزيز الزايدي، عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، ومحمد بن صالح العلي، عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية فرع الأحساء.
ومعلوم أن د. عوض بن محمد القرني من أبرز الموقعين على مذكرة النصيحة التي وجهت للعاهل السعودي الراحل الملك فهد بن عبد العزيز في بداية تسعينيات القرن الماضي بشأن إجراء إصلاحات الدستورية، وبسببها جرى اعتقال د. عوض وفصله من التدريس.