التحرش بسورية لن يفيدهم
بقلم : زياد ابوشاويش
أعلن المندوب الأمريكي في الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن مطلبه إعادة التفتيش على الموقع السوري الذي سبق أن قام خبراء الوكالة ذاتها بتفتيشه دون العثور على أي دليل عن وجود ما يخالف القانون الدولي أو التعهدات السورية بالخصوص. ونعلم أن هذا الموقع سبق أن قصفته الطائرات الاسرائيلية لتسويق الاتهامات الأمريكية بوجود نشاط سوري باتجاه انتاج أسلحة غير تقليدية بالتعاون مع كوريا الشمالية وبأن الموقع المقصوف كان يتم إعداده لبناء مفاعل نووي سوري، وفي حينه ردت سورية بأنها تلتزم القانون في هذا الشأن وأنها تحترم توقيعها على اتفاقية منع الانتشار النووي وطالبت بالتفتيش الدولي عليه، كما أننا نعلم أن هذه الوكالة لا تستطيع التفتيش على أي مكان في دولة الكيان الإسرائيلي صاحبة المفاعل المنتج للأسلحة النووية التي لم تعد سراً.
الناطق الرسمي للخارجية السورية رفض مباشرة وبشكل قطعي الطلب الأمريكي حتى لو تبنته الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تقع كغيرها من المنظمات الدولية تحت الضغط الأمريكي، وبرر الرفض بالقول أن الخبراء الدوليين قاموا بالتفتيش ولم يجدوا ما يبرر إعادة التفتيش، ونزيد بأن إعادة التفتيش سيكون مساساً بالسيادة الوطنية ويفتح ملفاً سبق إغلاقه، وتقدم الذريعة للمتربصين بالقطر العربي السوري للمزيد من التحرش بسورية وتبديد طاقاتنا في الدفاع عن أنفسنا كما فعلنا خلال السنوات القليلة الماضية والتي انتهت بهزيمة منطق الحصار والضغط على سورية. إن الحديث من جانب الوكالة وأعضائها عن تفتيش مواقع أخرى بخلاف الموقع الذي قصف والذي أعلن رئيس الوكالة السيد البرادعي عدم وجود ما يشير لنشاط سوري عملي بهذا الاتجاه أو توفر أدلة لتوجيه الاتهام ليس له ما يبرره سوى فتح معركة إعلامية تستغلها الولايات المتحدة الأمريكية وقيادتها المنصرفة لتأكيد بعض المصداقية لاتهاماتها القديمة بهذا الخصوص.
إن أفضل ما تفعله الوكالة الدولية للطاقة الذرية هو إغلاق هذا الملف بشكل نهائي وتحويل قضية العدوان على سورية من جانب اسرائيل وقصف الموقع إلى مجلس الأمن لمحاسبة المعتدي وليس الطلبات والتصريحات التي تغطي العدوان وتبرره.
كما أن أفضل ما يمكن تقديمه للإدارة الأمريكية الحالية هو النصيحة بأن تهتم بشؤونها الخاصة وتطبيب جراحها الاقتصادية وتمرير الفترة الانتقالية للسلطة بشكل هادىء وبأن التحرش بسوريا لن يفيد هذه الادارة أو الادارة القادمة وأن مثل هذه التحرشات لن تغير في الموقف السوري من أي قضية عربية أو من موقفها تجاه المشروع الأمريكي للمنطقة رفضاً ومقاومة.
زياد ابوشاويش