تمخّضت أوّل دراسة مستقلة ومعمقة حول الدعارة في المغرب عن مفارقات تصل حتى طرح إشكاليات. وأعلنت المنظمة الأفريقية لمكافحة الإيدز في المغرب نتائج دراسة أجرتها بداية العام وشملت 500 امرأة تعملن في ميدان الدعارة. وخلصت الدراسة، التي نشرتها المنظمة على موقعها على الانترنت، إلى أنّ العاملات في الدعارة بالمغرب لا تشكلن مجموعة متجانسة حيث أنّ خصائصهن تختلف سواء من مستوى التعليم أو الفئات العمرية وغيرها.
وشملت الدراسة نساء من سبع مدن هي الرباط وأزرو وخنيفرة وبني ملال ومكناس وفاس وأغادير.
ويستخلص من الدراسة أنّ الوضع الاجتماعي ولاسيما الفقر يلعب دورا مهما في قيادة الفتيات إلى هذا المصير زيادة على الأمية.
وتقول الدراسة إنّ ذلك يعني أنّ فترة الانتظار بين إكمال الدراسة والحصول على وظيفة تعدّ واحدة من الأسباب زيادة أيضا على ضعف المنح الجامعية المخصصة للدراسة منا يدفع طالبات إلى بيع أجسادهن من أجل الحصول على المال الكافي.
ومن المفارقات التي خلصت إليها الدراسة أنّ 13 بالمائة من المومسات مازلن “عازبات عذراوات” وهو ما يدلّ على أهمية العذرية في الثقافة الاجتماعية في الدول الإسلامية.
كما أنّ اللافت في الدراسة أنّ نحو 60 بالمائة قلن إنّهم مارسن الجنس للمرة الأولى بين سني التاسعة والخامسة عشرة.
كما أنّ 32 بالمائة قلن إنّهن مارسن أو تعرضن لعملية جنسية بين السادسة والخامسة عشرة من العمر، مما يعكس أيضا مشكل تعرض الفتيات صغيرات السنّ إلى الاعتداءات الجنسية.
ومن الأرقام التي أشارت غليها الدراسة أنّ نحو 40 بالمائة من العاملات في هذا الميدان مطلقات زيادة على أنّ 4 بالمائة متزوجات تمارسن الجنس مقابل المال بسبب إما غياب الزوج أو عدم قدرته على الإنفاق أو دون علمه.
وقالت المنظمة أيضا إنّ 43 بالمائة من العاملات في هذا الميدان لا تستخدمن الواقيات الجنسية سواء بسبب عدم معرفتهن به أو لصعوبة الحصول عليه في مجتمع محافظ أو كذلك بسبب الخوف من حمله داخل حقائبهن لأنّ العثور عليه من قبل الشرطة مثلا قد يقودهن إلى المشاكل.
ويذكر أنّ نسبة المرضى بالإيدز في المغرب لا تتجاوز واحدا فقط بالمائة، وأنّ نسبة حاملات فيروس نقص المناعة المكتسبة لا يتجاوز 2.5 بالمائة من بين العاملات في هذا الميدان.